ورطة فيسبوك.. العملاق الأزرق يخوض أزمة سمعة في الشرق الأوسط
يصارع فيسبوك في مواجهة "أزمة سمعة" في الشرق الأوسط، مع تراجع معدلات تقييم التطبيق وتراجع موازٍ لمبيعات الإعلانات في الدول العربية، وفقًا لوثائق مسربة حصلت عليها شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
يتوافق هذا التحول مع الاعتقاد السائد من قبل النشطاء المؤيدين للفلسطينيين وحرية التعبير بأن العملاق الأزرق عمل وفقًا لسياسات غير متوازنة لإسكات الأصوات الفلسطينية على تطبيقاته - بما في ذلك فيسبوك وإنستجرام وواتسآب - خلال الصراع بين إسرائيل وحماس هذا الشهر.
ومن الأمثلة على ذلك حذف مئات المنشورات التي تدين إجلاء الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس، وتعليق حسابات الناشطين والحجب المؤقت لهاشتاجات تتعلق بالمسجد الأقصى أحد أقدس المساجد الإسلامية. وزعم فيسبوك أن هذه كانت أخطاء فنية.
حصل إنستجرام على النصيب الأكبر من تأثير الأحداث الأخيرة على سمعة العملاق الأزرق وفقًا لعرض تقديمي كتبه موظف في فيسبوك مقيم في دبي وتم تسريبه إلى وسائل الإعلام الأمريكية حيث انخفضت تقييم التطبيق بين المستخدمين إلى أدنى مستوى في تاريخه.
تقوم شركة الوسائط الاجتماعية بانتظام باستطلاع آراء مستخدمي فيسبوك وإنستجرام حول مدى رضائهم عن اهتمام الشركة بهم. وتحول الشركة النتائج إلى مقياس "الاهتمام بالمستخدمين" والذي يعمل كمؤشر لشعبية التطبيقات. منذ بداية الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس، كان المقياس بين مستخدمي إنستجرام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عند أدنى مستوياته وانخفض ما يقرب من 5 نقاط مئوية في غضون أسبوع واحد.
كان هناك أيضًا تراجع في نتيجة مقياس "رعاية المستخدمين" على منصة فيسبوك في الشرق الأوسط، مدفوعًا بشكل أساسي بتعليقات واستجابات المستخدمين في كل من مصر والعراق والمغرب والأردن.
وتصدى مستخدمو فيسبوك لتحيز سياساته ضد الفلسطينيين بتقييم التطبيق بنجمة واحدة على متاجر تطبيقات آبل وجوجل وأدت الحملة إلى خفض متوسط تقييم فيسبوك من أعلى من 4 من أصل 5 نجوم في كلا متجري التطبيقات إلى 2.2 على متجر آبل و2.3 على متجر جوجلعتبارًا من يوم الأربعاء الماضي. وفقًا للمنشورات الداخلية المسربة، تم تصنيف المشكلة داخليًا على أنها مشكلة "خطورة 1" بالنسبة إلى فيسبوك، وهي ثاني أكبر مشكلة بعد حادثة "الخطورة 0"، والتي يتم إعلانها عند تعطل موقع الويب.
قال أحد كبار مهندسي البرمجيات في منشور على لوحة الرسائل الداخلية على فيسبوك: "يشعر المستخدمون أنهم خضعوا للرقابة، وأن التوزيع المحدود يهدف لإسكاتهم في النهاية ونتيجة لذلك، بدأ مستخدمونا في الاحتجاج من خلال ترك تقييمات بنجمة واحدة".
تربط الوثائق الداخلية الضرر بالسمعة بانخفاض مبيعات الإعلانات في الشرق الأوسط. وفقًا للعرض التقديمي المسرب، انخفضت مبيعات إعلانات فيسبوك في الإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والعراق بنسبة 12 في المائة على الأقل في الأيام العشرة التي تلت 7 مايو.
وأشارت الشركة إلى أنه "بالإضافة إلى المشاعر السلبية تجاه فيسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الآن، يمكن أيضًا أن يُعزى الانحدار إلى البيئة المشحونة بشكل عام حيث قد تجد بعض العلامات التجارية أنها غير حساسة للإعلان أو لن تحصل على عائد الاستثمار المعتاد عند إنفاق أموالها".
وأقر المتحدث باسم فيسبوك آندي ستون، في مقابلة بوجود "العديد من المشكلات" التي أثرت على قدرة الأشخاص على المشاركة على تطبيقات الشركة. وقال: "بينما قمنا بإصلاحها، لم يكن من المفترض أن تحدث في المقام الأول، ونحن نأسف لأي شخص شعر أنه لا يستطيع لفت الانتباه إلى الأحداث المهمة، أو من شعر أن هذا كان قمعًا متعمدًا لأصواتهم. لم تكن هذه نيتنا أبدًا - ولا نريد أبدًا إسكات مجتمع أو وجهة نظر معينة". ورفضت ستون التعليق على المادة المسربة التي تشير إلى الإضرار بالسمعة ومبيعات الإعلانات في الشرق الأوسط لكنه لم يعترض على محتوياته.