قواعد الخليج وسوريا.. الشرق الأوسط يدخل حلبة الصراع الأمريكي - الروسي
استمرت اللعبة الاستراتيجية الأخيرة بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط في التصعيد، حيث انخرط الجانبان في معركة شرسة حول القضايا العسكرية والدبلوماسية، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
وقالت صحيفة "تشاينا ميل" الصينية: "مع استمرار واشنطن وموسكو في إيلاء المزيد من الاهتمام للشرق الأوسط، قد تتصاعد المواجهة الشاملة في المنطقة في المستقبل".
أمريكا تستعرض عضلاتها بأسلوب رفيع المستوى
قالت الولايات المتحدة إنه لدعم الانسحاب في أفغانستان، أرسلت ستة قاذفات من طراز B-52 إلى المنطقة ونقل نظام الأسلحة HIMARS من الكويت في أوائل مايو الماضي. وتخطط وزارة الدفاع، البنتاجون، أيضًا لنشر حاملة الطائرات يو إس إس ريجان المتمركزة في يوكوسوكا باليابان في الشرق الأوسط مرة أخرى، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية في 26 مايو.
منذ وفاة قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في يناير 2019، أبقت التوترات في الخليج العربي حاملة طائرات أمريكية في المنطقة. وفقًا لبيانات الانتشار الصادرة عن رابطة البحرية الأمريكية، فإن أعداد حاملات الطائرات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط والمحيط الهادئ في عام 2020 هي نفسها إلى حد كبير، مما يدل على التركيز الاستراتيجي للجيش الأمريكي في السنوات الأخيرة.
روسيا ترد بالمثل
اتخذت روسيا مؤخرًا إجراءات متعددة للرد بقوة على استعراض القوة الأمريكي وأكدت وزارة الدفاع الروسية في 25 مايو أنها نشرت قاذفات بعيدة المدى من طراز Tu-22M3 في سوريا، والتي يمكن أن تخترق الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي وتهدد المناطق النائية في أوروبا.
لن يكون للنشر تأثير كبير على توازن القوى في منطقة البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل سيلعب أيضًا دورًا رادعًا استراتيجيًا مهمًا. في الوقت نفسه، نشر الجيش الروسي مقطع فيديو لطائرة قاذفة بعيدة المدى من طراز Tu-22M3 تحلق بصاروخ كروز طويل المدى مضاد للسفن من طراز Kh-22.
في الوقت الحاضر، تم تحديث المدرج الثاني لقاعدة حميميم الجوية وتحويله ليكون قادراً على الإقلاع والهبوط والصيانة لأنواع مختلفة من الطائرات. أثار هذا الخبر قلقا كبيرا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وعلى صعيد الدبلوماسية، أعرب مسؤولون روس عن عزمهم توفير منصة لإجراء محادثات في موسكو للتوسط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبشأن الملف النووي الإيراني، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن موسكو تطالب الولايات المتحدة وإيران باتخاذ إجراءات متزامنة للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني.
المواجهة مرشحة للتصاعد
بشكل عام، خلال سنوات ترامب، كانت العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط متوترة. في الوقت نفسه، استمرت روسيا في أخذ زمام المبادرة بشأن قضية الشرق الأوسط، وأصبح اتجاه "التقدم الروسي والتراجع الأمريكي" في منطقة الشرق الأوسط أكثر وضوحا. قد تتصاعد اللعبة العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط في المستقبل.
من ناحية أخرى، من المحتمل أن تستمر الألعاب العسكرية متعددة الأطراف في تسخين المواقف الشرق أوسطية. من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في تعزيز انتشارها العسكري في الشرق الأوسط، وزيادة ضغط الرأي العام على روسيا بشأن قضية الشرق الأوسط، واستخدام الحرب ضد الإرهاب كوسيلة للتحايل لكسب حلفاء الشرق الأوسط والمعارضة السورية، لذلك لاحتواء النفوذ الإقليمي لروسيا. قد تستخدم روسيا بنشاط الوسائل العسكرية وغير العسكرية والعناصر التقليدية وغير التقليدية لتعزيز نفوذها وصوتها في المنطقة بشكل مستمر.
من ناحية أخرى، قد يصبح التدخل في الشؤون الإقليمية أكثر عمقًا. بشكل عام، تحاول إدارة بايدن إعادة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى مسارها واستعادة هيمنتها في الشرق الأوسط. سيصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والقضية النووية الإيرانية الموضوعين الرئيسيين في المنافسات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط، مع كون إسرائيل عاملاً رئيسياً في إملاء سياسة القوة.
كما أشار مقال نشر مؤخرا في مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية، فإن الولايات المتحدة قد تقع في صراع حتمي إذا لم تتخذ إدارة بايدن إجراءات دبلوماسية جادة ومتكررة لاحتواء قوة إسرائيل وإيران. قد تتحول "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران إلى صراع مفتوح في أي وقت.