الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مناورة أم تراجع.. أثيوبيا ستقلل كمية المياه المخزنة في الملء الثاني

الرئيس نيوز

اعتبر وزير الري الأسبق، نصر علام، أن قرار أثيوبيا بإرجاء الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه على مياه النيل الأزرق، للعام المقبل والاكتفاء بتخزين نحو 2 مليار متر مكعب، بدلًا من نحو 15 مليار متر مكعب، انتصار للدولة المصرية، بعدما عبرت عن رفضها القاطع أي تصرفات إحادية من أديس أبابا فيما يتعلق بملف تخزين المياه، من دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن التشغيل والملء.
ولفت علام خلال حديثه مع "الرئيس نيوز" إلى أن القاهرة قادرة على فرض رؤيتها على الجميع؛ لأن القانون الدولي كفل لها جميع الحقوق في الحفاظ على أمنها القومي، وقال: "لابد من اعتبار أن ما حدث انتصار يحسب للدولة المصرية"، إلا أنه تابع حديثه بالقول: "لابد من استثمار ما حدث لصالحنا، ولابد من وقفة من الملف، واتخاذ ما حدث كبداية جديدة للمرحلة المقبلة التي تفضي إلى اتفاق قانوني شامل بشأن الملء والتشغيل". واختتم حديثه بالقول: "أثيوبيا تراجعت عن إتمام الملء الثاني لتجنب المواجهة مع مصر والسودان".

وأعلنت إثيوبيا أنها ستبدأ تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة 22 يوليو المقبل رغم الاعتراضات المصرية والسودانية، إلا أن وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي، قال إن بلاده ستبدأ في تنفيذ الملء الثاني للسد 22 يوليو المقبل، وإنها في سباق مع الزمن للانتهاء من بعض الأعمال الهندسية في البوابات الـ13 للسد قبل التخزين المقبل، مضيفا أنه سيتم العمل على رفع الممر الأوسط إلى ارتفاع 573 مترا بدلا من 595 متر، ما يعني أن الكمية المستهدفة في الملء الثاني نحو 15 مليار متر مكعب لن تكتمل كما هو متوقع وأن جزء منها فقط هو الذي سيحدث، وهو بمعدل (2 مليار متر مكعب). 
زعم الوزير الإثيوبى إن مصر لن تتضرر من الملء الثانى، وقال إن القاهرة نجحت فى تخزين 130 مليار متر مكعب من المياه خلف السد العالى، مشيرا إلى أنه من المقرر الانتهاء من سد النهضة فى العام 2023، ويمكن تشغيل أول توربينين لتوليد الطاقة فى أغسطس. 
كان الرئيس السيسي أكد أن مصر لا يمكنها قبول سياسة فرض الأمر الواقع بخصوص سد النهضة، مؤكدا رفضه أي إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب، مصر والسودان

وبحسب تقارير فإن التراجع ليس على فكرة الملء في حد ذاتها، وإنما على الكمية المقرر تخزينها، بدلًا من 13.5 مليار متر مكعب، لنحو 2 مليار متر مكعب، أي أن الفعل الأحادي من جانب أثيوبيا سيقع بالفعل، وأن أكبر التداعيات الناتجة عن ذلك الفعل الأحادي هو أن السودان قررت ملء سد الروصيرص، تحسبًا للنتائج السلبية التي ستقع عليها جراء الملء الثاني، وبالتالي بعد التراجع عن فكرة الملء بـ(13.5) فإن الخرطوم مطالبة بتفريغ السد، حتى لا يتعرض السد للخطر وكذلك حتى لا تتعرض القرى والمدن السودانية لمخاطر الفيضان والغرق. 
أما الخبير المائي العالمي د.ضياء الدين القوصي، قال إن الواضح أن إثيوبيا لم تستطع إنشاء التعلية اللازمة للملء الثاني نتيجة كثرة المياه، فلم يستطيعوا التحكم في كميات المياه الكثيرة، مشيرا إلى أنهم بدلا من أن يخزنوا 13 الى 13 ونصف مليار خزنوا نحو مليارين فقط، وأضاف في تصريحات لموقع "الرأي اليوم"، أن المشكلة بالنسبة للسودان أنهم فتحوا عليها مياها بها نسبة طمي كثيرة، وأن هذا الأمر سيؤثر على الخزانات السودانية، وسيتضح الأمر خلال أسبوع من الآن.

لفت القوصي إلى أن أي كمية مياه ستقوم أثيوبيا بحجزها ستنقص من حصة مصر، واصفًا الجانب الإثيوبي بأنهم كذّابون لا أمان لهم، وتابع: "يجب ألا نسمح لهم بمزيد من الخداع والكذب، وكفى عشر سنوات ، ولابد من ضغط مصري سوداني للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص الملء والتخزين والإدارة".
وترجح تقارير أجنبية أن الخطوة الأثيوبية جاءت نتيجة الضغوط الخارجية عليها، فضلًا عن مخاوفها من صدام عسكري مع مصر والسودان، خاصة أن البلدين أجرتا مناورات عسكرية مشتركة أطلقت عليها "حماة النيل"، وقال البيان الختامي للمناورة إن الهدف من المناورات هو تبادل الخبرات والتأكد من جاهزية القوات للعمل معًا من أجل مواجهة التحديات المشتركة.