الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«لا أنام».. فيلم جعل من ملاك الشاشة شيطانة باقتدار

لقطة من فيلم لا أنام
لقطة من فيلم "لا أنام"

لُقبت سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة بلقب "ملاك الشاشة" لما تمتعت به من براءة وطفولية في وجهها وسريرتها، دفعت كافة المخرجين والمنتجين على مدار عشر سنوات يحصرونها في دور الفتاة الطيبة، والمثالية والمغلوبة على أمرها في بعض الأوقات.


(بوستر فيلم لا أنام 1957)

ظلت فاتن حمامة على تلك التيمة، من العام 1947 حتى العام 1957، ذلك العام الذي حولها من نقيض إلى نقيض عبر مخرج عبقري، إستخرج من مكنوناتها الفنية ما تغاضى عنه السابقون، مؤكدًا على ريادته في الإخراج الواقعي بمدرسته المتفردة.


(عماد حمدي في لقطة من الفيلم)

عرض أبوسيف على ملاك الشاشة، دورًا جديدًا عليها لم تعتاده منذ بزوغ نجمها كفتاة أحلام، في فيلم "ملاك الرحمة" سنة 1947 مؤمنًا بأن في سليقتها طاقة فنية متنوعة تستطيع من خلالها تأدية مختلف الأدوار والشخصيات، وهو ما وجده في شخصية "نادية لطفي" بطلة فيلم "لا أنام" عن قصة لإحسان عبد القدوس.


(قصاصة صحفية لفيلم لا أنام)

خشيت حمامة من عرض أبوسيف الجديد، نظرًا لارتباط الجمهور بتيمتها كفتاة أحلام مثالية، قد يعزف عنها في حالة تأدية شخصية فتاة شريرة، هدفها في الحياة هدم الآخرين بناءً على عقدة "إليكترا" التي لازمتها منذ الطفولة.


(عمر الشريف في لقطة من الفيلم)

أصر أبوسيف على اختياره، ساعيًا لحفر اسمه بحروف صخرية تشير له بدوره الكبير في صهر موهبة تمثيلية مميزة، وهو ما أيده فيه الكاتب إحسان عبد القدوس والسيناريست الشاعر صالح جودت وقت الإعداد للفيلم.


(فاتن حمامة مع يحيى شاهين وهند رستم في لقطة من الفيلم)

شارك فاتن حمامة في بطولة فيلم "لا أنام" كلاً من : عمر الشريف، يحيى شاهين، هند رستم، مريم فخر الدين، عماد حمدي، رشدي أباظة، رفيعة الشال.


(لقطة من فيلم لا أنام)

تدور أحداث الفيلم حول نادية لطفي فتاة تعيش في كنف والدها بعد طلاقه من والدتها، وحينما تبلغ سن الرشد، يتزوج والدها من سيدة أخرى، ويمتليء قلبها بالغيرة منها، وتقرر أن تنتقم منها.

تم تحميض الفيلم بالألوان بمعامل التحميض بلندن، وهو ما أعطى له صفة التميز والاختلاف عن باقي الأفلام في تلك الفترة، إلى جانب الحشد الهائل لكبار النجوم الذين أعطوا للفيلم نكهة مميزة بفضل مخرج قدير، استطاع إدارة سفينة الفيلم بركابها الأجلاء بكفاءة واقتدار.

عُرض الفيلم يوم 31 أكتوبر من العام 1957، وملاك الشاشة يرتجف من رد فعل الجمهور لإرتدائه زي الشيطنة، وإذ بشخص من الجماهير وقت العرض الخاص للفيلم، يسب فاتن حمامة التي ضحكت وهي بجوار مخرج الواقعية، قائلةً له : عجبك كده الشتيمة دي ؟!

رد أبو سيف في التو واللحظة بأن تلك السبة هي علامة نجاح لفاتن حمامة التي خرجت من عباءة النمطية، بأدوار إستثنائية جعلت منها بحق "سيدة الشاشة العربية".