الصحة العالمية: عدم الإنصاف في توزيع اللقاحات يزيد فرصة تحور كورونا
حذر الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من أن التراخي في تدابير الصحة العامة، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي وما يشهده العالم من عدم إنصاف توزيع اللقاحات المنتجة أعطى الفرصة لفيروس (كورونا) للتغير والتحور.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية -في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف اليوم الجمعة- إن العديد من مناطق العالم تواجه تحديات كبيرة وبوجه خاص أمريكا اللاتينية وإفريقيا التي تشهد زيادة في إعداد حالات الإصابة بالفيروس وحالات الوفيات، ولفت إلى أن إفريقيا شهدت زيادة بنسبة 52% في عدد حالات الإصابة في الأسبوع الماضي فقط.
ونوه إلى أن أقل من 5% من الأفارقة تم تلقيحهم ضد فيروس (كورونا)، وأكد أن الهدف الذي حددته المنظمة هو تلقيح 10% من سكان كل بلد بحلول نهاية سبتمبر المقبل، و40% بنهاية العام الحالي ويجب بلوغه، داعيا بلدان مجموعة السبعة التي أعلنت تقديم تبرعات بملايين الجرعات من لقاحات كورونا في قمتها الأسبوع الماضي إلى تقديم هذه الجرعات الآن وفي أقصر مدى ممكن، كما حث الشركات المصنعة للقاحات (كورونا) على زيادة انتاجها حتى يمكن مواكبة الاحتياجات الكبيرة للبلدان خاصة متوسطة ومنخفضة الدخل منها.
بدوره، قال الدكتور بروس الوارد كبير مستشارى مدير عام منظمة الصحة -في الرد على أسئلة الصحفيين بالمؤتمر الصحفي- إن بعض الدول لم تتمكن من تقديم الجرعات الثانية من اللقاح لمن تلقوا الجرعة الأولى بسبب نقص الإمدادات وخاصة في إفريقيا جنوب الصحراء وشرق آسيا والشرق الأوسط، وأشار إلى أن المنظمة تعمل من أجل نشر لقاح (استرازينكا) في تلك البلدان، كما حث الهند على العودة لتصدير لقاح (استرازينكا) المنتج لديها، ولفت إلى أن مشكلة اللقاحات عويصة للغاية وأن المنظمة تحتاج الهبات التي وعدت بها الدول الغنية بأسرع ما يمكن.
وفيما يتعلق بلقاح (كورفاك) الألماني الذي رفضت المنظمة مؤخرا إجازته، قالت الدكتورة سوميا سواميناثان كبيرة علماء المنظمة، إن فعالية اللقاح لم تتجاوز نسبة 47% وبما لا يؤهله للحصول على موافقة المنظمة والتي تتطلب نسبة فعالية لا تقل عن 50%، وأشارت سواميناثان إلى أنه كان من المتوقع أن يبلغ اللقاح الألماني الذي يستخدم تكنولوجيا الحمض النووي الريبي مثل لقاح (فايزر) النسبة المطلوبة ولكن هذا لم يحدث، ولفتت إلى أن المنظمة تعمل مع مصنعيه لفهم الاسباب التى لم تجعله فعالا .
وبدوره، أشار الدكتور مايك رايان المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ بالمنظمة، إلى أن الشركات المصنعة للقاحات تأخذ المتحورات المختلفة للفيروس بعين الاعتبار بالنسبة للاجيال القادمة من اللقاحات، وأضاف أنه على البلدان استخدام اللقاحات الموجودة حاليا والتي أثبتت فعاليتها، وشدد على أن متحورات الفيروس تمثل تحديات كبيرة وبما يستدعى تطويرا أسرع خلال الفترة المقبلة.