الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بسبب القرارات الأحادية.. السودان يحذر مواطنيه من التفريغ الأثيوبي لسد تكزي

الرئيس نيوز

في مؤشر جديد على الممارسات الأثيوبية المستفزة، والنوايا المبيتة في الإدارة المنفردة للسدود، قالت وزارة الري الأثيوبية، إن شركة الكهرباء الاثيوبية "بدأت تفريغ سد تكزى مما يؤدي الى ارتفاع كبير في مناسيب نهر ستيت والمناسيب أمام وخلف سدى أعالي عطبرة وستيت وأمام وخلف خزان خشم القربة حتى مدينة عطبرة".
بحسب صحف سودانية، فإن الإعلان الأثيوبي داخلي، وأنه من باب التعاون كان لزامًا على أديس أبابا إخطار الخرطوم بتلك الخطوة لأخذ احتياطاتها؛ لكون الخطوة من شأنها أن تتسبب في أضرار بالغة في السودان لأنها سترفع منسوب المياه في نهر عطبرة.
يمد نهر عطبرة النيل بحوالي 11 مليار متر مكعب من الماء، ويمتلك السودان 3 سدود عليه، وفي أول تحرك سوداني تجاه الخطوة الأثيوبية، حذرت وزارة الري السودانية من ارتفاع كبير في مناسيب نهري ستيت وعطبرة الواقعين شرق البلاد بسبب بدء السلطات الاثيوبية تفريغ سد محلي يقع على نهر ستيت.
وأضافت "على المواطنين في تلك المناطق أخذ التحوطات اللازمة للحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم".

غياب التشاور
بدوره، أكد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن انفراد إثيوبيا بقرارات تشغيل وتفريغ سدودها مع السودان دون سابق إنذار يعرض الخرطوم للخطر.
وفي تصريحات صحافية، أفاد شراقي أن إثيوبيا ستقوم بتفريغ 2 مليار متر مكعب من الماء من سد يدعى تاكيزي وهو ما قد يزيد منسوب المياه في نهر عطبرة بالسودان، لافتًا إلى أن وزارة الري والموارد المائية في السودان حذرت المواطنين من احتمال ارتفاع مناسيب المياه في نهر عطبرة.
وتقول تقارير إن قرار أثيوبيا المفاجئ أيضًا بتقليل الحصة التي كان من المقرر أن تقوم بتخزينها في بحيرة "سد النهضة" خلال المرحلة الثانية من الملء الثاني، لها تداعياتها أيضًا ما يؤكد صحة وجهة النظر المصرية التي تشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين أثيوبيا ودولتي المصب، بشأن إدارة وتشغيل وملء السد، وهو الأمر الذي ترفضه أثيوبيا وتؤكد أن ستكتفي بتبادل المعلومات وفقط. 

كان السودان قد أخذ احتياطاته لتداعيات الملء الثاني، وقام بملء سد الروصيرص، وبعد القرار الأثيوبي بتقليل كمية المياه المخزنة، في المرحلة الثانية من 13.5 مليار متر مكعب، إلى 2 مليار متر مكعب، بات من الضروري على السودان تفريغ السد، بالتشاور مع مصر، للتجهيز لاستقبال تلك المياه.
وتشير تقارير أيضًا إلى أن قرار أثيوبيا بفتح بوابات "سد النهضة"  تمهيدًا للملء الثاني (2 مليار متر مكعب) سيترتب عليه استقبال السودان مياه محملة بالطمي، فضلًا عن كونها عكرة، الأمر الذي سيؤثر على سلامة توربينات سد الروصيرص السوداني. 
وفشلت حتى اليوم كل جولات المفاوضات مع إثيوبيا في التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد، وكان أبرز تلك الجولات تلك التي عقدت برعاية أمريكية، حيث رفضت إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.
فيما كان الرئيس السيسي، قد حدد خطوط مصر الحمراء في الملف، وقال إنه لا يمكن لأحد أن يأخذ نقطة مياه واحدة من مصر، ومن يريد أن يجرب فليجرب.

توضيح سوداني 
في غضون ذلك بحث وزير الري ياسر عباس السبت مع فريق الاتحاد الأوروبي الذي يزور السودان حاليا برئاسة مستشارة وزير الخارجية الفنلندى كاتيا الفورز سير مفاوضات سد النهضة.
وقدم الوزير شرحا حول تطورات ملف السد وعملية التفاوض الجارية على مدى عشر أعوام قائلا إن السودان دعم سد النهضة منذ البداية وساند حق أثيوبيا في استغلال مياه النيل وفقا للقانون الدولي للمياه.
وأشار الى أن المفاوضات كانت محصورة في التوصل لاتفاق حول الملء والتشغيل فقط خلال ما يقارب عشرة سنوات حسب نص اعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاثة عام 2015 باعتبارها المرجعية القانونية للتفاوض.
لكن اثيوبيا وفقاً للوزير غيرت موقفها فجأة وبدأت تتحدث عن تقاسم حصص للمياه وهو ما يرفضه السودان بصورة قاطعة، وأكد عباس أن السودان سيجني فوائد كثيرة من السد الأثيوبي لكنها ستتحول لمخاطر فادحة ما لم يتم توقيع اتفاق قانوني ملزم وذلك لقرب سد النهضة من سد الروصيرص.

آثار سلبية 
وتحدث الوزير السوداني كذلك عن آثار سلبية تتمثل في نقصان مساحات الجروف وأضرار بيئية للسد على السودان، وسرد لوفد الاتحاد الأوروبي سير المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي منذ شهر يونيو 2020 وحتى فبراير 2021 والتي انتهت عمليا بتوسيع شقة الخلاف بين الدول الثلاث.
وأبلغ وزير الري الوفد بمقترح السودان الداعي لتوسيع مظلة المفاوضات التي يتولاها الاتحاد الأفريقي بضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن أثيوبيا تعترض على الطرح.
ولفت الى أن أثيوبيا اتخذت فعليا قرار الملء في يوليو المقبل بالبدء العملي في تعلية الممر الأوسط لسد النهضة منذ مايو الماضي، وسيتم الملء الأحادي الجانب تلقائيا عندما يزيد وارد المياه عن سعة الفتحتين السفليتين وهذا ما سيحدث عند بدء موسم الأمطار في يوليو المقبل.