تضارب حول نتائج محادثات فيينا بين إيران وأمريكا
لا تزال اتفاقات ومناقشات فيينا بين إيران من جهة، وأمريكا والدول الـ5 الكبرى، من جهة أخرى، بشأن الاتفاق النووي، يشوبها الغموض والإلتباس؛ نتيجة شح المعلومات، فضلًا عن تضاربها بين الاطراف كافة.
فبينما قالت إيران، اليوم الثلاثاء، إنه تم التوصل لاتفاق حول الخلافات الرئيسية خلال المحادثات حول الاتفاق النووي في فيينا، مؤكدة أنها تنتظر قرار الجانب الأمريكي في هذا الصدد، وأكد متحدث الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في إيجاز صحفي، "لقد وصلنا اليوم إلى نص واضح في مفاوضات فيينا، وننتظر القرار السياسي من الجانب الأمريكي"، نقلت قناة برس TV الإيرانية، عن مصادر مقربة من محادثات فيينا، إن الولايات المتحدة تواصل تنصلها عن التزاماتها المتعلقة بالعودة إلى الإتفاق النووي، وإلغاء حظر الأسلحة وأوامر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المتعلقة بذلك.
مماطلة أمريكية
المصادر أشارت إلى أن الولايات المتحدة رفضت حتى الان الإلغاء الكامل للحظر المفروض على النفط والمصارف والنقل ولم تعرض سوى تعليق الحظر لمدة مئة وعشرين يوم أو مئة وثمانين يوما بحاجة إلى موافقة الرئيس الأمريكي لتمديدها.
أشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة لم تقبل بعد بعملية التأكد من مصداقيتها في إلتزامها برفع الحظر واقترحت فكرة إلغاء الحظر خطوة بخطوة وليس بشكل كامل، كما رفضت دفع تعويضات انسحابها غير القانوني من الإتفاق النووي، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم تستبعد إمكانية الانسحاب مجددا من الإتفاق النووي ولم تقدم ضمانة بعدم الإنسحاب في المستقبل ولم تقبل طلب إيران بضمان عدم فرض حظر جديد أو عدم استخدامها لالية الزناد.
أكدت المصادر أن الولايات المتحدة وأوروبا، وفي مقابل التعليق المؤقت لبعض أنواع الحظر في إطار الإتفاق النووي، دعت إلى التزام إيران بتعهدات نووية جديدة تتجاوز الالتزامات المرتبطة بالإتفاق النووي مثل المفاوضات حول سياسات إيران الإقليمية.
آمال إيرانية
المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، أوضح أنه تم الاتفاق على جميع الاختلافات الرئيسية تقريبًا فيما يخص الاتفاق النووي، مضيفًا: "نأمل أن نصل إلى اتفاق قبل تسليم انتقال الحكومة للرئيس المنتخب".
لفت ربيعي إلى أن "قرار التوصل إلى اتفاق لا علاقة له بنتيجة الانتخابات الإيرانية"، مؤكدا أن المفاوضات تجري وفقًا لقرار المؤسسات العليا في البلاد.
واستضافت العاصمة النمساوية فيينا اجتماعات لجنة الاتفاق النووي منذ أبريل، الماضي ولعدة أسابيع في محاولة لإحياء العمل بالاتفاق، وفي عام 2015، وقعت بريطانيا، ألمانيا، الصين، روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا وإيران، خطة عمل شاملة مشتركة. وتضمن الاتفاق رفع العقوبات مقابل تقييد برنامج إيران النووي كضامن لعدم حصول طهران على أسلحة نووية.
وفي مايو 2018، قرر الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، الانسحاب من جانب واحد وإعادة فرض عقوبات صارمة على طهران. رداً على ذلك، أعلنت إيران عن خفض تدريجي في التزاماتها بموجب الاتفاقية، وتخلت عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية وأجهزة الطرد المركزي ومستوى التخصيب.
وتطالب طهران واشنطن برفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قبل تراجعها عن الخطوات التي اتّخذتها بالتخلي عن الامتثال الكامل للاتفاق.