الصحافة العالمية عن قاعدة 3 يوليو: أحدث مثال على التفوق العسكري المصري
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، قاعدة بحرية جديدة على البحر الأبيض المتوسط، واعتبرت وكالة اسوشيتدبرس افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية أحدث مثال على عزم المصريين على التفوق العسكري. وتهدف القاعدة إلى "تأمين الجبهة الشمالية والغربية للبلاد وحماية طرق الشحن البحري".
وحضر الافتتاح، الذي بثه التلفزيون الرسمي، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الحاكم في ليبيا. وتقع القاعدة في منطقة جرجوب، على بعد حوالي 255 كيلومترًا (160 ميلًا) غرب مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط. واكتسبت القاعدة اسمها من تاريخ 3 يوليو 2013 المرتبط بقرار الشعب المصري فيما يتعلق بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان وسط احتجاجات على مستوى البلاد ضد حكمهم المثير للانقسام. كما اعتبرت اسوشيتدبرس افتتاح قاعدة 3 يوليو أحدث مثال على قيام مصر في السنوات الأخيرة بتحديث جيشها، وشراء أسلحة متطورة وفتح قواعد استراتيجية في جميع أنحاء البلاد.
في عام 2017، افتتحت مصر قاعدة عسكرية في محافظة مرسى مطروح شمال غرب البلاد. وقالت إن القاعدة، التي سميت على اسم الرئيس الراحل محمد نجيب، وهو ضابط بالجيش المصري أصبح أول رئيس للبلاد في الخمسينيات من القرن الماضي، هي الأكبر في الشرق الأوسط. ومن الرسائل التي تحاول القاهرة إرسالها أن أي محاولة لترسيخ وجود الإخوان المسلمين في ليبيا ستقابل بعمل مصري حاسم، وفقًا لصحيفة جلوبال نيوز الكندية، وأكدت الصحيفة أن قاعدة 3 يوليو هي أحد خيارات مصر المدروسة لمواجهة النفوذ التركي في ليبيا ومواجهة رفض أنقرة سحب قواتها ومرتزقتها من طرابلس.
ورجحت صحيفة Arab Weekly التي تصدر من لندن أن غياب عبد الحميد الدبيبة رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عن حفل افتتاح القاعدة المصية يؤكد أن القاهرة لديها تحفظات على مواقفه السياسية، لا سيما دعمه الضمني لاستمرار التدخل التركي في بلاده".
من المقرر أن تكون القاعدة نقطة محورية للدعم اللوجستي للقوات البحرية المصرية المنتشرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومركزًا استخباراتيًا للمساعدة في تأمين الحدود البرية الغربية التي يبلغ طولها 1145 كيلومترًا مع ليبيا وإيقاف أي عناصر قد تحاول التسلل إلى الحدود المصرية. .
وكانت القاعدة مسرحًا لمناورة قادر 2021 التي تعد إحدى أهم المناورات التدريبية التي يجريها الجيش المصري، حيث يضع عينه على الاستعداد على جبهات متعددة. وشدّد محللون على أن افتتاح القاعدة في وقت تحاول فيه تركيا تجنب انسحاب مرتزقتها من ليبيا، يدل على نية القاهرة التأكيد على وجودها واهتمامها بما يجري على حدودها الغربية وتكمل الغطاء الاستراتيجي الذي توفره القواعد الأخرى وتركزات القوات في الاتجاه الشمال الغربي. وتصر مصر على تنويع مناطق وجودها العسكري من أجل سد الثغرات التي يمكن أن تشكل تهديدًا لأمنها في ظل اعتماد القيادة السياسية على الانفتاح الاقتصادي مع أكثر من شريك.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن القاعدة الجديدة إلى جانب قاعدة شرق بورسعيد (شمال شرق مصر) تشكل مراكز دعم مهمة للأساطيل الجنوبية والشمالية في مصر من حيث تزويدهم بكافة الاحتياجات الإدارية والفنية والقيادة والسيطرة وأنظمة واتصال مع مختلف أفرع القوات المسلحة والهيئات المدنية كجزء من مسؤوليات الجيش في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
استفاد عمل القاهرة على جبهات متعددة من التحديث على مدى السنوات القليلة الماضية لترسانتها العسكرية البرية والبحرية والجوية. وأتاح ذلك إعادة تنظيم قوات الجيش ونشرها في عدد من المجالات الحيوية في إطار مرحلة جديدة مرتبطة بالمخاطر المتزايدة في منطقة سيناء والحدود الغربية مع ليبيا. وبحسب محللين، فإن القاهرة تهدف إلى إنشاء قواعد عسكرية لتجنب أي تأثير سلبي على القوات المسلحة بسبب نقل ونشر القوات والمعدات من منطقة لأخرى في البلاد. ويوفر التموضع العملياتي للجيش كفاءة أكبر من حيث نقل الإمدادات ومراقبة الحدود البحرية والبرية وسرعة إحباط أي مخاطر.