ملف حقوق الإنسان.. هل يستطيع أردوغان إصلاح علاقته بـ بايدن؟
أكدت صحيفة أحوال التركية أن أي صفحة جديدة للعلاقة بين تركيا والولايات المتحدة لا تبدو معقولة بدون ديمقراطية وإصلاحات حقيقية، حتى لو تمكنت تركيا من التوصل إلى حلول للقضايا العالقة بين حليفي الناتو، ونقلت الصحيفة عن "ميرف طاهر أوغلو"، منسقة برنامج تركيا بمشروع "ديمقراطية الشرق الأوسط" قولها إن نجاح أردوغان في تجنب ملف حقوق الإنسان التركي المؤسف أثناء مباحثاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر مشكوك فيه.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان وبايدن على هامش قمة حلف شمال الأطلسي غدًا الاثنين في بروكسل، في أول مناسبة وجها لوجه منذ تنصيب بايدن في يناير.
وقالت أوغلو إن أنقرة تريد حقًا صورة علاقات إيجابية بين الولايات المتحدة وتركيا، مضيفةً أن الحكومة التركية "تقول إنها توصلت إلى نوع من الحل في إحدى قضايا العلاقات الثنائية الرئيسية".
يمكن أن تجد تركيا حلولاً لأزمة نظام الصواريخ الروسية S-400، حيث أدى شراء تركيا لأنظمة الأسلحة الروسية إلى طرد أنقرة من برنامج مقاتلات الجيل الخامس لحلف شمال الأطلسي وفرض عقوبات أمريكية، كما أنه من الممكن تسوية أزمة شرق البحر المتوسط، حيث تقف تركيا في موقف عدائي ضد الجميع تقريبًا. ولكن بدون ديمقراطية حقيقية، لن تأتي الصفحة الجديدة في العلاقات الأمريكية التركية، وفقًا لأوغلو.
وحذرت من أنه "كلما أصبحت تركيا أكثر سلطوية وابتعدت عن القيم الديمقراطية، فإنها ستستمر فقط في لعب دور المفسد في المؤسسات المتعددة الأطراف التي تهدف إلى حماية المبادئ الديمقراطية في جميع أنحاء العالم".
ولا يعتقد المحللة التركية أن لدى واشنطن توقعات مماثلة بتحسن كبير في ظل حكم أدوغان، وقالت: "توقعات واشنطن منخفضة للغاية، لكن توقعات أنقرة عالية بدون مبرر".
وتابعت: "إذا توصلت تركيا إلى حل واحد - أو أكثر - لقضايا السياسة الخارجية واعتقدت أن ذلك سيكون كافيًا لإعادة العلاقات الأمريكية التركية إلى مسارها الصحيح وفتح صفحة جديدة، فهذه قراءة خاطئة تمامًا لإدارة بايدن"، وأضافت أن بايدن يحتاج إلى إثارة قضايا محددة مهمة لمسار تركيا الديمقراطي في الاجتماع الشخصي المنتظر مع أردوغان.
ولا تتوقع أوغلو أن يخرج أي شيء ملموس من هذا الاجتماع لأن الرئيس بايدن "لا يحب حقًا هذا الطراز من الرجال مثل أردوغان"، أو الطريقة التي يتعامل بها الأخير مع القضايا الداخلية والخارجية.
وبالإضافة إلى كل أعمال القمع المروعة التي ارتكبها أردوغان هذا العام فقط منذ أن تولى بايدن منصبه، لا تعتقد أوغلو أن الرئيس بايدن سيرغب في إعطاء أردوغان الصورة الإيجابية للعلاقات التي يريدها، وهي صورة مهمة جدًا لأردوغان لإصلاح اقتصاد تركيا المتدهور".
كانت المحللة التركية يشير إلى الاحتجاجات ضد رئيس الجامعة المعين من قبل أردوغان في جامعة بوغازيتشي المرموقة، والاحتجاز المستمر لشخصيات المجتمع المدني في قضايا بارزة بما في ذلك قضية عثمان كافالا، "والمناهضة الكاملة لأمريكا من قبل الحكومة التركية". وأضافت: "الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي من خلال إبراز صورة للعلاقات الإيجابية مع الولايات المتحدة".