المشرق الجديد.. مكاسب اقتصادية من توطيد العلاقات المصرية مع العراق
تتخذ مصر والعراق والأردن خطوات جديدة نحو تشكيل شراكة إستراتيجية وصفها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتحالف "الشام الجديد"، وذكرت صحيفة Politico الأمريكية أن الشراكة الجديدة ترتكز بالدرجة الأولى على الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية والجوانب السياسية والأمنية. وعقدت الدول الثلاث قمة مهمة في 27 يونيو في بغداد للمضي قدما في مشروع المشرق الجديد وفقا للاتفاقيات والتفاهمات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والاستثمارية.
وتتصدر مشاريع ربط الطاقة والكهرباء قائمة المصالح الاقتصادية بين الدول الثلاث، بينما تدعم بغداد والقاهرة الدور الأردني في المنطقة لمحاربة الإرهاب.
إن قيمة الاستثمارات العراقية في مصر نحو 490 مليون دولار، نفذتها نحو 3329 شركة عراقية، وتجاوزت رؤوس أموالها 724 مليون دولار. ويأتي العراق في المرتبة 25 بين الدول المستثمرة في مصر، حيث تستثمر 25٪ من الشركات العراقية في القطاع الصناعي، و 24٪ في القطاع الزراعي، و 22٪ في قطاع الخدمات، و 20٪ في السياحة. وتجدر الإشارة إلى إن الميزان التجاري بين مصر والعراق في صالح القاهرة بقيمة 116.231 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأشار إلى أن العراق من الأسواق الواعدة لمصر ولديه العديد من الفرص للاستثمار والتجارة والتعاون الاقتصادي. وأضاف أن أبرز صادرات مصر للعراق تشمل الأثاث والقطن والعجين والمكونات الغذائية المختلفة والأدوية والزيوت والحديد والسيليكون والبصل المجفف والصابون ومستلزمات التنظيف والبلاط والأدوات الصحية الخزفية والمحاصيل الزراعية والملابس والبترول والكربون. منتجات. وأشار إلى أن مصر تصدر أيضا الخضار والفواكه للعراق، فيما تستورد منتجات الشوكولاتة والكاكاو.
وستخلق القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن تقاربًا اقتصاديًا كبيرًا، في ظل التعاون بين الدول الثلاث في عدة مجالات، من بينها تجارة السلع والخدمات والمواد الخام. وجحت الصحيفة الأمريكية توطيد التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث خلال الفترة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي، حيث تسعى مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة وتصدير الغاز إلى الأردن. وقال إن هذا سيؤدي إلى مزيد من التقارب أيضًا.
ويقوم التحالف الجديد على أساس تعظيم استخدام موارد الدول الثلاث، وعلى سبيل المثال مشروع مد أنبوب نفطي من ميناء البصرة في جنوب العراق إلى ميناء العقبة في الأردن ثم إلى مصر، حيث تشتري المملكة الأردنية من خلاله النفط العراقي بسعر أقل من سعر السوق الدولي.
وستستفيد مصر أيضا من عملية تكرير جزء من هذا النفط العراقي على أراضيها، بينما يستورد العراق الكهرباء من مصر. وأضاف أن العراق يمكن أن يستفيد أيضا من الخبرات المصرية في عملية إعادة الإعمار، بالإضافة إلى الاستفادة القصوى من إمكانيات الأردن في مجال النقل، ناهيك عن تصدير البضائع من الأردن ومصر إلى العراق. وتعكس التوجهات الاقتصادية لمصر خطط صناع القرار الاقتصادي في القاهرة للتحرك نحو الاقتصادات الكبرى، وإظهار جهود مصر للاستفادة من تجارب جميع الدول الناجحة ومحاولة تبني الأفكار الاقتصادية التي تخدم الاقتصاد المصري. ألا يقتصر التعاون الاقتصادي على دولة واحدة فقط . ويأتي التعاون المصري مع العراق والأردن حاليًا استجابةً لقوى إقليمية أخرى تسعى للاستفادة من الإمكانات الاقتصادية الكبيرة للعراق.
وبدأ التأثير المصري في الظهور إقليميا من خلال تعزيز علاقات القاهرة مع الدول العربية، ويأتي دورها المهم في العراق في ظل المصالح الاقتصادية المشتركة المتمثلة في استيراد مصر من النفط العراقي، مقابل مشاركة القاهرة في إعادة الإعمار.
إن الاقتصاد يمثل اللاعب الأكبر في المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة، في ظل التطبيع الذي بدأته بعض الدول العربية مع إسرائيل، والذي يستتبع إنشاء سوق شرق أوسطي تديره قوى إقليمية. وتدرك مصر وجوب تعزيز حضورها في الدول العربية من أجل ضمان دور بارز خلال المرحلة المقبلة.