الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

حسن ثابت هويدي يكتب: هل إعلامنا مؤثر؟!

الرئيس نيوز

أبدأ سلسلة مقالاتي في موقع الرئيس نيوز اعتباراً من اليوم و كل يوم سبت إن شاء الله، وبعد أيام من الاحتفال بعيد الإعلاميين، أنتهز هذه المناسبة للكتابة هنا عن الإعلام؛ خاصة عن ماسبيرو.

لا أريد الحديث عن سلبيات فكثيرين كتبوا عنها على مدار سنوات ولكن دعونا هنا نركز عما نريده حتى يكون إعلامنا بخير ومؤثر و يعود رائدا كما كان.. فالإعلام الناجح يعرف بمدى تأثيره على المتلقى.. فهل إعلامنا يُحِدث التأثير المأمول و إن كانت الإجابة بالنفي فماذا عسانا أن نفعل؟

الزميلة ولاء جمال الصحفية بدار الهلال كتبت مقالاً تحت عنوان "في عيد الإعلاميين .. الإذاعات الموجهة صوت مصر بالخارج" و في الحقيقة كانت سعادتي بالغة عندما قرأت المقال الذي كتبته عن هذه الشبكة و كيف كانت بالفعل تمثل صوت مصر في الخارج خير تمثيل و حيث أن بداية عملي في ماسبيرو كان في شبكة الإذاعات الأجنبية الموجهة والتي نطلق عليها اختصاراً "شبكة الموجهات" وقت أن كان رئيسها الأستاذ أحمد الحملي رحمة الله عليه و كان مدير إدارة الترجمة وقتها الأستاذ نبيل يعقوب متعه الله بالصحة و العافية و الذي تولى فيما بعد رئيس الشبكة.

كانت تلك الإذاعات تحدث تأثيراً مدوياً خاصة في القارة الأفريقية حيث تضم عناصر إعلامية مهنية في جميع اللغات.. بداية من اللغات الأفريقية الرئيسية مثل الهاوسا و الزولو و السواحيلي والأمهري والعفري بالإضافة إلى اللغات الأخرى الإنجليزية و الفرنسية و الروسية و غيرها بالإضافة بالطبع إلى البرنامج العبري و الذي كان بحق يقلق الحكومة الإسرائيلية حيث كان هو البرنامج الوحيد الذي يتصدى و يفند إداعاءات و مزاعم إسرائيل و يكشفها للعالم و للإسرائيليين أنفسهم أما الللغات الأفريقية فقد كنا نخاطب بها ومن خلال الموجهات الشعوب الأفريقية باللغات التي يتحدثون بها و كان لها  فضل لا ينكر بل و دور رئيسي في دعم حركات التحرر التي اجتاحت أفريقيا تأثراً بثورة 23 يوليو و كانت تلك الإذاعات مسموعة جداً في مختلف البلدان الأفريقية و كانت الشبكة تتلقى رسائل من كل الدول الأفريقي على البرامج التي كانت تبثها مما يدل على تفاعل شعوب القارة مع مايتم بثه، و في هذا الصدد أود الإشارة هنا إلى أن الشبكة كانت و مازالت تضم مذيعين أفارقة في كل برامجها الموجهة لأفريقيا...

و لكن مع الأسف بعد التطور التكنولوجي الذي حدث في مجال الإعلام تراجع دور الإذاعات الموجهة، ليس بسبب عدم وجود كفاءات فهم كُتَّر ولكننظرا لقلة الإمكانيات و تقادم الأجهزة و عدم وجود موارد كافية لتطوير الشبكة حتى تستعيد دورها و مكانتها الرائدة.

لذلك أقولها و بصدق أن الاهتمام بهذه الشبكة التي كما قالت الزميلة ولاء جمال تضم 35 محطة إذاعية تبث ب23 لغة، يُعَد من مقومات الأمن القومي المصري وصوت مصر في الخارج والذي نحتاج إليه كثيراً في ظل التحيات التي تواجهها مصر هذه الأيام.. وبها أيضاً نستعيد تاثيرنا فحتى الآن مازالت الكثير من البلدان الأفريقية تستمع إلى الراديو بل قد يكون من الأساسيات في كل بيت أفريقي.

لذلك و من خلال مقالتي هذه أقول: ينبغي أن تكون هناك أولوية لتطوير تلك الإذاعات و التي تعد صوت مصر الوحيد و أحد أذرع القوى الناعمة لمصر في الخارج و عدم تجاهل دورها فتأثيرها لو تعلمون عظيم.