الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

وزير الري الأسبق عن التصريحات الإثيوبية الأخيرة عن سد النهضة: «الملء الثاني لن يكتمل»

الرئيس نيوز

علق  الدكتور محمدنصر علام، وزير الري الأسبق، على تصريحات وزير الدفاع الإثيوبي عن سد النهضة قائلا: "هون البعض من تصريحات هذا الجنرال الذى قال ان بعد الملء الثانى لن تستطيع مصر ضرب السد وإلا أغرقت الأراضى السودانية، وأضاف أنه بعد هذا الملء ستجئ إلينا مصر والسودان لاقتسام مياه النيل الأزرق.. وهول البعض من التصريحات مؤكدين صحة ودقة ماقاله".

وأضاف علام على صفحته بفيس بوك: "الحقيقة بناءا على البيانات المتداولة أن التخزين الثانى لن يكتمل بل جزء فقط لن يتعدى ٤ مليار متر مكعب اضافية ليكون كامل المخزون ٨ مليار متر مكعب وهذا لن يكون عائقا رئيسيا لضرب السد، ذلك إذا كان ضرب السد مطروحا كخيار. والسد نفسه لن يكون كافيا لاقتطاع مياه لصالح أثيوبيا يؤثر تأثيرا جذريا فى توزيع حصص على الدول الثلاثة. فأقصى مايستطيع السد تحقيقه هو امتلاءه على حساب مخزون السد العالى بالإضافة إلى فواقد التخزين من بخر وتسرب فى حدود مثلا ٨٠-٩٠ مليار متر مكعب، أو مايعادل كامل مخزون السد العالى (المخزون الحى). بالإضافة إلى مضايقة دولتى المصب فى سنوات الجفاف فى تصريف مايشاء من مياه، ومع فراغ مخزون السد العالى سيكون هذا التأثير فى سنوات الجفاف على شعب مصر مروع. اضافة الى ذلك، سيكون للسد فاقد البخر السنوى عدة مليارات ستكون على حساب حصتى مصر والسودان. ولكن هذا السيناريو سيكون بداية لسيناريو أهم وأكبر تم الإعداد له خلال سنوات عديدة ماضية بمساعدات غربية للتحكم فى كل نقطة مياه فى النيل الأزرق، وبالتالى التحكم فى حياة الشعبين المصرى والسودانى".

وفي منشور آخر استكمل علام: "مخطط السدود الأثيوبى على النيل الأزرق بدأ من خمسينات القرن الماضى بعد ثورة ١٩٥٢ والاعلان عن السد العالى والتقدم للبنك الدولى بقرض لبناء السد وتعسف البنك بشروطه ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وخاصة بعد صفقة السلاح التشيكي عام ١٩٥٤ لمصر على ما اذكر، ثم تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس ثم العدوان الثلاثى بأهداف تدويل قناة السويس وقلب نظام الحكم وانهاء مشروع السد العالى. وكان صمود مصر وشعبها المسمار الأخير فى نعش بريطانيا العظمى".

واستطرد: كان أيضا القرض الأول من الاتحاد السوفيتى لبناء السد العالى وتغيير النظام السودانى وعقد اتفاقية ١٩٥٩ بين مصر والسودان، والبدء فى بناء السد العالى والقضاء على حزب بغداد. أحداث سريعة متعاقبة صعدت معها قوى دولية واقليمية وهبطت قوى أخرى. وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية بعثة ضخمة من خبراء ومهندسي مكتب استصلاح الأراضى الأمريكى عام ١٩٥٩ الى أثيوبيا لدراسة اقامة منشآت على النيل الأزرق للقضاء على مشروع السد العالى. واستمرت البعثة هناك حتى ١٩٦٣".

يشير علام: "أصدرت تقارير الدراسة عام ١٩٦٤ بحوالى ٣٣ منشأ مائى منهم ٤ منشآت على الفرع الرئيس للنيل الأزرق باجمالي سعة السدود الكبرى بحوالى ٥٠ مليار متر مكعب. وتم تطوير هذا المخطط عبر السنين حتى وصلت السعة الاجمالية لحوالى ١٥٠ مليار متر مكعب، وتم ارسال دراسات الجدوى لمصر عام ٢٠١٠ وتم رفض المخطط بالكامل. وتم بناء عدد من السدود الصغيرة للمخطط كلما حانت فرصة لذلك مثل هدار شارا شارا على بحيرة تانا عام ١٩٦٧، وغيره من السدود عام ١٩٧٣، أما نفق تانا بليس فكان أثناء مبادرة حوض النيل فبدأ انشاءه. عام ٢٠٠٥ وتم افتتاحه ٢٠١٠، وسد النهضة استغلالا لاحداث ثورة يناير ٢٠١١. وبلغت سعة سد النهضة وحده ٧٤ مليار متر مكعب، ومازال مخططا ٢-٣ سدود كبرى لتحقيق هدف التحكم الكامل فى مياه النيل الأزرق وهو الرافد الرئيسي لنهر النيل. هذا هو المخطط والهدف الاستراتيجى الحقيقى لأثيوبيا ومن وراءها".