حسن ثابت هويدي يكتب: قناة النيل الدولية والأمن القومي المصري
استكمالاً للمقال السابق عن قناة النيل الدولية صوت مصر الوحيد للخارج باللغتين الإنجليزية والفرنسية...تلك القناة الهامة جداً، بل لا أبالغ إن قلت أنها ركن أساسي من أركان الأمن القومي المصري.
فكثير من الدول تستعين بشركات علاقات عامة للتسويق لها في الخارج ونحن لدينا قناة تضم نخبة من الأكفاء فعلاً لا قولاً مع رئيس قناة مترجمة/ محررة/ مذيعة/ مقدمة برامج/ مراسل/ مترجم فوري أقول هذا دون مبالغة والجميع يعرف ذلك، الأمر الذي من شأنه تمكين القناة من التسويق لمصر بالخارج دون الحاجة إلى شركات علاقات عامة.
كتب الإعلامي القدير الأستاذ إبراهيم الصياد
رئيس قطاع الأخبار الأسبق وأحد أساطين الإعلام في تعليقه على المقال السابق أنه
كلما سافر إلى الخارج كان يبحث عن قنواتنا في الفندق الذي يقيم فيه وخاصة قناة
النيل الدولية فلا يجدها، بل الأغرب أنه إذا ذهب وأقام في أي فندق بالغردقة أو شرم
الشيخ لايجد القناة أيضاً وأنا أصدقه تماماً لأن هذا ماكان يقابلني عند سفري خارج
أو داخل مصر، وهنا أتذكر وأنا في الخدمة وأثناء عقد أحد المؤتمرات الإقتصادية
الكبرى حضرها اقتصاديون ومسؤولون من جميع أنحاء العالم حيث اتصلت بالفندق الذي
يعقد في قاعاته المؤتمر والجلسات ويقيم به كبارضيوف المؤتمر وطلبت من موظف
الاستقبال وضع القناة في قائمة القنوات وتمت الاستجابة لطلبي ولكن مع الأسف بعد
انتهاء فعاليات المؤتمر حذفت القناة من القائمة، وأود الإشارة أن القناة ومراسلوها
قدموا وقتها تغطية رائعة باللغتين الإنجليزية والفرنسية كانت مصدر فخر وسعادة لنا
جميعاً في ماسبيرو.
مصر الكبيرة تستحق أن تكون لها قناة تغطي
فعالياتها وانجازاتها ومشروعاتها التنموية الكبرى التي تسير بالتوازي مع محاربة
إرهاب الداخل والخارج وهو ماتفعله باقتدار قناة النيل الدولية بأقل الإمكانيات وبجهد
وكفاءة أبنائها. وأنا هنا لا أتحدث من فراغ فقد كنت أحد العاملين بالقناة وكا هذا
شرف لي وما أقوله ليس فيه أدنى مبالغة.
ورغم هذا الجهد إلا أنه مع الأسف لايشاهد
القناة سوى الأجانب المقيمين بمصر وعدد لايتجاوز أصابع اليد من الدول الأفريقية،
في الوقت الذي تنتشر فيه القنوات الأجنبية في كل أرجاء الدنيا ومنها قنوات
أفريقية.
القناة لابد وأن تكون على كل الأقمار التي
تصل إلى الخارج وليس فقط النايل سات واعتقد قمر آخر الموجودة عليهم حالياً لتشكل
مع الإذاعات الموجهة منظومة إعلامية مصرية محترمة.
القناة في حاجة إلى تطوير الإمكانيات الفنية
وإلى تزويدها باللوجستيات المطلوبةحتى لايضيع جهد العاملين بها هباءً وهم متميزون
بالفعل فمهما كان حجم الانفاق على هذه القناة فمصر هي الرابحة بل يمكنني القول أن
عدم الانفاق عليها يعد إهداراً للمال العام نتيجة عدم وصول القناة لكل الجمهور
المستهدف، فالغرض من إنشاء القناة أصلاً هو وصول صوت مصر للخارج.
القناة تعتبر واجهة تسويق واستثمار لمصر لو
تم استغلال امكانيات العاملين بها، فتطويرها مكسب كبير لمصر فعلاً في كل المجالات
الاستثمارية والتجارية والاقتصادية والسياحية.
عند سفر الرئيس للخارج سواء أوربا أو أفريقيا
أو آسيا أو أمريكا لابد وأن يكون مراسلو النيل الدولية مع الرئيس لإجراء مقابلات
مع كبار المسؤولين في تلك الدول كما كانت تفعل كل من الزميلة نهال سعد بالإنجليزية
وسحر ناجي بالفرنسية والرائعة هناء السمري بالعربية...كانت منظومة بل سيمفونية
إعلامية متكاملة رائعة، كانوا يجرون لقاءات مع رؤساء الدول ووزراء خارجيتها وكبار
مسؤوليها...القناة بها مذيعون ومراسلون يشار إليهم بالبنان تغريد حسين، هاني سيف،
منى مصيلحي، كريم جمال، دينا حسين، نيرمين عبد الرحمن، أحمد نادر ابو الفتوح، أيمن
صلاح بالإنجليزية وهناك أمنية حمزاوي، نهى علاء، مها المهدي، سامح غازي بالفرنسية
وغيرهم الكثير لاتسعفني الذاكرة لكبر سني، وفي قناة النيل للأخبار هناك أمل رشدي
وحنان الخولي يجيدان التحدث باللغتين الألمانية والإنجليزية بطلاقة يمكننا
الاستعانة بهم عند سفر الرئيس للدول المتحدثة بالألمانية،
مبنى ماسبيرو مليء بكفاءات لاحصر لها.. شاهدو
النشرات على القناة الأولى بعد التطوير، 99% من المذيعين والمذيعات من ماسبيرو
وهذا دليل لايقبل الشك على كفاءة أبناء هذا المبنى العريق يتوجب استغلال
امكانياتهم.
أناشد بل أتوسل إلى زميلنا المحترم
الأستاذ/حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام وكل أعضاء الهيئة أن يكون تطوير
قناة النيل الدولية أولوية قصوى بالنسبة لهم. فتطوير القناة بات أمراً ملحاً اليوم
قبل غد.
فقد أكد السيد الرئيس في لقائه الأسبوع
الماضي مع وزراء ومسؤولي الإعلام العرب على تعزيز دور الإعلام ليواكب الطفرات
السريعة التي شهدها مجال الإعلام خلال السنوات الأخيرةنظراً
لأهميته الاستراتيجية في مساندة الجهود الوطنية في مختلف المجالات..لابد أن نظهر
للعالم كله ونكشف دعوات التحريض والأهداف الخبيثة للجماعات الإرهابية وأذرعها في
الخارج.. وللحديث بقية السبت القادم إن شاء الله