الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد قرن من الانقطاع.. ما هي أول صلاة أقيمت بالأزهر الشريف؟

جامع الأزهر الشريف
جامع الأزهر الشريف

تحل اليوم الثلاثاء 22 يونيه، ذكرى إقامة أول صلاة بمنارة الإسلام "جامع الأزهر الشريف" في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في العام 1266م عقب قرن من الإنقطاع والتجمد والإظلام.

يُعد الجامع الأزهر الشريف، أول مسجد أسس بالقاهرة على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي الذي بدأ بإنشاءه يوم 4 أبريل من العام 970م، وأقيم فيه أول صلاة يوم افتتاحه في 22 يونيه من العام 972م، وأصبح منبرًا أساسيًا للمذهب الشيعي في عصر الدولة الفاطمية.


(السلطان المظفر الظاهر بيبرس)

كان تصميم الأزهر وقت إنشائه يتألف من صحن تحفّه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وعلى الجانبين الرواقان الآخران، وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مسطحه الحالي، ثم ما لبث أن أضيفت مجموعة من الأبنية شملت أروقة جديدة، ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه الأولى، وأصبح معرضًا لفن العمارة الإسلامية منذ بداية العصر الفاطمي.


(الناصر صلاح الدين الأيوبي)

كان الجامع الأزهر من الركائز الأساسية للفكر الفاطمي الشيعي، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي الذي أغلقه في العام 1171م، ومنع الصلاة فيه وأطفأ مشكاته كي لا تتسرب الأفكار الشيعية من أروقته، معيدًا لمصر وجهها السني مجددًا عقب إسقاطه للدولة الفاطمية.


(جامع الأزهر الشريف)

ظل الأزهر مظلمًا معتمًا لمدة خمسة وتسعين عامًا إلى أن أعاد السلطان المملوكي المظفر، الظاهر بيبرس في العام 1266م افتتاحه مجددًا وإقامة الصلاة فيه يوم ذكرى افتتاحه في 22 يونيه بردائه السُني.

أعاد بيبرس للأزهر مشكاة العلم والعبادة بين أروقته، طاويًا صفحات التجاهل والإقصاء مبرزًا دوره الكبير في إخراج العلماء والفقهاء الخادمين لدين الله الحنيف، والمدافعين عنه من تروس أنياب أعدائه بالداخل والخارج إلى الآن.

يظل الأزهر الشريف شامخًا جامعًا وجامعةً لمواجهاته القوية لتحديات العصر السريع الذي نحياه، وسط موجات متشددة ما بين اليمين واليسار، مؤكدًا على ريادته الكبرى في الزود عن الإسلام كمنبر وسطي ساطع لن يطفأ أبدًا مهما كانت قوة تلك المحاولات الهادرة.