بسبب مقطع فيديو.. انتقادات إسرائيلية حادة لصحيفة نيويورك تايمز
تعرضت صحيفة نيويورك تايمز لانتقادات إسرائيلية حادة بسبب نشرها مقطع فيديو مدته 15 دقيقة تقريبًا ينتقد إسرائيل بسبب شن هجوم ينطوي على شبهة ارتكاب"جريمة حرب". ويوضح مقطع الفيديو كيف قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 44 شخصًا"، وجاء نشر التقرير المصور بعد تحقيق استغرق فريق التايمز أكثر من شهر لمعرفة ملابسات الحادث، وكذلك تدمير 3 مجمعات سكنية بحجة استهداف أهداف تابعة لحماس، لكن فريق الصحيفة زار المكان وجمع الشهادات بالإضافة لدراسة وتحليل الصور الفضائية.
وكشفت الصحيفة أن إسرائيل استخدمت معدات عسكرية متقدمة لضرب حي الرمال أكثر من 20 مرة في تلك الليلة. وقال الجيش الإسرائيلي إن الأهداف تم اختيارها وتنفيذها بعناية، لكن تحقيق الصحيفة يكشف عن الكيفية التي استخدمت فيها إسرائيل أكثر القنابل والمعدات العسكرية تقدما في ترسانتها وبدون تحذيرات وفي حي ذي كثافة سكانية عالية وبدون أن يكون لديها معلومات استخباراتية دقيقة حول ما تم استهدافه. ولا توجد أدلة عن استهداف مقصود للمجمعات السكنية ولكن بعد أسئلة متعددة من “نيويورك تايمز” قال الجيش إنه كان يستهدف نفقا أدى إلى انهيار المجمعات السكنية. وقال إنه استهدف مركز قيادة وعمليات لحماس ولكنه لم يعرف حجمه أو مكانه قبل قصفه.
ويقول الخبراء إن الهدف الذي استهدفته إسرائيل من السهل أن يقود إلى كارثة وجرائم حرب. وأشارت الصحيفة إلى بداية الحرب في 10 مايو عندما أطلقت حماس سلسلة من الصواريخ باتجاه إسرائيل بعد أحداث القدس واقتحام المسجد الأقصى ورد الجيش الإسرائيلي بعمليات قصف مكثفة أدت إلى استشهاد 260 فلسطينيا حسب وزارة الصحة في غزة والأمم المتحدة. وأطلقت حماس وجماعات أخرى أكثر من 3 آلاف صاروخ باتجاه غزة أدت لمقتل 13 إسرائيليا. وجاء في التقرير أن واحدة من المناطق التي تعرضت لقصف شديد من الطيران الإسرائيلي كانت حي الرمال الذي يقطعه شارع الوحدة. وفيه مراكز تسوق ومطاعم ومستشفى الشفاء أكبر مستشفيات غزة ومقرات الحكومة وهو حي راق في القطاع الفقير الذي يعاني من حصار إسرائيلي- مصري منذ عام 2007 عندما سيطرت حماس عليه. ولأن حي الرمال لم يتعرض لهجمات في الحروب الإسرائيلية التي كان آخرها عام 2014 فقد اعتقد الكثيرون أن الحي آمن. وفي ليلة 15 مايو كانت عدة عائلات تحتمي في شارع الوحدة. وكانت عائلة الكولك الممتدة تعيش في بنايتين في الشارع وعددها 31 فردا. وفي البناية الثالثة كان يسكن 37 شخصا من بينهم رياض اشكنتنا مع زوجته وأطفاله الخمسة.
وصف الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ليني بن دافيد، مقطع الفيديو بأنه "عمل فظيع"، وقال إن فيديو صحيفة تايمز "اعتمد على مصوري غزة و"الوسطاء "الذين تملكهم حماس أو تهددهم".
وصف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، فيديو التايمز بأنه "أحادي الجانب". قال ساتلوف، “العنصر الأساسي المفقود هو الدور الذي لعبته حماس في إنشاء هذا الفيديو"، وشكك في محتواه كما هو متوقع.