الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

بعد هزيمة الجيش الإثيوبي.. ماذا يحدث في تيجراي؟

الرئيس نيوز

ثمانية أشهر من القتال العنيف شهدها إقليم تيجراي الإثيوبي بين قوات آبي أحمد بدعم إريتري وجبهة تحرير شعب تيجراي، قبل أن تنجح الأخيرة في تحويل الدفّة لصالحها واستعادة مدينة ميكيلي عاصمة الإقليم، وإجبار القوات الإثيوبية والإريترية على الانسحاب ووقف إطلاق النار.

وعلى مدى الأشهر الماضية، خلف القتال في تيجراي آلاف القتلى ونزح أكثر من مليوني شخص بعد دخول القوات الإثيوبية إلى الإقليم، مما أدى لسوء الأوضاع ومواجهة 350 ألف شخص شبح المجاعة.

وشنّ آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا عملية عسكرية في الإقليم في نوفمبر الماضي، ردا على رفض الجبهة الإصلاحات السياسية وتقارير عن تحركات عسكرية والاستيلاء على قواعد للجيش، ونجح خلال الشهر ذاته في الاستيلاء على عاصمة الإقليم.

وبعد تغيرات الوضع الميداني خلال الأيام الماضية، استطاعت جبهة تحرير تيجراي استعادة العاصمة، وأعلنت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد.

ونشرت وسائل إعلام رسمية بيان الحكومة، بعد وقت قصير من فرار الإدارة المؤقتة لتيجراي، التي عينتها الحكومة المركزية من العاصمة ميكيلي، ودعوتها لوقف إطلاق نار "لدواع إنسانية للسماح بإيصال مساعدات إلى هناك" وفق تعبيرها.

وقال بيان إثيوبيا إن وقف إطلاق النار "سيمكن المزارعين من حراثة أراضيهم، ومجموعات الإغاثة من العمل بدون أي حركة عسكرية حولها، والانخراط مع فلول (حزب تيجراي الحاكم السابق) الذين يسعون إلى السلام"، مضيفا أن الجهود المبذولة لجلب قادة تيجراي السابقين للعدالة ستتواصل.

وذكرت إثيوبيا أن وقف إطلاق النار مستمر حتى نهاية موسم الزراعة المهم في تيجراي، علما أن الموسم ينتهي في سبتمبر، بحسب "سكاي نيوز عربية".

وأمرت الحكومة جميع السلطات الفدرالية والإقليمية باحترام وقف إطلاق النار.

أما جبهة تحرير شعب تيجراي، فأعلنت رفضها الامتثال لوقف إطلاق النار، وتعهّدت بملاحقة القوات الحكومية وطردها من الإقليم.

احتفالات وملاحقات

وبعد الانتصار الذي حققته قوات تيجراي، ضجّت شوارع العاصمة بالفرحة العارمة، وخرج المواطنون إلى شوارعها يوم الثلاثاء للاحتفال بالنصر.


وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي يسيطرون الآن على معظم المنطقة.

من جانبها، أفادت الجبهة الشعبية، أمس الثلاثاء، بأنها تقوم بعمليات تمشيط لملاحقة قوات الحكومة الإثيوبية التي انسحبت من مقلي، مؤكدة أن المدينة باتت تحت سيطرتها بنسبة "مائة في المائة".

وقال جيتاتشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة، لوكالة "رويترز" بهاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية "انتهت الاشتباكات النشطة في مقلي قبل نحو 25 دقيقة صباح الثلاثاء".

وأضاف "ما زالت قواتنا تقوم بعمليات مطاردة حثيثة إلى الجنوب والشرق".

إثيوبيا تهدد

وبعد يومين من هزيمة قواتها، أصدرت إثيوبيا، اليوم الأربعاء، تحذيرات لقوات إقليم تيجراي من "إعادة التنظيم"، مشيرة إلى أن رد الجيش "سيكون ضخما".

وقال اللفتنانت جنرال باشا ديبيلي بالجيش الإثيوبي إن "الجيش الإثيوبي غادر ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي لأنه بحاجة إلى الاستعداد لتهديدات أخرى، غير جبهة تحرير تيجراي الشعبية".

وزعم أن "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لم تعد تشكل تهديدا، لكن لدينا تهديد وطني أكبر، نحتاج إلى تحويل انتباهنا إليه".

تهديد أمريكي

من جانبها، هددت الولايات المتحدة الأمريكية إثيوبيا وإريتريا بمزيد من الإجراءات ضدهما، في حال لم يلتزما بوقف إطلاق النار.

وقال روبرت جوديك القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لمكتب الشؤون الإفريقية، أمس الثلاثاء إن على إثيوبيا وإريتريا توقع المزيد من الإجراءات من جانب الولايات المتحدة إذا لم يؤد إعلان وقف الأعمال العدائية إلى تحسن الوضع في منطقة تيجراي.

وأوضح جوديك، أن إدارة بايدن كانت متقدمة جدًا في تقييمها لما إذا كانت ستطلق على الأحداث جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية أو جرائم حرب، مضيفا خلال اجتماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي: "الإدارة متفقة تماما على ارتكاب فظائع مروعة في تيجراي"، وفقا لما أوردته وكالة رويترز.

وقال "لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الفظائع في تيجراي".

وحث جوديك الحكومة الإريترية على الانضمام الفوري إلى وقف الأعمال العدائية ودعا إلى التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق نار دائم يتم التفاوض عليه في المنطقة.