سد النهضة| في ظل عدم رغبة أمريكا بالوساطة.. الصراعات الداخلية تكشف نوايا إثيوبيا
رغم استمرار أزمة فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة، وعدم التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، دأبت إثيوبيا على إطلاق تصريحات متكررة تظهر تعنت وعدائية شديدة آخرها التصريح الخاص بإنشاء 100 سد جديد خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤكد بوضوح إن سد النهضة ليس الأخير، وأن الهدف الأساسى التحكم في مياه النيل الأزرق لأنه سيتم بناءها على روافده.
تصريحات لآبي أحمد
وتكشف التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الغرض الأساسى من إنشاء السد، وهو محاولة فرض الهيمنة الاثيوبية على أنهار النيل التى تأتى منها وهى النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، ومحاولة حجز كل قطرة مياه تمر وسد شرايين نهر النيل.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أمس، إنه سيتم بناء أكثر من 100 سد صغير ومتوسط في مناطق إقليمية مختلفة من البلاد في السنة المالية المقبلة، مشيرًا إلى أن بناء السدود هو السبيل الوحيد لمقاومة أي قوى معارضة لإثيوبيا.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه من المقرر أن يتم بناء أكثر من 100 سد صغير ومتوسط الحجم في مناطق مختلفة بحلول عام الميزانية الإثيوبية القادمة، وذلك رغم رفض مصر والسودان.
من جانبه قال السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية ، إن هذه التصريحات تكشف مجددا عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومُسَخرة لخدمة مصالحها.
الدعاية الانتخابية تحكم التصريحات الإثيوبية
من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن التصريحات الاثيوبية الأخيرة والمتكررة بشأن إقامة عدد من السدود على نهر النيل، وآخرها تصريح عن بناء 100 سد، هو مجرد دعاية إنتخابية مثل سابقتها الخاصة بتنفيذ التخزين الثاني في يوليو المقبل، مشيراً إلى أنها محاولات من ابى أحمد والحزب الحاكم لإنقاذ شعبيته المنخفضة نتيجة تدني الأوضاع المعيشية وتصاعد الصراع بين المجموعات العرقية مثل تيجراي وبني شنقول خلال الفترة الحالية.
رغبة في الهيمنة على النيل
وأوضح أستاذ الموارد المائية، إن إثيوبيا تريد الهيمنة على النيل الأزرق، كما أن لديها مئات السدود الصغيرة على روافد الأنهار سواء في حوض النيل أو الأحواض النهرية التسعة الأخرى، كما أن إقامة مئات أخرى من السدود لا يضر مصر والسودان،لكن السدود المتوسطة أو الكبيرة والتي تصل سعتها أكثر من مليار متر مكعب هي التي يمكن أن تؤثر على مصر والسودان إذا كانت في حوض النيل.
وطالب شراقى، بضرورة التشاور الجاد قبل البدء فى أية إنشاءات لسدود جديدة، ولا يتم التعامل كما حدث مع بناء سد النهضة من استغلال الأوضاع الداخلية بعد ثورة يناير ، كما ان لدينا تفاصيل تلك السدود من حيث الموقع والخصائص الفنية والطبيعية، ولن يتكرر سيناريو سد النهضة من جديد.
أكد الدكتور إسماعيل صبرى مقلد أستاذ العلوم السياسية، إن التصريحات الأخيرة تؤشر بأن أزمة سد النهضة لن تكون نهاية الطريق وانما قد تكون بدايته مع أزمات سدود اخري لا تقل خطرا عنه قادمة الينا في المستقبل القريب، وكلها محاولات للتأثير النفسي.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الأمر لا يحتاج مزيد من الاضافة اليه او الخوض فيه ، ففي مضمون التصريحات وبالصورة بالغة الاثارة والتحدي التي ورد بها وفي مثل هذا التوقيت الحرج لاحداث التاثير النفسي المطلوب ما يكفى سواء فى إثيوبيا أو هنا.
الدور الأمريكي
من جهته أكد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمارس ضغوط على إثيوبيا فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، لأن الأزمة المتعلقة بالسد لا تمثل أولوية للأمن القومى الأمريكى ،ولذلك هى حريصة جدآ على العلاقات مع أديس أبابا.
وقال أستاذ العلوم السياسية لـ"الرئيس نيوز"، إن أمريكا فى التصريحات الأخيرة لها تؤكد على ضرورة اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية وتتمسك بإيجاد الحل عن طريق المفاوضات، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن لم تمارس أية ضغوط أو وساطة حقيقية على إثيوبيا فى سبيل الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد.
من جهته أكد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمارس ضغوط على إثيوبيا فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، لأن الأزمة المتعلقة بالسد لا تمثل أولوية للأمن القومى الأمريكى ،ولذلك هى حريصة جدآ على العلاقات مع أديس أبابا.
وقال أستاذ العلوم السياسية لـ"الرئيس نيوز"، إن أمريكا فى التصريحات الأخيرة لها تؤكد على ضرورة اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية وتتمسك بإيجاد الحل عن طريق المفاوضات، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن لم تمارس أية ضغوط أو وساطة حقيقية على إثيوبيا فى سبيل الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد.