«مياه نيلية نظيفة».. الري تعلق على تحويل ترعة مبطنة لمصيف بالشرقية
شهدت قرية عرب تل الجراد، التابعة للوحدة المحلية بقرية إنشاص الرمل بمركز ومدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، تحويل أبناء البلدة لترعة القرية المبطنة إلى ما يشبه حمام السباحة؛ للاستجمام والعوم هربًا من حرارة الصيف.
واصطف العشرات من أبناء القرية من شباب وأطفال أمام الترعة، حيث جلب أحدهم إطار سيارة داخلي لأجل العوم في مياه الترعة، وسط احتشاد العشرات من الصغار والكبار على جانبي الترعة.
وهرب أبناء القرية إلى المياه بعد ارتفاع درجات الحرارة.
فيما تحول الأمر كما لو كان الجميع في مصيف، والكل ينتظر دوره لركوب إطار السيارة الملقى في المياه.
وأحدثت صورًا متداولة لما فعله أبناء القرية جدلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تأكيدات على أن ما فعله الشباب والأطفال جاء للهرب من حرارة الجو المرتفعة.
من جانبه، وفي أول تعليق على عوم الأطفال والشباب في الترعة، قال المهندس طارق اللبان، وكيل وزارة الري والموارد المائية بمحافظة الشرقية، إن مياه الترع المبطنة نقية ونظيفة وتاتي من مياه النيل، وأن أهالي البلدة حينما رأوا ذلك «ما كانوش مصدقين»، مشيرًا إلى أنها ليست مياه مصرف كما يشيع البعض.
وأوضح اللبان، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أنه تم الانتهاء من تبطين الترعة قبل عدة أسابيع، وذلك ضمن جهود وخطة وزارة الري والموارد المائية لتبطين أغلب الترع والمصارف المائية لتوفير المياه التي يتم إهدارها في عمليات الري، والتي تستهلكها التربة الطينية المحيطة بالترع والمصارف المائية.
وأشار وكيل وزارة الري والموارد المائية بمحافظة الشرقية، إلى أن مديرية الري والموارد المائية بالشرقية بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من خطة تأهيل عدد من الترع والمصارف المائية، منذ شهر سبتمبر الماضي، وذلك ضمن الخطة القومية لتأهيل الترع والمصارف المائية بهدف منع التسرب، وذلك من خلال تبطين جوانب الترع والقاع.
وأوضح مدير مديرية الري والموارد المائية بالشرقية، أنه تم تأهيل العشرات من الترع والمصارف المائية حتى الآن، موضحًا أن التأهيل يتضمن وضع طبقة من الدبش بسمك 30 سنتيمترا، بالإضافة إلى طبقة خرسانية بسمك 10 سنتيمترات، على أن تتم دراسة كل ترعة ومصرف وما إذا كان يحتاج إلى سور وحد فاصل عن الكتلة السكنية أم لا.
يشار إلى أن المرحلة الأولى لتأهيل وتبطين الترع والمصارف المائية بمحافظة الشرقية، والتي تستهدف تبطين وتأهيل 100 ترعة بطول 415 كيلو متر، بدأت مطلع شهر سبتمبر الماضي، بتكلفة قدرها مليار و400 مليون جنيهًا، على أن يتم الانتهاء من تلك المرحلة في غضون عاميين ماليين، ووصل مقترح المرحلة الثانية إلى تبطين وتأهيل نحو 1400 كيلو متر من الترع والمصارف، وذلك خلال 3 سنوات.
ومن متوقع أن تصل تكلفة المرحلتين الإجمالية إلى 4 مليارات و500 مليون جنيه.
وتعمل مديرية الري والموارد المائية بالشرقية، حاليًا، على تحديد الترع والمصارف التي سيتم تبطينها خلال المرحلة الثانية، وذلك من خلال المهندسين المختصين وفرق العمل بالمديرية وإدارات الري بأنحاء المحافظة، على أن يتم اختيار الترع التي يكون عمقها أقل من 6 أمتار، وذلك بهدف تقليل الفاقد من المياه والحفاظ على البيئة وضمان وصول مياه الري إلى نهايات الترع.