ترقب لاجتماع هام للفصائل الفلسطينية بالقاهرة و4 ملفات شائكة مطروحة للنقاش
بدا أن ترتيبات جديدة يتم الإعداد لها وتتعلق بالقضية الفلسطينية، فقبيل زيارة، مدير جهاز المخابرات المصرية، الوزير عباس كامل إلى قطاع غزة، قال قائد حركة "حماس"، يحيى السنوار، إنهم على استعداد إلى التوصل لهدنة طويلة الأمد، مع الاحتلال إذا ما قرر الأخير رفع الحصار عن قطاع غزة، وتفكيك المستوطنات من الضفة الغربية، واحترام المقدسات الإسلامية والمسيحية، ما يسمح بإقامة دولة فلسطينية في القدس الشرقية. الأمر الذي يعتبر تغييرًا نوعيًا في الخطاب الحمساوي.
واستبق وفد أمني مصري رفيع المستوى زيارة الوزير عباس كامل إلى قطاع غزة، ويبدو أن تلك الزيارة كانت تمهيدية لزيارة مبعوث الرئيس السيسي إلى القطاع المحاصر؛ للاتفاق على جملة من المحاور التي سيتم الانطلاق منها لتثبيت وقف إطلاق النار، وبداية إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عنه.
ووجهت مصر أمس الثلاثاء، دعوة إلى جميع الفصائل الفلسطينية، لزيارة القاهرة؛ للتباحث حول العديد من الملفات التي يأتي على رأسها إنهاء الانقسام الفلسطيني، فيما جاءت الدعوة بعد تصريح للرئيس السيسي، طالب فيها بضرورة إنهاء الإنقسام الفلسطيني، تمهيدًا للشروع في مفاوضات مع إسرائيل تفضي لتحقيق الآمال المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.
تغيير الوضع
وخلال وقت سابق، تحدث مدير مركز "القدس" للدراسات الفلسطينية، سمير غطاس مع "الرئيس نيوز"، وقال إن مصر تعظم دورها في القضية الفلسطينية من دور الوسيط إلى دور الشريك، القادر على فرض رؤيته للحل، وأن هناك تماهيًا وتنسيقًا بين الأطراف الفلسطينية لهذا الدور.
فيما قال وزير الخارجية المصري الأسبق، الأمين العام السابق للجامعة العربية، رئيس لجنة حكماء أفريقيا، الدبلوماسي المخضرم، عمرو موسى، خلال لقاء متلفز له، إن التحركات المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، لن تشرع القاهرة في البدء فيها إلا إذا حصلت القاهرة على ضمانات مؤكدة من الاحتلال الإسرائيلي، بعدم معاودة العدوان، وإلا سيصبح الأمر تعمير اليوم وهدم في الغد.
تصريحات السنوار
حديث السنوار، في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل يومين، وأكد فيه الاستعداد للتوصل مع الاحتلال إلى هدنة طويلة الأمد، إذا وافق الاحتلال على جملة من الشروط، بينها إطلاق الأسرى، وتفكيك المستوطنات في الضفة، ورفع الحصار عن قطاع غزة، واحترام المقدسات الدينية، ما يسمح بإقامة دولة فلسطينية في القدس الشرقية، فتح جملة من التساؤلات حول احتمالية تنفيذ الاحتلال تلك الشروط.
المفكر اليساري الفلسطيني، المقيم في القاهرة، عبد القادر ياسين، قال لـ"الرئيس نيوز": "ما من حرب تندلاع إلا لتحقيق هدف أو عدة أهداف، لكن ما من تصور في أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة ربما تحدث تسوية للقضية الفلسطينية، بما فيها ما طرحه السنوار، وإن كان طرحه هو طرح كل الأطراف الفلسطينية المعنية بالأمر، لكن احتمالية تنفيذه من قبل إسرائيل أمر مستبعد؛ وظني أن الاحتلال لن يقبل بحدوث أي تسوية ما لم يستشعر جديًا بتغيير موازين القوى على الأرض، وأن المقاومة باتت قادرة على ردع الاحتلال أو حتى لجمه أو أن يده ليست الطولى دائمًا، وهذا الآمر ليس متوفرًا الآن رغم تطور سلاح المقاومة".
المفكر الفلسطيني أبى أن يختتم حديثه من دون التطرق إلى النتائج الإيجابية التي حققتها القضية الفلسطينية من الأحداث الأخيرة، وقال: "الحرب الأخيرة أثمرت العديد من النتائج، ولابد من الاستفادة منها، وإن لم يتم ذلك انقلبت الأمور إلى ضدها، فالاحتلال تأكد أن الشعب الفلسطيني لم ولن ينفرط عقده، وأنه لا يزال وحدة واحدة، رغم اتفاق أوسلو سيء السمعة، كما تأكد الاحتلال من التضامن الواسع في العالم العربي مع قضيته الفلسطينية. أما الفائدة الثالثة هي التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين وتعرفه على بشاعة العدوان الإسرائيلي وممارساته الإجرامية.
وفيما يتعلق بخطاب السنوار، قال المفكر عبد القادر ياسين: "الخطاب فيه تطور ونضج من الناحية السياسية؛ فحماس خاضت معارك قاسية من الاحتلال لمدة تزيد على 30 سنة، ولا شك أن تلك التجارب تثقلهم من الناحية السياسية، فميثاقهم الصادر العام 1988، أشبه بخطبة الجمعة وبالتالي لا يمكن التعويل عليه بوصفه برنامج سياسي متكامل.
أما عن الدور المصري، فيشير عبد القادر ياسين إلى أن موقف القاهرة الرسمي من العدوان الإسرائيلي الأخير على فلسطين كان قويًا، وإن كانت كل الأدوار المصرية التي اتخذتها الإدارات المختلفة تنبع من وحدة الشعب المصري والفلسطيني، وانتصار القاهرة الدائم للقضية الأعدل والأهم في المنطقة.
حوار الفصائل
أما المحللة الفلسطينية، صافيناز اللوح، فتقول لـ"الرئيس نيوز": "تثبيت التهدئة وإعمار القطاع وملف تبادل الأسرى وإنهاء الانقسام الفسطيني سيكون أبرز الملفات الحوارية بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة". وتابعت: "كلها ملفات شائكة لكن هناك إجماع عليها، وعلى ضرورة حلها كجزء رئيس في رفع المعاناة على الشعب الفلسطيني".
تشير اللوح إلى أن الفصائل تولي ملف الأسرى عناية خاصة، وأن حديث قائد حركة "حماس" يحيى السنوار عنه، مؤشر على أنه من بين أهم الملفات المطروحة، ولفتت إلى أن التقارير قالت إن حركة "حماس" قدمت قائمة بأسماء الأسرى التي تريد إطلاق سراحهم، وهي قائمة تضم 1111 شخصًا.
أما مقترح التهدئة طويلة الأمد، فتوضح المللحة الفلسطينية، أن المقاومة ليست لديها ما يمنع من حدوث ذلك، لكن شريطة إلتزام الاحتلال بما يتم التوافق عليه، وهو وقف الانتهاكات في القدس وقرى الشيخ جراح واللد، وغيرها من القرى، فضلُا عن رفع الحصار عن قطاع غزة، وأن أي إخلال بتلك الاتفاقات فأيدي المقاومة على الزنات.
وقالت اللوح: "خطاب السنوار كان نوعيًا واستثنائيًا. وملف رفع الحصار عن قطاع غزة، أمر ضروري، إن لم يكن حتميًا، فالقطاع محاصر منذ نحو 15 سنة، ولا توجد فيه مقاومات للحياة، رغم الكثافة العددية التي تقطنه". معتبرة أن حديث قائد حركة حماس عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية في القدس الشرقية، أو التلميح للقبول بدولة على حدود الرابع من يونيو 1967 ليس جديدًا، فالحركة في تعديل ميثاقها أقرت بذلك، لكن يبقى التساؤل حول مدى جدية الاحتلال في إقامة دولة فلسطينية على تلك الحدود.