المؤرخ الفني محمد شوقي يكتب: في ذكرى ميلادها التسعون.. فاتن حمامة ملكة جمال الطفولة التي كرمها الملوك والرؤساء
أيقونة الزمن الجميل، االمرأة النموذج في تاريخ الشاشة العربية صاحبة الوجه البريء الملائكي، الممثلة الوحيدة في العالم التي غيًرت القانون بفيلم.
أنيسة وآمال ونعمت ونوال وزهيرة وتفيدة ووفاء وهدي وفاطمة ونرجس وأبلة حكمت هي ملكة جمال الطفولة عام ١٩٤٠ عندما اختارها المخرج محمد كريم بعد ما رأي صورتها تتصدر غلاف أحدي المجلات و تحصل علي لقب ملكة جمال الطفولة وهي في سن التاسعه من عمرها ولا أحد يتوقع أن تكون هذه الطفلة في يوم من الأيام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
قدمها المخرج محمد كريم في يوم سعيد في نفس العام وهو الفيلم الذي قام ببطولته مطرب الملوك و الأمراء محمد عبد الوهاب وبالرغم من نجاح الفيلم إلا أن فاتن حمامة الطفلة في الفيلم كانت أهم ممثلة فيه ولا أحد يتذكر إسم ولا دور بطلة الفيلم.
ونجحت فاتن حمامة نجاحاً جعل للفيلم نفسه صدي كبير حتي أن جلالة الملك فاروق وقتها شاهد الفيلم في عرض خاص هو و الأسرة المالكة مع صناع الفيلم و طلب أن تكون الطفلة فاتن حمامة معهم وبالفعل و جاءت له الطفلة فاتن حمامة معها باقة من الزهور تقدمها لجلالته وصافحها وقدم لها جنيه ذهب عليه صورته هدية منه له دون صناع الفيلم كله.
وبعد قيام الثورة قام جموع من الفنانين بجمع التبرعات لتسليح الجيش المصري في حمله شملت جميع محافظات مصر وكانت تسمي هذه الحمله قطار الرحمه وبالفعل آتت هذه الحمله ثمارها وجمعوا آلاف الجنيهات و قام الرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الملكية قام بتكريم الفنانين وكانت علي رأسهم فاتن حمامة.
وفي عهد الزعيم جمال عبد الناصر تم تكريم فاتن حمامة في عيد الفن عام ١٩٦٤ وهو الذي أختار بنفسه أسماء المكرمين وكتب بخط يده إسم فاتن حمامة واهداها ميدالية الشرف.
وفي عهد الرئيس محمد أنور السادات قدمت فاتن حمامة نوعية من الأفلام التي خدمت فكر و منهج الرئيس محمد أنور السادات فقدمت فيلم أريد حلاً عن قضية الخلع ثم فيلم أفواه و أرانب عن تنظيم الأسرة وتم تكريمها من قبل الرئيس محمد أنور السادات بعد فيلم أريد حلاً ومنحها وسام الجدارة وكانت هي الممثلة الأقرب للسيدة جيهان السادات
وعندما بدأ عهد الرئيس محمد حسني مبارك إجتمع بوفد الفنانين والفنانات من مختلف الأجيال وقام بتكريم كبار فناتي مصر وعلي رأسهم السيدة فاتن حمامة التي قال له "عايزين نشوفك في حاجه جميلة قريب زي ما عودتينا".
ثم تشاء الظروف وبعد أحداث يناير ٢٠١١ وتقلد الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور مهام الحكم في مصر أعاد فكرة عيد الفن وقام بتكريم عدد كبير من عمالقة الفن في مصر على رأسهم فاتن حمامة.
وأخيراً لم نرى رئيس دولة ينزل من على منصته ليسلم علي فنان مثلما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يتحدث عن أهمية دور الفن فرأي السيدة فاتن حمامة فهم مسرعا ونزل إليها ليصافحها تعد هذه اللفتة هي أهم و أكبر تكريم حصلت عليه من رئيس أو ملك في مصر أو خارج مصر ولا يحدث ذلك إلا مع قيمة فنية وأخلاقية كبيرة مثل السيدة فاتن حمامه أيقونة الزمن الجميل.
