الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عملية بارباروسا.. سر الخصام المستديم بين الألمان والروس

الزعيمين الكبيرين
الزعيمين الكبيرين "أدولف هتلر" و"جوزيف ستالين"

تمر اليوم الذكرى الثمانين لأشهر عمليات الحرب العالمية الثانية، المعروفة باسم "عملية بارباروسا" في العام 1941 والتي عجلت بنهاية الحرب لتكرار "أدولف هتلر" خطأ "نابليون بونابرت" بغزوه لأجزاء من الاتحاد السوفيتي ودول البلطيق والبلقان، والتي أشعلت النيران بتكاتف الحلفاء ضد المحور، كما حدث لنابليون بتكاتف أوروبا ضده من خلال "مؤتمر التحالف المقدس" بالنمسا، وجرعته هزيمة معركة "وترلوو" في العام 1815.



(خريطة عملية بارباروسا)

إستلهم هتلر فكر نابليون الإستيطاني، عبر سعيه لمشروع العولمة بأسر العالم تحت المظلة النازية، من خلال إستعباد الأجناس الأخرى لخدمة الجنس الأري الذي تتبعه الشخصية الألمانية، وهو ما نسج عمليًا باحتلال غرب الاتحاد السوفيتي واستيطان الألمان فيه واستخدام السلاف عبيد سخرة للعمل في المجهود الحربي لقوات المحور، والاستيلاء على احتياطي النفط من القوقاز والموارد الزراعية من الأراضي السوفيتية.


(لقطات مختلفة من عملية بارباروسا)

اخترق هتلر الاتفاقية المبرمة بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، في العام 1918 المعروفة باسم "اتفاقية فرساي" التي تنص على عدم تعرض أي طرف على الآخر، لكن لأحلام الغزو آراء أخرى أدت إلى تغيير خارطة العالم السياسية والاستراتيجية عبر تكرار غريب لسيناريو نابليون، الذي أودى به إلى المنفى في جزيرة "سانت هيلين" تحت الحراسة الإنجليزية، حتى وفاته في العام 1821.


(عملية بارباروسا)

قام نابليون باحتلال روسيا في العام 1812 لكن الحلم لم يكتمل، لعجز قتاله الروس في الصقيع المتناهي وهو نفس ما واجهه هتلر في العام 1945 حيث عاقبته الطبيعة، بالهزيمة الساحقة التي أدت إلى إنتحاره في نفس العام، هو وعشيقته "إيفا براون".


(لقطة من عملية بارباروسا)

مثلت روسيا (الاتحاد السوفيتي)، نقطة النهاية للقادة الطامحين لإذلال الدب الروسي، عبر القمع والاحتلال لكن للتاريخ رأي آخر لوعورة الطبيعة الجغرافية لبلاد الروس، وللطبيعة الوطنية لشعبهم الرافض لإقتناص أرضه من بين براثنه الحامية.

عجلت عملية بارباروسا بسرعة تكاتف قوات الحلفاء، مع بعضهم البعض لوضع حد سريع لأحلام الغزو التي طالت فرنسا ودول البلطيق والبلقان، واقتراب أنياب هتلر من أرض الملائكة "إنجلترا" التي لم تعرف للغزو طعم مسبق.

تكاتفت قوات الحلفاء عبر الإنذار الخطير من بارباروسا، وكان لقاء السحاب المدمر بين هتلر وستالين، حيث تكافؤ القوة والزعامة بين القطبين الكبيرين في عالم الغزو والاحتلال، لتدور المعارك بين المحور والحلفاء لتنتهي بمحو النازية إلى الأبد، وإنتحار صاحبها بشكل مأساوي عقب تحرير فرنسا وروسيا وجاراتها في العام 1945.

تسببت معركة بارباروسا في قطيعة أبدية بين الروس والألمان، لم تعرف للشفاء طريق وللصفاء عنوان، لدرجة رفض بعثات البلدين السياحية للمكوث في نُزل واحد، كي لا تستيقظ الذكريات النارية في رحاب الترفيه والمتعة.