النيابة العامة تواصل تحقيقاتها حول حريق مبنى أرشيف القضاء الإداري
استمع فريق من النيابة العامة، مساء أول أمس، لأقوال 7 من شهود واقعة حريق مبنى أرشيف محكمة القضاء الإداري، الكائن بشارع أحمد نسيم بالجيزة، بالمنطقة المواجهة للمقر السابق لمديرية أمن الجيزة وعلى مقربة من مقر السفارة السعودية.
واستمر فريق النيابة في موقع الحادث من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة الثانية عشر صباحاً من صباح أمس الخميس، حتى تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق تماماً، وأجرى فريق النيابة العامة المعاينة المبدئية للموقع، وانتقل بعدها إلى سماع أقوال الشهود وهم 5 من موظفي وعمال مجلس الدولة وشخصين من سكان المباني المحيطة بالمقر ممن شاهدوا اندلاع النيران منذ بداية الحريق، والذين أفادوا بأنهم فوجئوا بتصاعد أدخنة كثيفة وألسنة لهب من الجزء الخلفي للمبنى، وهو كما وارد بتحقيقات النيابة العامة عبارة عن مكان على شكل هنجر مثبت به هياكل حديدية تحمل أوراق القضايا التي انتهى نظرها بشقيها المستعجل والموضوعي أمام دوائر محكمة القضاء الإداري بالقاهرة.
وأفادت مصادر قضائية مطلعة بأن استمرار تصاعد بعض الأدخنة عقب تمكن الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، صعبت من مهمة خبراء البحث الجنائي في الدخول إلى المقر وأجراء المعاينة والفحص للآثار الحريق ورفع البصمات، الأمر الذي أدى إلى تأجيل إتمام المهام الخاصة بالبحث الجنائي لصباح اليوم التالي، مع صدور أوامر من النيابة العامة بفرض كردون أمني حول المقر بالكامل ومنع دخول الأشحاص إليه، وهو استتبع صدور قرارات من الأمانة العامة بمجلس الدولة لموظفي المقر المنكوب بعدم الحضور إليه في اليوم التالي.
وأكدت المصادر أن التقديرات المبدئية داخل مجلس الدولة تشير إلى احتراق نحو 40 % من الملفات المؤرشفة داخل المقر، لافتة إلى أن جميعها تخص أعوام ماضية تشمل فترة أواخر الثمانينات والتسعينيات وأوائل الألفينات، مؤكدة في الوقت نفسه أن أغلب الأحكام المرتبطة بتلك الملفات سبق أرشفتها إلكترونياً من قبل وحدة التوثيق الإلكتروني بمجلس الدولة ومحفوظة على أجهزة الحاسب الآلي بالمجلس.
كان مصدر قضائي مطلع أكد في تصريحات لـ«الشروق» أن بداية الحريق كانت عند الساعة الرابعة عصراً عندما فوجئ مجموعة من الموظفين بالمبنى بتصاعد أدخنة كثيفة وألسنة لهب من الجزء الخلفي للمبنى المخصص لإدارة حفظ قضايا محكمة القضاء الإداري، لافتاً إلى أن الموظفين حاولوا السيطرة على الحريق في بدايته باستخدام المياة وطفايات الحريق المتوفرة داخل المبنى، إلى أن وصلت ٦ سيارات إطفاء تابعة لإدارة الحماية المدنية بالجيزة وتمكنت من إخماد النيران والسيطرة بشكل كامل على الحريق.
وأكد المصدر أن المبنى الذي نشبت النيران في محيطة وطالت بعض المكاتب الداخلية به عبارة عن ڤيلا مكونة من طابقين، وتقع في خلفه منطقة فضاء يخصصها مجلس الدولة كأرشيف لحفظ القضايا القديمة، وهو عبارة عن هياكل حديدية على شكل «هنجر» تتم فيها عملية الحفظ.
ولفت المصدر إلى أن النيران بدأت من تلك المنطقة وظلت تتمدد حتى أحاطت بالمبنى من كافة النواحي، وطالت مكاتب بداخله.
وفي تلك الأثناء انتقل اللواء رجب عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إلى مكان الحريق، وبصحبته فريق من إدارة البحث الجنائي بالمديرية واستجوبوا الموظفين الذين تواجدوا في المبنى أثناء الحريق، والذين انكروا معرفتهم بسبب الحريق مؤكدين أنهم فوجئوا بالحريق أثناء أدائهم لعملهم داخل المبنى.