الاتحاد الأفريقي يطلق أكبر سوق موحد للكهرباء في العالم
احتفل الاتحاد الأفريقي بإطلاق السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء (AfSEM)، التي تعد أكبر مبادرة وبرنامج لتبادل وتكامل الطاقة على مستوى القارة، وذلك بهدف ربط جميع الدول الأفريقية (55 دولة) من خلال سوق للكهرباء بكل مستدام و فاعل و وبأسعار معقولة.
وترأست الاحتفالية الدكتورة مونيك نسانزاباجانوا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والدكتورة أماني أبو زيد، مفوض البنية التحتية والطاقة المسئولة عن هذه المبادرة الضخمة، وذلك بحضور عدد كبير من المسؤلين الأفارقة رفيعي المستوى وممثلي المجموعات الاقتصادية الإقليمية (RECs) وشركاء التنمية، ومثلت الاتحاد الأوروبي، الذي يدعم الاتحاد الأفريقي في هذا البرنامج، مفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة كادري سيمسون.
وأكدت الدكتورة مونيك نسانزاباجانوا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على أهمية هذه المبادرة الكبيرة، موجهة الدعوة لكافة الدول الأفريقية إلى إلى دمج السوق الافريقي للكهرباء في خطط التنمية الوطنية و ذلك لتحقيق معدل أعلى من النجاح في تنفيذها وتفعيلها.
وقالت نسانزاباجانوا إن "من المهم أن تأخذ الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي زمام الأمور في تطوير وتنفيذ هذه المبادرات القارية، وهذا ضروري لضمان الوصول إلى خدمات طاقة موثوقة، فضلاً عن توفير السياسة والأدوات المالية اللازمة لسوق موحد للكهرباء القارية، وشبكة ربط قارية واحدة على جميع المستويات".
وأعربت نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن تقديرها لشركاء التنمية الذين يدعمون المبادرة منذ بدايتها.
من جانبها، ذكرت الدكتورة أماني أبو زيد مفوض الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية والطاقة أن 655 مليون أفريقي محرومون من الكهرباء وسلطت الضوء على أن السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء هي استجابة في الوقت المناسب لسد فجوة الكهرباء في إفريقيا من خلال استغلال مصادر الطاقة المتجددة الوفيرة في القارة ولتحقيق الوصول إلى الكهرباء بنسبة 100% في القارة بحلول عام 2030 بما يتماشى مع أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي والهدف السابع في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأضافت أن "السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء هو علامة كبيرة أخرى نقوم بها لتحقيق التكامل و الاندماج في قارتنا.
وتابعت: "هدفنا أن تعزز أسواق الكهرباء الوطنية والإقليمية والقارية من خلال ربط جيد و فاعل يعزز التنمية البشرية في القارة، وترفع الآفاق الاقتصادية للقارة من خلال الاستفادة المثلى من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتدعم التحول الإنتاجي والتصنيع والرقمنة وخلق فرص العمل ".
وشددت الدكتورة أماني أبو زيد على الحاجة إلى إجراء إصلاحات قوية في سياسات الكهرباء لجذب استثمارات كبيرة لتحقيق الإمكانات الكاملة للسوق الأفريقية الموحدة للكهرباء.
وأكدت مفوض الاتحاد الافريقي للطاقة والبنية التحتية ان سوق الكهرباء الموحد يحمل مستقبل مشرق لجميع الأفارقة، موضحة أنه مع بدء تنفيذ السوق الافريقية الموحدة للكهرباء ينتظرنا عمل مليء بالتحديات لتحقيق أهداف هذا البرنامج الضخم والوفاء بوعودنا للشعب الأفريقي. وبالتالي ذلك يحتاج إلى دعم استراتيجي وتقني ومالي.
وذكّرت الدكتورة أماني أبوزيد أنه سيتم دعم تنفيذ السوق الافريقية الموحدة للكهرباء من خلال المخطط الرئيسي لنظام الطاقة القاري الذي يتم تطويره حاليًا من قبل وكالة التنمية التابعة للاتحاد الأفريقي وذلك لموائمة الأطر التنظيمية عبر مختلف أقاليم القارة.
جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يبدأ تنفيذ المرحلة الاولى من برنامج السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء على الفور على أن يتم الانتهاء منها في عام 2030 .
ومن المنتظر أيضا أن يتم الانتهاء من كافة مراحل البرنامج والوصول إلى التشغيل الكامل بحلول عام 2040.
ويعد سوق الكهرباء الموحد في إفريقيا أحد المبادرات الضخمة للاتحاد الافريقي و التي تعمل على و تعزز الاندماج القاري لأفريقيا ، و يهدف البرنامج إلى تسهيل التنمية المستدامة لقطاع الكهرباء الأفريقي من خلال سوق الكهرباء القاري المتكامل لتعزيز فاعلية اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ، والهدف منه أيضا هو منح الأفراد والشركات والصناعات الأفريقية طاقة أكثر أمانًا واستدامة وموثوقية وتنافسية وبأسعار معقولة.
وبدأت رحلة إنشاء سوق الكهرباء الموحد في إفريقيا على المستوى القاري في عام 2015 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج الاتحاد الأفريقي حول تنسيق الأطر التنظيمية لسوق الكهرباء في إفريقيا ، بالإضافة إلى سلسلة من المبادرات على مدى السنوات الخمس.