الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

"جو شو".. عودة باهتة وفبركة وشراء مشاهدات

الرئيس نيوز

عاد ثقيل الظل يوسف حسين، الشهير بـ"جو شو" لتقديم حلقات جديدة لا تقل سماجة وسخافة عن حلقاته السابقة، ولكنها تزيد من محتوى التضليل والافك والادعاءات الكاذبة، وبدأ أولى حلقاته الخميس الماضي، كعادته بوابل من الزيف الذي اعتاده منذ ظهوره الأول، وأطلق على الحلقة عنوان "مضلل" أسماه "حق العودة"، وكأن مصر تمنع عودة أي مواطن إلى أراضيها أو ترفض دخولهم، وهو أمر يجافي الحقيقة ويزيف الواقع عن عمد، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة لنماذج مختلفة عادت إلى مصر خلال السنوات الماضية، حتى لو تعرض بعضهم للمسائلة القانونية لأسباب مختلفة، ولكنهم عادوا دون منع أو رفض، وللقضاء وحده حق الفصل في إدانتهم أو تبرأتهم.

بالطبع لا يرقى يوسف حسين لتوصيفه بالإعلامي أو المذيع، فلا هو هذا ولا ذاك، كما لا يمكنني أن أستعين بأقرب وصف مناسب له وهو "الأراجوز"، اللقب الذي أطلقه عليه الإعلامي الصديق نشأت الديهي ولازال يلازمه حتى اليوم، خاصة أن هذا الوصف يظلم "الأراجوز" الذي يمتعنا بأعماله ويضفي حالة من البهجة والسعادة في أي مكان يتواجد به، على عكس هذا السخيف.

بدأ جو حلقته بـ"سكتش" ظن أنه كوميدي ساخر والحقيقة أنه لا يمت للكوميديا بصلة، ولا يحمل اي سخرية نقدية، بل يتضمن فقط استظراف وسخافة وثقل ظل لا متناهي، وجسد مشهد مصطنع لتواجده في السفارة المصرية بلندن للحصول على تأشيرة بالعودة إلى مصر، ثم مشهد أخر بالمطار وكأنه عائد، وينصحه بالتراجع عن قراره ولكنه يرفض ويتمسك بـ"حق العودة" كما وصفه، وفور ركوبه الطائرة يطلب من "عفريته" أن تعيد الطائرة مره أخرى إلى لندن ليبدأ تقديم موسم جديد من البرنامج "السافل" وليس "الساخر".

بصفة شخصية وبطبعي لا أرفض النقد، بل أزيدكم أنني من عشاق السخرية من الواقع، ولكن، ما يقدمه هذا الأجير لا علاقة له بالنقد ولا يمت بصلة للسخرية، هو فقط مجرد استظراف وتطاول، ومحاولة لتزييف الحقائق والتقليل من حجم ما تحقق على أرض الواقع في كافة الملفات.

سخر جو من تلقي الرئيس لقاح فيروس كورونا، وتجاهل أن أعداد من سجلوا للحصول على اللقاء تضاعفت من مليون إلى 6 مليون، وفي تزايد مستمر، بعد اطمئنان المواطنين أن رئيسهم حصل على اللقاح، كما استغل "الصورة المفبركة" التي روج لها الإخوان وتابعيهم، بأن الرئيس لم يحصل على اللقاح ولم يكن هناك "حقنة" في يد الطبيب، وهو أمر في غاية التضليل خاصة بعد عرض الفيديو الكامل أثناء حصول الرئيس على اللقاح.

وفي جزء آخر بدأ جو في الحديث عن الدراما المصرية التي عرضت خلال موسم رمضان الماضي، في محاولة منه للترويج أن جميع الأعمال الدرامية كانت تحمل مغزى سياسى وأغراض تخدم النظام الحاكم في مصر على حد وصفه، وهو أم يجافي الحقيقة، فدراما رمضان هذا العام تضمنت منافسة بين 28 مسلسلا، بعما 3 أعمال فقط يمكن تصنيفها كأعمال سياسية، معنى ذلك أن ما يروجه هذا المأجور غير صحصح بالمره.

وفي تناوله لعودة رجل الأعمال الهارب أشرف السعد سعى جو لأثبات أن الرجل عاد بالتنسيق مع النظام الحاكم، وادعى أنه حصل على موافقة بالعودة وأن عودته كانت باتفاق مسبق، وهو ما ليس عليه دليل، خاصة بعدما شاهدناه جميعا في المطار فور عودة الرجل.

وخلال أخر فقراته تناول جو القضية الفلسطينية، ليسخر فقط بإستظراف لا يتناسب مع حجم القضية إطلاقا، كما تجاهل تماما دور مصر الواضح وضوح الشمس خلال هذه الأزمة، وما قدمته من مساعدات وحتى دورها في وقف إطلاق النار وحماية الأرواح، ولم يلقي الضوء على أي اشادة سواء داخلية أو خارجية بموقف مصر المشرف في هذا الملف.

ما لفت انتباهي خلال الحلقة، هو كم التدليس في المحتوى، واقتصاص الجمل التي يستعين بها بهدف قلب الحقائق وتزييف المعنى لما يخدم أجندته التي يعمل عليها، فهذا السمج لم يجد مؤخرا محتوى يمكنه من الاستمرار في التزييف والتضليل، فسعى للفبركة التي اعتاد عليها.

ولكن، ما شاهدته وأراه مستقبلا، أن هذا الشخص لم يعد لديه ما يقدمه لداعميه ومن يقفوا خلفه، وقريبا جدا سيتوقف هذا العبث، خاصة أن المحتوى الذي يقدمه بلا مضمون وغير قادر على إقناع طفل صغير، وهو ما ينبئ بإختفاء الشاب المتنطع خلال وقت قريب،  بعد ان استنفذ أغراضه لدى أسياده، خاصة أنه فشل لي ذراع الحقيقة، ولم يعد له أي تأثير، ومن الأدلة على ذلك انخفاض نسب مشاهدته بشكل كبير، وهو ما دعاه لشراء 2 مليون مشاهدة خلال حلقة الأسبوع الماضي تحديدا، حتى يحاول الترويج لنفسه ويضمن استمراره فترة أطول، خاصة بعد أن حققت الحلقة خلال أسبوع كامل 500 ألف مشاهدة فقط، فسعى لزيادتهم عن طريق شراء فيوهات لتصل إلى 2.5 مليون منهم 2 مليون مشاهدة "مزيفة".