سعة خزان سد النهضة تثير مخاوف من "الطوفان": "الفوالق الأرضية تعرضه للانهيار"
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه حتى إذا تنازلت أثيوبيا لمصر والسودان عن إدارة وتشكيل سد النهضة بشكل كامل فهذا لا يكفي؛ لأن السد بسعة ٧٤ مليار متر مكعب معرض للانهيار، ووقتها سيشكل مخزونه طوفان على السودان الشقيق أو «تسونامي» مثل الذي شهده شرق آسيا.
جاء ذلك خلال ثاني جلسات مؤتمر «المجتمع المدني وبناء الوعي» الذي تقيمه الهيئة الإنجيلية بالتعاون مع منتدي حوار الثقافات، وهي الجلسة التي حملت عنوان «المواطنة ووحدة المجتمع- قضية سد النهضة نموذجًا».
وأوضح «شراقي» أن إثيوبيا لها طبيعة فريدة صعب تكرارها في العالم كله فهي دولة فريدة في الظروف الطبيعية، لأن بها أكبر فالق على سطح الأرض وهو الأخدود الأفريقي العظيم، ومن هذا الفالق الضخم خرجت براكين وكونت الهضبة الأثيوبية.
وأضاف «شراقي» أن الطبيعة الجيولوجية لأثيوبيا كونها «فالق» ضخم ينتشر منه «فوالق» كثير جعلت الهضبة الأثيوبية غير مستقرة وهي أنشط منطقة في القارة الأفريقية زلزاليًا وبعض البراكين النشطة.
ودلل على ذلك بأنه عند تشييد سد «تاكيزي» وسعته 9 مليارات متر مكعب فقط حدث فيه انزلاقات صخرية قبل افتتاحه لعامين أودت بحياة 47 شخصًا، هذا بخلاف السد الذي أقيم على نهر «أومو» وله نفق طوله ٢٦ كيلومترًا وشهد انهيارات مرتين أثناء البناء ومرة ثالثة بعد افتتاح السد بعشرة أيام فقط.
وأكمل «شراقي»: |هذا بخلاف تفرد الأمطار في أثيوبيا بكونها أضخم بكثير من الدول المجاورة لها، تبلغ نحو ٩٣٦ مليار متر مكعب، ومع ذلك تسقط خلال حوالي ٣ أشهر فقط، ويصل ايراد النيل الأزرق نحو مليار متر مكعب يوميا فيس هو أغسطس«.
وشدد «شراقي» على أن الحل الوحيد لازمة سد النهضة هو تخفيض سعته، وهو الأمر الذي لن يحرم أثيوبيا من طموحاتها ولا الكهرباء التي تريدها بالكامل.