أغلبها تابع لتركيا.. كيف يؤثر الوجود الكثيف للطائرات المسيرة على الأمن الليبي؟
كان الخوف من الروبوتات القاتلة قديمًا قدم الروبوتات نفسها – وحذر مفكرون مثل إيلون ماسك وسام هاريس منذ فترة طويلة من أن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا خطيرًا على الحضارة الإنسانية.
ولكن إذا شعرت بالذعر بشأن الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات، فقد يزيد تقرير الأمم المتحدة الجديد حول عبث الطائرات بدون طيار في ليبيا من قلقك، حيث يوضح التقرير أن طائرة بدون طيار هاجمت وربما قتلت جنودًا من تلقاء نفسها. وقالت مجلة CNET.COM يُعتقد أنها أول حالة مسجلة لهجوم بطائرة بدون طيار.
وقع الحادث في ليبيا، البلد الذي كان في خضم حرب أهلية. حيث نشرت تركيا، طرف رئيسي للقتال الذي كان دائرًا في البلاد طائرة بدون طيار من طراز STM Kargu-2، وفقًا لتقرير فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ليبيا.
وجاء في التقرير أن القوافل اللوجستية للقوات التركية استعانت بأنظمة أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل مثل طائرات STM Kargu-2 لمهاجمة الأهداف دون الحاجة إلى ربط البيانات بين المشغل والذخيرة: وهي طائرات لديها قدرة حقيقية على" إطلاق النار والبحث والعثور على الهدف".
يقول مبتكر الطائرة إنه من الممكن استخدامها بفعالية ضد الأهداف الثابتة أو المتحركة من خلال قدرات معالجة الصور الأصلية في الوقت الفعلي وخوارزميات التعلم الآلي المضمنة في المنصة".
حاولت الأمم المتحدة في عام 2018 البدء في العمل على معاهدة تحظر الأسلحة غير المأهولة، ولكن هذه الخطوة أعاقتها كل من الولايات المتحدة وروسيا، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو في ذلك الوقت. وتشن الوكالات والمنظمات الحقوقية حملات ضد مثل هذه الأسلحة منذ 2013، ودعمت حملة لوقف انتشارها. ودعت الدول إلى سن تشريعات ضد الروبوتات القاتلة. وتدعم 30 دولة خطة الحظر الكامل للأسلحة المستقلة، أو كما يُطلق عليها - "الروبوتات القاتلة"، حسبما كشف تقرير صدر في أغسطس 2020.
وغرد ماكس تيجمان، باحث التعلم الآلي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عبر تويتر قائلاً: "بدأ انتشار الروبوتات القاتلة، وليس من مصلحة الإنسانية أن يتم إنتاج أدوات القتل الرخيصة بكميات كبيرة ومتاحة على نطاق واسع لأي شخص لديه المال. لقد حان الوقت لزعماء العالم للتصعيد واتخاذ موقف من هذا العبث".
وتساءل الموقع الإلكتروني لقناة WION التلفزيونية: "هل أصبحت الروبوتات القاتلة التهديد التالي الذي تواجهه البشرية؟" وذكر الموقع في تقرير نشره اليوم أن الأمم المتحدة حثت، في عام 2018، على حظر الروبوتات القاتلة. ولكن تم رفض الطلب الأممي.
وقالت مجلة New Scientist من السهل الآن التنبؤ بالمخاطر التي تشكلها التكنولوجيا العسكرية القادرة على اتخاذ قرارات مستقلة حيث نفذت الهجوم المذكور بواسطة طائرة بدون طيار من إنتاج شركة تكنولوجيا عسكرية تركية.
كيف هاجم الروبوت البشر؟
كانت الطائرات بدون طيار تعمل في وضع مستقل لا يتطلب أي تدخل بشري، لأن نظام الأسلحة هذا لا يتطلب اتصال البيانات بين "المشغل والذخيرة". هذا يعني بشكل أساسي أن الروبوتات القاتلة اتخذت قرارًا بالهجوم بشكل مستقل.
لكن يعتقد العديد من الخبراء أن قدرة الطائرة بدون طيار على مهاجمة البشر تشير إلى المخاطر التي تشكلها تقنية الأسلحة المستقلة. وفقًا للتقرير الذي يحمل عنوان "إيقاف الروبوتات القاتلة"، فإن مواقف الدولة بشأن حظر الأسلحة ذاتية التحكم بالكامل والاحتفاظ بالسيطرة البشرية"، فإن المزيد والمزيد من الدول تقر بالحاجة إلى إيقاف "الروبوتات القاتلة"، المصنفة رسميًا على أنها نظام أسلحة فتاك مستقل. ويطالب تحالف من 161 منظمة غير حكوميةفي العالم بفرض حظر كامل على مثل هذه الأسلحة منذ عام 2013.
وتكمن معارضة الدرون القتلة في أنها تمتلك أنظمة الأسلحة التي تختار وتشتبك مع أهداف "دون سيطرة بشرية ذات مغزى غير مقبولة ويجب منعها".