الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"فتح مصر".. فيلم يوثق الفتح العربي لأرض الكنانة

فتح العرب لمصر
فتح العرب لمصر

فتح العرب مصر بقيادة الصحابي الجليل، عمرو بن العاص في العام 19ه الموافق 640 م، وقد ساهم ذلك في دخول الإسلام بمصر وجعلها عبر الأزمنة والقرون منبرًا عظيمًا وحصنًا أمينًا للدين الحنيف عقائديًا وإستراتيجيًا.


(أفيش فيلم فتح مصر 1948)

تنوعت أدوات التوثيق على مر العصور للحظات الحاسمة والفارقة في التاريخ، لتكون عبرةً وعظة وتذكرة للأجيال القادمة، ومن ضمن هذه الأدوات الوسيط السينمائي المُلقب ب"الفن السابع".


(الصحفي والشاعر جليل البنداري)

في العام 1948 تم عرض فيلم "فتح مصر"، قصة وسيناريو وحوار كلاً من : فؤاد الجزايرلي، محمد صبيح، جليل البنداري، إخراج فؤاد الجزايرلي، وبطولة كلاً من : يحيى شاهين، لولا صدقي، أحمد البيه، منسي فهمي، أحمد علام، وداد حمدي، رفيعة الشال.


(الفنان محمد صبيح)

يتناول الفيلم حقبة تاريخية كان فيها الشعب المصري يكابد شتى أنواع العذاب والإبادة على أيدى الرومان وعُباد الأوثان، كما يعرض للخلاص الذي تم بتكاتف جيش المسلمين مع المسيحيين حيث انقشعت غمامة الرومان وما خلفوه من دمار.


(المخرج فؤاد الجزايرلي)

تم صناعة الفيلم، وقت اشتداد الكفاح الوطني المصري ضد المستعمر البريطاني، واقتراب نهاية استعماره لأرض مصر. وسط تلك الأحداث أراد صناع السينما تأكيد مدى تكاتفهم مع الحركة الوطنية باستخدام الكاميرا السينمائية كبندقية، فعالة تسجل وتوثق أهم اللحظات ما بين الأمس واليوم.


(الفنان الكبير يحيى شاهين)

سعى المستعمر البريطاني بمحاولاته الضروس للإيقاع بين نسيجي الأمة، الأقباط والمسلمون كما فعلوا في الهند بين المسلمين والهندوس، ولازالت دماء الطرفين في أرض أم العجائب تجري كالأنهار الهادرة.


(الفنانة الفاتنة لولا صدقي)

إستوعب صناع الفيلم تفاصيل السموم البريطانية، عبر المشاهد الجارية في مصر ومتشابهاتها في الدول المستعمرة تحت أنياب الأسد البريطاني، فأخذوا على عاتقهم منع اكتمال المؤامرة، بتجسيد مظاهر الوحدة الوطنية منذ الفتح العربي المبين وحتى لحظات صناعة الفيلم.

تم تصميم بوستر الفيلم بشكل موضوعي جمع بين أصالة الماضي، ومرونة الحاضر بوضع الهلال مع الصليب، ذلك الشعار المولود مع هوية مصر الحديثة التي تمخضت من رحم ثورة 1919.

نجح فيلم "فتح مصر" في إخماد نيران الفتنة المصطنعة من مركز الإمبريالية العالمية وهو ما تم فعليًا ، بتوطيد صلابة النسيج الأصيل حتى لحظات التحرر والاستقلال النهائي في العام 1956 بطرد آخر جندي بريطاني من أرض الكنانة.