الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مع تعلية الممر الأوسط.. شكوك حول اكتمال الملء الثاني لسد النهضة

الرئيس نيوز

فى ظل استمرار أزمة فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة، وعدم التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول قواعد الملء والتشغيل، تستمر إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، حيث استمرت أعمال تعلية الممر الاوسط بالسد.

وأوضحت صور الأقمار الصناعية، ارتفاع المنسوب  إلى 566 متر  أى بمعدل تعلية 6 متر، مع إستمرار ثبات منسوب البحيرة عند 560 متر وتعرض موقع السد لسقوط امطار بصورة متوسطة ولم تؤثر بعد على مستوى المياه، كما أن أعمال التعلية امتدت الى الضفة الغربية فى محاولة لتعلية المنسوب لاعلى من 572 متر فى محاولة للوصول الى تعلية 3 متر 575 متر،  وضمان تشغيل أول توربين منخفض.

شكوك حول قدرة إثيوبيا على إتمام الملء

كما يأتى ذلك رغم الشكوك حول قدرتهم على توليد الكهرباء بصورة متواصلة فى حال وصول منسوب الممر الأوسط إلى 572 متر  فوق مستوى سطح البحر، خاصة أن تشغيل أول توربين منخفض يستلزم ضمان الوصول الى 572 متر بجانب كمية إضافية لضمان استمرارية التوليد من خلاله ولكن الغرض يتضح أن سياسي ومحاولة فرض الهيمنة على النيل الأزرق.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن بعض الصور المتداولة من موقع السد تظهر تعلية الممر الأوسط بحوالى 4 متر، ومازال حجم بحيرة السد ثابت عند 5 مليار متر مكعب حيث أن كمية مياه الأمطار "50 مليون متر مكعب يوميا فى مايو" أى تعادل تقريبا المنصرف من البوابتين العلويتين، ومن المتوقع زيادة حجم البحيرة تدريجيا خلال الأسابيع القادمة مع زيادة الأمطار التى تصل الى 200 مليون متر مكعب يوميا بنهاية هذا الشهر، وزيادة مخزون البحيرة بحوالى نصف مليار متر مكعب، وحوالى 6 مليار متر مكعب خلال شهر يوليو.

وأوضح أستاذ الموارد المائية، إنه فى حالة تعلية الممر الأوسط كاملاً بمقدار 30 متر عند منسوب 595 متر فوق سطح البحر سوف يتم حجز 7 مليار متر مكعب أخرى حتى منتصف أغسطس، بعده تغمر مياه الفيضان الممر الأوسط كما حدث العام الماضى ليمر الفيضان كاملا ابتداء من هذا التاريخ الى السودان ومصر، بالإضافة الى المياه التى سوف تمر من التوربينين فى حالة تشغيلهما فى أغسطس.

وأشار إلى أن إثيوبيا تسابق الزمن لرفع الممر الأوسط بمقدار 30 متر حتى تصل الى تخزين 13.5 مليار متر مكعب بالاضافة الى الخمسة مليارات المخزنة من العام الماضى ليبلغ إجمالى التخزين 18.5 مليار متر مكعب ومن المتوقع فقد 3 مليار متر مكعب أخرى نتيجة البخر والتسرب فى الفراغات والتشققات.

وأكد شراقى، إن اثيوبيا قد لا تستطيع تعلية الممر الأوسط كاملا، والأقرب أن يرتفع حوالى 15 مترا فقط بسعة تخزينية حوالى 7 بدلا من 13.5 مليار متر مكعب، وأن التخزين بدون اتفاق سواء مليار متر مكعب واحد أو أكثر مرفوض من جانب مصر والسودان، وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مبعوثها للقرن الأفريقى "جيفري فيلتمان" الذى يقوم  حالياً بجولة مباحثات في كل من قطر والإمارات وكينيا يقال لبحث أزمة سد النهضة والعودة الى طاولة المفاوضات من أجل الوصول الى اتفاق قبل التخزين الحقيقى أول يوليو القادم.

من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، لـ"الرئيس نيوز" إن أعمال التشييد الجارية في سد النهضة يصعب معها بدء الملء لأن المنسوب لم يصل إلى 595 مترا كباقي الجانبين المشيدين من السد، مما يوضح أن التخزين عند هذا الارتفاع محدود، أما التخزين عند منسوب 595م فيقدر في حدود 17 مليار متر مكعب، إذا تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له خلال يوليو المقبل.