الصحافة العالمية تحذر من تعليق آمال كبيرة على الحكومة الإسرائيلية الجديدة
حذرت مجلة Dawn.com المتفائلين بحكومة إسرائيل الجديدة، ورجحت أن منطقة الشرق الأوسط من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية ربما تكون المنطقة الأكثر أهمية في العالم، فهي موطن لكثير من إمدادات الطاقة والنفط والغاز في العالم، وأيضًا واحدة من أكثر مناطقه غير المستقرة.
وخلال حقبة ما بعد الاستعمار، لم تشهد بلدان الشرق الأوسط سلامًا، حيث حطمت حرب تلو الأخرى أي فرصة للحياة الطبيعية. يعود الكثير من هذه الاضطرابات إلى تورط المستعمرين السابقين، مثل المملكة المتحدة أو فرنسا، أو "إمبراطوريات" جديدة، مثل الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة في العالم، أو عملائها الإقليميين، أي إسرائيل.
وتتجلى المحنة المؤسفة لشعوب الشرق الأوسط، وخاصة العرب، في قصف إسرائيل بلا رحمة لغزة الشهر الماضي، عندما أطلقت تل أبيب العنان لقوتها الغاشمة ضد الفلسطينيين العزل على مرأى ومسمع من العالم. لقد تحول هذا المشهد المحزن إلى كابوس متكرر للفلسطينيين، مع وجود عدد قليل من الدول التي لديها الشجاعة لمواجهة إسرائيل على جرائمها الوقحة. في حين تمت الإطاحة ببنيامين نتنياهو، الذي أشرف على المجزرة الأخيرة في غزة، يوم الأحد بسبب الاضطرابات الداخلية في السياسة الإسرائيلية، فهل من المحتمل أن يثبت نفتالي بينيت، خليفته كرئيس للوزراء، أنه صانع سلام؟ لا ينبغي لأي مراقب حصيف أن يراهن على ذلك.
بعد كل شيء، ينحدر رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد من أصل أمريكي، كما أن بينيت هو مدافع رئيسي عن المستوطنات غير القانونية، إلى جانب كونه من الصقور فيما يتعلق بالفلسطينيين.
الحقيقة هي أنه ما لم يضغط رعاة إسرائيل في الغرب، وكذلك أصدقاؤها الجدد في العالم العربي بموجب اتفاقات أبراهام، على الدولة الصهيونية للتوقف عن الانغماس في القتل الجماعي للفلسطينيين كل بضع سنوات، فلن تكون هناك فرصة تذكر لإحياء التهدئة والسلام لفترة طويلة.
لقد تلاشت عملية السلام العربية الإسرائيلية. وما لم يتم حل القضية الفلسطينية بحكمة، فإن دائرة العنف ستستمر إلى ما لا نهاية. يجب أيضًا كبح جماح إسرائيل ومنع انتهاك سيادة دول المنطقة مثل سوريا ولبنان، حيث تشعر تل أبيب أنه يتعين عليها استهداف القوات الإيرانية ووكلائها. ومع ذلك، فإن مثل هذا السلوك المتهور من جانب إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى مواجهة أكبر بكثير، ولهذا السبب يجب على المجتمع الدولي أن يراقب أنشطة تل أبيب التي تثير الغضب وتبعث على الانفعال ويجب منعها من إفساد السلام الإقليمي.
ورجحت المجلة أنه يجب على دول الشرق الأوسط أن توافق بنفسها على احترام سيادة بعضها البعض ومنع الغرباء من التدخل في شؤون المنطقة. كما يمكن للمملكة العربية السعودية وإيران قيادة هذه الجهود، التي يمكن أن يساعد في استقرار العراق واليمن وسوريا ولبنان، حيث ينغمس الطرفان في صراعات بالوكالة، وقد انتشرت التقارير خلال الفترة الماضية عن مباحثات سعودية إيرانية لأول مرة منذ عقود.