مصر تعزز نفوذها العسكري في أفريقيا بـ4 اتفاقيات ومشاريع الاقتصادية
بينما تتجه مصر لتعزيز تواجدها في القاهرة السمراء، بدا أن القيادة المصرية تسير وفق خطط مُعدة سلفًا لتعزيز ذلك التواجد، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لمصر، وسط كم من التحديدات غير المسبوقة، التي تواجه الأمن القومي للبلاد. فضلًا عن تحذيرات العديد من المراقبين من خطورة تزايد نفوذ دولة الاحتلال الإسرائيلي في أفريقيا.
يقول مراقبون إن مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 وهي منفتحة على أفريقيا وقضاياها، وقد أجرى الرئيس السيسي العديد من الزيارات لأفريقيا، بهدف تعزيز العلاقات مع تلك الدول، كما تبنت مصر العديد من الخطابات في المحافل الدولية التي تناقش قضايا أفريقيا، وتحديات التنمية فيها، وطالبت الدول الكبرى دعم تلك الملفات والعمل على مساعدة أفريقيا في تحقيق التنمية الشاملة.
وتواجه عدد من الدول الأفريقية مخاطر الإرهاب، والإنفلات الأمني، وانتشار الجريمة، فضلًا عن انهيار القطاع الصحي وانتشار الأمراض والأوبئة. الأمر الذي ينعكس سلبًا على جهود التنمية واستمرار تردي الأوضاع وانهيار الخدمات والبنى التحتية.
مشاريع اقتصادية
وأعلنت مصر مؤخرًا أنها تنتوي مد شريط سكة حديد مع جارتها الجنوبية السودان، التي تعد امتدادًا للأمن القومي المصري من ناحبة الجنوب، وقد عرقل الرئيس الإخواني الأسبق عمر البشير جهود القاهرة الرامية للتنسيق والتكامل الاقتصادي بين البلدين، لكن تسببت الثورة في السودان التي أطاحت بحكم البشير من حدوث ذلك التكامل والتنسيق، خاصة وأن التحديات والمخاصر التي تواجه الأمن القومي للبلدين مشتركة، ويأتي على رأسها أزمة "سد النهضة" الذي تبنيه أثيوبيا على ضفاف النيل الأزرق، ومن المقرر أن يخصم من حصة مصر والسودان السنوية من مياه النيل، خاصة مع إصرار أديس أبابا الشروع في ملء السد للمرحلة الثانية من دون التوصل لأي اتفاقات قانونية وملزمة بشأن تشغيل وملء السد.
كما تنتوي القاهرة ربط 9 دول أفريقية بطرق تجارية الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي وكبير المنفعة على شعوب تلك الدول، فضلًا عن كونه سيشجع الدول الكبرى على ضخ المزيد من الاستثمارات في تلك الدول الأفريقية نتيجة توافر البنى التحتية المؤهلة لاستقبال الاستثمارات.
وزار الرئيس السيسي دولة جيبوتي الخميس الماضي، وناقش مع نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين ويجسد الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما، كما شهدن القمة التباحث وتبادل الرؤى حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وجاء على رأس مباحثات الرئيس مع نظيره الجيبوتي، الملفات الأمنية والعسكرية، خاصة أن جيبوتي دولة من الناحية "الجيواستراتيجي" مهمة؛ إذ أنها تطل على باب المندب، المهم بالنسبة لمصر حيث التشغيل الآمن للممر العالمي للتجارة العالمية قناة السويس، لذلك تحرص مصر على استقرار الأوضاع في باب المندب.
ملفات عسكرية
ومن الملفات الأمنية والعسكرية التي عملت مصر على إنجازها في المحيط الأفريقي ومنطقة القرن، فقد وقعت مصر والسودان اتفاقية في مارس 2021، بهدف تحقيق الأمن القومي لكلا البلدين، كما تجري القاهرة والخرطوم، تدريبات عسكرية مشتركة، أخرها "حماة النيل" وأخرى سبقتها تحمل اسم "نسور النيل".
وفي أبريل الماضي 2021، وقعت مصر وأوغندا مذكرة تفاهم بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية والعسكرية. وفي ذات الشهر أيضًا وقع الجيشان المصري والبوروندي اتفاقية تعاون عسكري من مجالات التدريب والتمارين المشتركة.
أما في مايو الجاري، فوقعت مصر وكينيا اتفاق للتعاون الدفاعي؛ وذلك لتعميق الشراكة بين جيشي البليدين.
عمق استراتيجي
الباحث فس الشؤون الأفريقية، رامي إبراهيم، قال لـ"الرئيس نيوز": "مصر تدرك أهمية أفريقيا بالنسبة لها، ولا يمكن أن تفرط في ذلك العمق الاستراتيجي، كما أن القاهرة لها أثر حسن في نفوس الأفارقة، فالقاهرة هي من دعمت ثورات التحرر الوطني من الاستعمار، وقدمت المشاريع المعرفية والثقافية والتنموية طيلة الفترات الماضية لذلك لها صدى في نفوس الأفارقة ولابد من استغلال ذلك التأثير الإيجابي في إعادة الحضور المصري إلى الساحة الأفريقية".
تابع إبراهيم: "لا يمكن عدم الربط بين ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، وتعاظم التحديات التي تواجهها مصر على رأسها خطر سد النهضة المائي على الوجود المصري"، مُذكرًا بأن القاعدة التي تحكم العالم حاليًا هي أنه لا يحتم إلا القوي وصاحب النفوذ.