الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"هوشي مِنَّه".. رثاء الفاجومي والشيخ إمام لـ زعيم فيتنام

الزعيم الفيتنامي
الزعيم الفيتنامي الكبير "هوشي مِنَّه"

يظل الثنائي الذهبي للأغنية السياسية، الفاجومي أحمد فؤاد نجم، والشيخ إمام عيسى من فلتات الزمن لمزجهم المدهش، بين الأصالة والمعاصرة عبر الجمع بين أسلوب راوي الربابة ونفحات المعاصرة بمتطلباتها السريعة، في الأغنية السياسية التي جعلوا منها زادًا رئيسيًا  لعلم التأريخ لإكمال تفاصيل التاريخ، للأجيال القادمة دون حيرة أو إستفهام.


(الشيخ إمام عيسى والفاجومي أحمد فؤاد نجم)

في يوم 2 سبتمبر من العام 1969، أعلنت وكالات الأنباء العالمية وقت اشتداد المعارك بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية القابعة بفيتنام الجنوبية، وفاة أيقونة النضال الفيتنامية الزعيم الكبير "هوشي مِنَّة" أو "العم هوشي اللطيف"، الذي أستعين بروحه الثائرة من قِبل الفيتنامين وقت مقاومتهم لأنياب العم السام المتسلطة.


(تمثال نصفي للزعيم هوشي مِنَّة)

يُعد  "هوشي مِنَّه" من الأيقونات الاستقلالية في النصف الثاني من القرن العشرين، لمقاومته الشجاعة للاستعمار الفرنسي ثم الياباني ثم الأمريكي، وقت رئاسته لفيتنام الشمالية من العام 1945 حتى العام 1969، وصيحات نضاله لم تنقطع رغم رحيله، لرسوخ زئيره في أسماع الفيتناميين.


(لقطة من حرب فيتنام)

في ظل المد النضالي الشيوعي الشرقي ضد المد الرأسمالي الغربي في فترة الستينيات ، قام الفاجومي أحمد فؤاد نجم، الشاعر البندقية كما أطلق عليه الناقد الكبير علي الراعي، ورفيق دربه الشيخ إمام عيسى بنسج أكليل من الشعر المعطر رثوا فيه، العم اللطيف الذي قاوم الإمبريالية العالمية بكافة ألوانها وجنسياتها.


(تمثال كبير لتخليد ذكرى أيقونة التحرر الفيتنامية هوشي مِنَّة)

إستلهم الفاجومي والشيخ إمام، من وفاة الزعيم الكبير صيحات شرقية مؤججة تزامنت مع أنين فقدان سيناء الحبيبة وقت اشتداد معارك الاستنزاف المشرفة، مذكرين أبطالنا على الجبهة بضرورة التمسك بالأمل ولهم في العم هوشي ورفاقه خير مثال على بسالة مقاومتهم المحدودة ضد تطورات النسر الأمريكي المتوحشة.


(فنان فيتنامي يرسم جدارية لأبو فيتنام الحديثة)

تقول كلمات قصيدة "هوشي مِنَّه" :  

يادي العجب يارجب

يامرتب الحكايات

اسمع وشوف واندهش

واكتبها فى الكُتبات

عسى الكلام ينقري

لو قلبوا الصفحات

خلي الشعوب والدول

تتعلم البطولات

 

الحزن طول عمرنا

له من حياتنا حياه

نقضيها في النهنهه

ونضيع الأوقات

نبكى على اللي مضى

ونعيش مع اللي فات

شوف العجب يارجب

واعجب من الروايات

شعب الملاحم بكى

نزلت دموعه دانات

ع الظالم المفتري

حلفت عليه ما يبات

 

أول ما طار الخبر

بين الجنود إشاعات

دمع البارود إنهمر

دفعات ورا دفعات

واحده تصيب العدا

تردي العدا عشرات

والتانيه من عفوها

زعق الفضا زعقات

والتالته تحمي السما

من فانتوم الخواجات

والرابعه من بعدها

المية والألفات

فى الأرض والسموات

يغسل طريق البشر

ويبدد الحشرات

ولما ذاع الخبر واتأكد الخبر

صاح السلاح فى الحرس

قال هوشى مِنَّه مات

الحاكم اللي زهد فى الملك واللذات

و الزاهد اللى حكم ضد الهوى واللذات

مات المسيح النبى

ويهوذا بالألوفات

مات الصديق الوفي

للخضره والغابات

مات بس فات للأمل

فوق الطريق علامات

لو سار عليها العمل

طول الطريق بثبات

تهدي الطريق سكته

وتقرب المسافات

تزامن وقت ظهور تلك القصيدة مع ظهور قصيدة "جيفارا مات" التي شاركتها في وحدة المعنى والعنوان حول الكفاح ضد الإمبريالية الأمريكية، من خلال الأحراش خنادق وحصون المقاومين اليسار في فترة الستينيات والتي أسدلت ستائرها بموت روادها قبل قدوم الحقبة السبعينية ذات التوجه البراجماتي العالمي.


(تمثال معبر عن حنو العم هوشي اللطيف)

جعل نجم وإمام من قصائدهم، وثيقة شعبية ورسمية تذكر الأجيال القادمة حتى وإن صدأت كلماتها لهجرها الطويل، تذكرةً ونبراسًا لمن ينوي على إعادة الصواب ومقاومة الفساد من خلال تصفح صفحات البشرية المشرقة وإن قل عددها، في زحمة الحياة.