الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مسؤول أممي يحذر من تصعيد محتمل في سوريا ويدعو إلى دعم العملية السياسية

الرئيس نيوز

حذر المبعوث الخاص إلى سوريا من بوادر تصعيد محتمل في البلاد وتآكل الترتيبات الحالية بشأن وقف إطلاق النار، ودعا مجلس الأمن إلى الوحدة من أجل إحراز تقدم على المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254 الصادر عن المجلس والذي يدعو إلى وقف إطلاق نار في عموم سوريا.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جير بيدرسون المبعوث الخاص إلى سوريا - في إحاطة قدمها بشكل شخصي لأول مرة منذ 18 شهرا أمام مجلس الأمن - : "لا أحتاج إلى أن أذكركم أن هناك خمسة جيوش أجنبية تتدافع داخل سوريا".

وأعرب بيدرسون عن وجود مخاطر تهدد بتفكيك الترتيبات الحالية، وتآكلها ببطء "بسبب الوتيرة شبه المستمرة للعنف المحدود عبر الخطوط الأمامية".. ودعا إلى أن يكون وقف إطلاق النار في عموم البلاد قضية مشتركة لتجنب المخاطر، والحفاظ على سلامة المدنيين، ولتكون بمثابة الخطوة الأولى نحو إعادة توحيد سوريا في نهاية المطاف واستعادة سيادتها.

وذكر المسؤول الأممي أن بوادر تصعيد مقلقة ظهرت هذا الشهر متمثلة في الهجوم على مستشفى الشفاء في عفرين، الذي أدانه بشدة، وقد قُتل وأصيب مدنيون، بما في ذلك طواقم طبية، وتعرّضت أجزاء من المستشفى للتدمير.

كما شهد جنوب إدلب تصعيدا آخر، بقصف متبادل وغارات جوية داخل إدلب، وتقارير عن سقوط قتلى مدنيين ونزوح كبير.. وشهد هذا الشهر المزيد من الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل، والمزيد من الاضطرابات في الجنوب الغربي، والمزيد من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن، من بينها عمليات تبناها داعش.

ودعا بيدرسون إلى بناء الثقة من خلال الأفعال لا الأقوال ، وقال "يجب أن يكون اللاعبون الرئيسيون مستعدين للجلوس على الطاولة متحلين بالنوايا الحسنة اللازمة، ولديهم شيء لتقديمه".. مشيرا إلى الحاجة إلى حوار دولي بنّاء جديد حول سوريا، لبحث الخطوات الملموسة التي ينبغي أن تكون متبادلة وأن يتم تعريفها بواقعية ودقة وأن يتم تنفيذها بالتوازي ويمكن التحقق منها.

وأشار بيدرسون إلى إمكانية إيجاد أرضية مشتركة محتملة بين اللاعبين الرئيسيين، لتعزيز الاستقرار الداخلي والإقليمي وبناء الثقة والوحدة المطلوبة في مجال الاستجابة الإنسانية.

كما دعا إلى "الوحدة نفسها للعملية السياسية"، وقال: "أعتقد أننا جميعا نشعر بخيبة أمل لأننا لا نحرز تقدما حقيقيا على المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254، بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات التي تدار تحت إشراف الأمم المتحدة".

وأوضح أن فجوة عدم الثقة بين الطرفين والوضع المعقد على الأرض يجعلان من إحراز تقدم مبكر نحو تسوية شاملة أمرا غير مرجّح.. "لكن يجب أن نجد طرقا للوحدة حول دفع عناصر الحل إلى الأمام، بحيث يكون الوضع في الوقت المناسب مناسبا لحل أكثر شمولا للصراع".

وتطرق بيدرسون إلى الوضع الإنساني في سوريا، مؤكدا أن الحالة الإنسانية تحتل أولوية، إذ يحتاج المدنيون في جميع أنحاء البلاد بشدة إلى المساعدة المنقذة للحياة والمساعدة في بناء المرونة.. وقال: "من الضروري للغاية الحفاظ على الوصول وتوسيع نطاقه، بما في ذلك العمليات عبر الحدود وعبر الخطوط"، مشيرا إلى أن الاستجابة على نطاق واسع عبر الحدود لمدة 12 شهرا إضافيا تُعدّ ضرورية لإنقاذ الأرواح. "ووحدتكم هنا ستكون حاسمة".

وشدد بيدرسون على تواصل منتظم مع العديد من أعضاء مجلس الأمن والدول الرئيسية في المنطقة .. وسيتوجه المبعوث الخاص إلى روما لإجراء مشاورات مع وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن سوريا بتنظيم من إيطاليا والولايات المتحدة .. وقال: "آمل أن أكون في موسكو قريبا، وأن أستشير تركيا وإيران أيضا، سيكون هناك اجتماع بصيغة اجتماع أستانة في مدينة نور سلطان بأوائل يوليو المقبل".