الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى وفاته.. الشيخ إمام والفاجومي ينعيان جيفارا بأحزان القوافي

الشيخ إمام عيسى والشاعر
الشيخ "إمام عيسى" والشاعر "أحمد فؤاد نجم"

تمر اليوم ذكرى علم من أعلام الغناء الثائر الحامل لعوده كبندقية قوية تقف بالمرصاد لمن يعبث بضمائر البشر، تحت مسميات الحرية والإنسانية، إنه الفنان الكبير الشيخ إمام عيسى الذي توفي يوم 7 يونيه من العام 1995، ولازالت ألحانه تدوَّي في الأسماع كدوَّي يُفجَرُ في وجه الظلم والتسلط والقمع بكافة معانيهم.


(الشيخ إمام عيسى)

في يوم 9 أكتوبر من العام 1967، استقبل العالم صدمة قوية يوم سماعهم لخبر مقتل، "أرنستو تشي جيفارا" المقاوم الكوبي الأرجنتيني الأصل، الذي حمل في جعبته حلمًا مشروعًا بجعل أكواب الألبان تملأ منازل الأطفال رغم أنف الإمبريالية، وإذ برائدتها، الولايات المتحدة الأمريكية تحاصره في أحراش بوليفيا وتلقي القبض عليه، ليعدم رميًا بالرصاص وتقطع جثته إربًا إربًا، ويدفن في مقابر البسطاء ببوليفيا.


(الفاجومي أحمد فؤاد نجم)

تم اكتشاف جيفارا برفاته في العام 1997 عبر رفيقه "فيدل كاسترو" الرئيس الكوبي، وتم تشييعه عسكريًا وهو ملفوف بعلم كوبا التي أخلص لها حتى رمقه الأخير، ليدفن بباطن أرضها إلى الأبد.


(المناضل تشي جيفارا)

في الذكرى الثانية لوفاة جيفارا في العام 1969، خرج الفاجومي أحمد فؤاد نجم بقصيدته الشهيرة "جيفارا مات"، ناعيًا أيقونة الثورية الستينية بنحيبه الشاعري، مخلدًا ذكرى ملهم الشباب والفتيات على مر العصور، وشاركه في نحيبه بعوده الشجي رفيق دربه الشيخ إمام عيسى.

تقول قصيدة "جيفارا مات" :

جيفارا مات

جيفارا مات

أخر خبر ف الراديوهات

وف الكنايس

والجوامع

وف الحواري

والشوارع

وع القهاوي وع البارات

جيفارا مات

جيفارا مات

واتمد حبل الدردشة والتعليقات

مات المناضل المثال

يا ميت خسارة ع الرجال

مات البطل فوق مدفعه جوة الغابات

جسد نضاله بمصرعه

ومن سكات

لا طبالين يفرقعوا

ولا إعلانات

ما رأيكم دام عزكم

يا أنتيكات

يا غرقانين

ف الماكولات والملبوسات

يا دفيانين

ومولعين الدفايات

يا محفلطين

يا ملمعين يا جمسينات

يا بتوع نضال أخر زمن

ف العوامات

ما رأيكم دام عزكم

جيفارا مات

لا طنطنة

ولا شنشنة

ولا إعلامات واستعلامات

عيني عليه ساعة القضا

من غير رفاقه تودعه

يطلع أنينه للفضا

يزعق ولا مين يسمعه

يمكن صرخ من الألم

من لسعة النار ف الحشا

يمكن ضحك

أو ابتسم

أو ارتعش

أو انتشى

يمكن لَفَظ أخر نفس كلمة وداع

لجل الجياع

يمكن وصية للي حاضنين القضية

بالصراع

صور كثير ملو الخيال

وألف مليون احتمال

لكن أكيد ولا جدال

جيفارا مات موتة رجال

ياشغالين ومحرومين

يا مسلسلين

رجلين وراس

خلاص خلاص

ما لكوش خلاص

غير بالقنابل والرصاص

دا منطق العصر السعيد

عصرالزنوج والأمريكان

الكلمة للنار والحديد

والعدل أخرس أو جبان

صرخة جيفارا يا عبيد

فى أي موطن أو مكان

 

ما فيش بديل

ما فيش مناص

يا تجهزو جيش الخلاص

يا تقولو ع العالم

خلاص

قام الشيخ إمام بإبكاء عوده راثيًا جيفارا، صاحب الأحلام الوردية الستينية التي وًّلت مع تفشي الإمبريالية العالمية، بقوة المال والسلاح القاتلة للأبرياء والأنقياء في بقاع العالم الثالث باسم الحريات الأربع.


(جيفارا ورفاقه يصرخون من أجل العالم)

قام الشيخ إمام بتجسيد الملحمة المأساوية لجيفارا، بوضع لحن جمع بين أجراس الكنائس وآذان الجوامع كرفض موحد وشجب مؤكد على ما حدث لجيفارا ورفاقه، من ممارسات قمعية تفوق وحشية الحيوانات المفترسة.

تزامن مقتل جيفارا، مع أفول نجم زعماء العالم الثالث من المخططات الإمبريالية، التي رفضت سطوع شموس الحرية الحقيقية التي إحتوت الإنسانية دون تمييز أو تفريق، وهو ما جسده عود إمام عيسى عن خلاصة أفول التجربة الوردية، لإفتقادها لواقعية أشرار العالم.