الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محيي الدين حفيظ الله.. قصة الرجل الذي أقام بالمسجد النبوي حتى النفس الأخير

الشيخ محيي الدين
الشيخ "محيي الدين حفيظ الله"

توفي الشيخ محيي الدين حفيظ الله، أحد رواد المسجد النبوي الشريف منذ أكثر من نصف قرن عن عمر ناهز المائة وسبعة أعوام، تاركًا فراغًا كبيرًا لإرتباطه الوثيق بأحب البقاع إلى قلب الرسول الكريم.

 سجل حفيظ الله وهو مواريًا الثرى نموذجًا مشرفًا وقدوةً راسخة للأجيال القادمة، لمواظبته الدائمة على الصلاة وقراءة القرآن بين أروقة الحرم المدني، وهو ما تأكد فجر السبت بأداء الصلاة عليه في الحرم النبوي الشريف، ثم دفنه ببقيع الغرقد بجوار رسول الله والصحابة والتابعين.


(الشيخ محيي الدين حفيظ الله وهو يصلي)

غيب الموت حفيظ الله، وقت إقامة صلاة الجمعة خير الأيام وأجملها للأمة الإسلامية، مؤثرًا في رواد شبكات التواصل الاجتماعي باعثين له بأجمل وأطهر عبارات الرثاء والمواساة لمشاهدة مختلف الأجيال لمن واظب على التقرب من الله العزيز الحكيم، عبر مناجاته له بالصلاة، وحواره معه بتلاوة كتابه العزيز الحكيم.


(المسجد النبوي الشريف)

قال محمد أبومالك، المهتم بالآثار الإسلامية والمعالم التاريخية والأثرية للحرمين الشريفين، عبر حسابه بتويتر : "إن الفقيد -رحمه الله- كان بشوش الوجه رقيق القلب محبًا وحافظًا للسانه بذكر الله، كان أنيسه القرآن العظيم، وعاش وحيدًا ليس لديه زوجة أو أبناء ويسكن في غرفة تكفل بها أحد المحسنين، وكنت أراه منذ ثلاثين سنة يمشي على قدميه على مهل وظهره منحني وهو ذاهب للحرم لحضور الصلوات الخمسة كان يخرج من سكنه الذي يبعد عن الحرم قرابة ثلاثة كيلومترات قبل الفجر بساعتين إلى ثلاث ويمشي ذاكرًا لله".


(ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم)

وأضاف أبو مالك : "كنت أتعاهد زيارته في الحرم وفي غرفته، وأذكر أنني زرته بعد رفع الحظر وفتح أبواب الحرم النبوي ورأيت دموع الفرح في عينيه وشوقه وتلهفه للحرم النبوي بقلب مكسور للصلاة والسلام على رسول اللهﷺ. غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته ورفع درجته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".

استطاع حفيظ الله، أن يجسد في وقتنا المعاصر بقلب نابض بالإيمان الصادق نموذجًا مصغرًا ومعاصرًا لخُلق الصحابة والتابعين والسلف الصالح، في زمن كثرت فيه الفتن والصراعات والإستفهامات المتعطشة للإجابات اليقينية.

قد يفوز حفيظ الله عقب توالي الأيام والأعوام، من الأجيال القادمة بلقب "عاشق الحرم النبوي"، كما فاز بها من قبل في الماضي القريب الإمام الجليل مالك بن أنس، الفقيه الكبير ومدون ومسجل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه الأشهر "الموطأ".