السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"العالم أجمع سمع رفض مصر".. صحف عالمية تبرز خطورة استمرار أزمة سد النهضة

الرئيس نيوز

انتقدت مصر مؤخرًا تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بشأن خطة لبناء عشرات السدود الإضافية في مناطق متفرقة من إثيوبيا، وأبرزت وسائل الإعلام العالمية التصريحات المصرية في هذا الشأن وتأتي التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين مصر وإثيوبيا، بالإضافة إلى السودان، بشأن السد الإثيوبي المثير للجدل على النيل الأزرق الرافد الرئيسي لنهر النيل. 

وتخشى مصر والسودان أن تتأثر حصتهما المائية بسد النهضة الإثيوبي الكبير، بينما تدعي إثيوبيا أن المشروع مهم لتطويرها، وفي خطاب ألقاه يوم 30 مايو عند افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الطريق السريع في إثيوبيا، قال آبي أحمد إن بلاده ستبني أكثر من 100 سد صغير ومتوسط الحجم عبر أجزاء مختلفة من البلاد خلال السنة المالية الجديدة. 

وأكدت صحيفة جلوبال نيوز الكندية أن العالم أجمع سمع رفض مصر لتصريحات آبي التي تنم عن نوايا إثيوبيا السيئة وهي تتعامل مع نهر النيل والأنهار الدولية الأخرى المشتركة فيها مع الدول المجاورة باعتبارها أنهارًا داخلية تخضع لسيادتها وتخدم مصالحها الخاصة، كما سلطت الصحيفة الضوء على بيان الخارجية المصرية الذي اعتبر تصريحات أبي "استمرارًا لنهج مؤسف يتجاهل قواعد القانون الدولي".

وتعترف مصر دائما بحق جميع دول حوض النيل في بناء مشروعات مائية واستغلال موارد نهر النيل لتحقيق التنمية لشعبها، لكن هذه المشاريع ومنشآت المياه يجب أن تُبنى بالتنسيق والتفاوض والاتفاق مع الدول التي قد تتأثر بها وفي مقدمتها دول المصب.

ونقل موقع المونيتور الأمريكي عن بول سوليفان، الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية في واشنطن، قوله: "من الواضح أن إثيوبيا تريد المزيد من السيطرة على المياه".

وقال سوليفان إن بناء المزيد من السدود في هذه الأوقات العصيبة يظهر المزيد من العداء والعدوان وهو عكس ما يجب القيام به لإيجاد حل سلمي مع مصر والسودان. 

وفشلت المحاولات المستمرة للاتحاد الأفريقي للتوسط في التوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء المأزق المستمر في المفاوضات الثلاثية والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. 

ولم تسفر الجولة الأخيرة من المحادثات في كينشاسا في الفترة من 4 إلى 5 أبريل عن اتفاق لاستئناف المفاوضات. واتهم كل طرف الآخر بعرقلة المحادثات.

في غضون ذلك، يبدو أن إثيوبيا حاولت تهدئة مخاوف مصر من التأثر في حالة بناء سدود إضافية. وقال دينا المفتي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، خلال مؤتمر صحفي يوم 3 يونيو، إن بلاده ملتزمة بقوانين الأنهار العابرة للحدود، وأكد أن بناء سدود جديدة لن يضر بالدول المجاورة، وخاصة دولتي المصب، ولم يوضح أحمد في بيانه موقع السدود المحتملة والأنهار التي ستُبنى عليها، على الرغم من مرور تسعة أنهار كبيرة عبر إثيوبيا.

وقال المفتي: "إثيوبيا لديها العديد من الأنهار الداخلية غير العابرة للحدود. لا نرى مشكلة في بناء 10 أو 100 سد على تلك الأنهار الداخلية". 

وحول توقيت تصريحات أحمد، أوضح قال أشوك سوين، أستاذ أبحاث السلام والنزاع ورئيس اليونسكو للتعاون الدولي في مجال المياه: "هذا خطاب سياسي قبل الانتخابات حيث من المقرر إجراء الانتخابات في إثيوبيا في 21 يونيو".

وأضاف: "بينما كان أداء الاقتصاد الإثيوبي جيدًا، استثمرت إثيوبيا تحويلات العاملين بالخارج في بناء سد النهضة. يحتاج بناء 100 سد آخر على المنبع إلى استثمارات ضخمة. بالنظر إلى أن إثيوبيا أصبحت تدريجيًا دولة منبوذة بالنسبة للغرب، وبالنظر إلى أن اقتصادها يتجه نحو الانخفاض الحاد وانخراطها في حرب أهلية مدمرة، فإن المصدر الوحيد الممكن للتمويل هو الصين".
 
وقال سوين إنه نظرًا للوضع الأمني غير المستقر في المنطقة والمعارضة القوية المحتملة من دول المصب، فإنه غير متأكد من المدى الذي ستذهب إليه الصين في تمويل مشاريع السدود هذه. وأشار إلى أن "هذه السدود ليست حقيقة على المدى القصير، لكنها تجلب المزيد من عدم الثقة والمزيد من التعقيدات أمام التفاوض".

تخطط إثيوبيا لملء سد النهضة خلال موسم الأمطار المقبل في يوليو وأغسطس، بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب. 

في العام الماضي، مضت إثيوبيا قدمًا في المرحلة الأولى من ملء خزان السد من جانب واحد بسعة 4.9 مليار متر مكعب، الأمر الذي أغضب مصر والسودان.

وتريد مصر والسودان اتفاقية قانونية ملزمة لملء وتشغيل السد، على أن تتضمن آلية فعالة وملزمة لتسوية الخلافات المستقبلية. لكن إثيوبيا تريد اتفاقية تتضمن مبادئ إرشادية غير ملزمة.

وقال سوين: "آبي يستغل التوتر حول سد النهضة - إلى جانب حرب تيجراي - لاستقطاب الناخبين للفوز بالانتخابات". ويبدو أن آبي يحاول حسم الانتخابات التي تم تأجيلها بشكل متكرر لصالحه للبقاء في منصبه. 

وفي الوقت نفسه، تعاني الدولة الواقعة في شرق إفريقيا من الانقسامات العرقية والسياسية. وفي أوائل يونيو، نشرت وسائل إعلام مصرية تسجيلا صوتيا لأحمد قال فيه على ما يبدو أنه يفضل الموت على تسليم السلطة. 

ونفت إثيوبيا صحة التسجيل، واتهمت وكالة الأنباء الإثيوبية وسائل الإعلام المصرية بالتضليل لإثارة الرأي العام في إثيوبيا بسبب الخلاف حول قضية سد النهضة.

وأضاف سوين: “إصرار آبي على عدم قبول الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمفاوضين، ورفض التوقيع على اتفاقية ملزمة قانونًا، والتباهي الآن ببناء 100 سد هي علامات واضحة على إحجامه عن العمل من أجل تسوية تفاوضية بشأن عملية ملء سد النهضة".

وحول مستقبل التوترات بين مصر والسودان وإثيوبيا، قال سوليفان: "إن أفضل حل هو تهدئة كل الأطراف المعنية والتوصل إلى تسوية سلمية وعادلة. باستثناء هذا، قد يحدث أي شيء".