الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد التصريحات الإثيوبية.. هل يفشل الملء الثاني لسد النهضة؟

الرئيس نيوز


فى ظل فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، ورغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، تتزايد التصريحات الإثيوبية خلال الأيام الأخيرة بشأن إتمام التخزين دون التوافق بين الدول الثلاث ومع مصر والسودان.

قال وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، أمام مؤتمر بحثي في جامعة أربا منش، إن إثيوبيا لن تكون قادرة على تعلية سد النهضة للحد المطلوب، وبالتالي قد يفشل الملء الثاني للسد المتوقع خلال شهر يوليو المقبل،مشيراً إلى إنه جارى العمل في سباق مع الزمن للانتهاء من بعض الأعمال الهندسية في البوابات الثلاثة عشر قبل التخزين القادم، وسوف يتم العمل على رفع الممر الأوسط إلى ارتفاع 573 متر بدلا من 595 متر، وسوف يتم الانتهاء من التخزين في يوليو.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن وزير الرى الإثيوبي لم يحدد أية كميات تخزين للمياه رغم أن المستهدف هو تخزين  13.5مليار متر مكعب من المياه ،ومن المفروض لإتمام عملية التخزين أن يصل المنسوب الى 595 متر فوق سطح البحر ولكن من الواضح صعوبة ذلك وإن يصل إلى 573  متر فقط أى ما يسمح بتخزين  7 مليار متر مكعب.


التخزين بسد النهضة ضرر للجميع

وأشار شراقى، إلى أنه حتى الآن لم يتم زيادة الإرتفاع إلى 4 متر فقط وهو ما لا يسمح بتخزين الكمية المعلنة من قبل وكل متر يتم رفعه يسمح بتخزين من نصف مليار إلى مليار متر مكعب من المياه، موضحاً أن الممر الأوسط وتعليته ليس هو المشكلة ولكن الأزمة فى مكان تفريغ المياه من أجل العمل على إكتمال الإنشاءات.

وأكد أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إن إتمام عملية الملء الثاني بالكامل تحتاج إلى إنهاء 13 نفق ومعهم 13 توربين وبوابات ولكن حتى الآن لم يتم العمل سوى  فى خمسة فقط ولذا من الصعب الإنهاء قبل موعد قدوم الفيضان، حتى مع إكتمال البوابات لن تستطيع الإنهاء فى مدة ثلاثة أسابيع.

وأكد شراقى، أن إتمام التخزين بدون اتفاق يضر كل الأطراف، كما يعني مواصلة إثيوبيا خطتها بإقامة المزيد من السدود بدون اتفاق، وسيكون الضرر شديدا على مصر والسودان في هذه الحالة، وهو ما يستوجب وقف موحد لمصر والسودان في المرحلة القادمة، لافتاً إلى  أن التخزين وصل حتى الآن إلى حوالى 4 مليار متر مكعب والتى يمكن تخزينها خلال الثلاثة أسابيع الأولى من يوليو كما حدث العام الماضى، وتشغيل أول توربينين في أغسطس وعدم إكتمال تشغيل كافة التوربينات.

من جهته أكد الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، إن التراجع الإثيوبي عن تعلية الجزء الأوسط من السد إلى منسوب 573 بدلا من 595 متر فوق سطح البحر واستكمال الملء الثانى العام القادم ليس مفاجأة لأنه السبيل الوحيد لاحتمال تجنب المواجهة مع مصر والسودان، مشيرًا إلى أنه يكفى التعلية حتى منسوب 565 مترا على الأكثر وبما يضمن تشغيل التوربينات المنخفضة للسد.

استدراج لإتمام عملية الملء الثاني

من جانبه قال الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، إن ما يحدث هو بمثابة  استدراج وحيلة لإرساء سابقة بان لإثيوبيا الحق في الملء الثاني بإردتها المنفردة ، إلا إذا حال حائل فني دون ذلك، مشيرًا إلى أن الاستدراج يكتمل بعودة السودان ومصر إلي طاولة المفاوضات، لأن تلك العودة تقنن ذلك الجزء من الملء الثاني الذي قامت  إثيوبيا به بإرادتها المنفردة، كما يمهد الطريق لتكمل إثيوبيا الملء الثاني متي أرادت.

وأوضح المفتى،  إنه سبق واكتسب الملء الاول شرعيته بعودة السودان ومصر الي طاولة المفاوضات ، علي الرغم من  أن ذلك الملء قد تم بارادة اثيوبيا المنفردة، والان تريد اثيوبيا ان تكرر نفس التجربة، ومن ثم يجب ان يعلن السودان ومصر رفضهما اي قدر من الملء إلا إذا  تم بعد إبرام اتفاق ملزم، وأنه لا عودة للمفاوضات إلا غذا أوقفت اثيوبيا كافة انشطتها في السد إلي حين الوصول إلي ذلك الاتفاق .