مع تضارب تصريحات إثيوبيا والسودان.. هل بدأ الملء الثاني لسد النهضة؟
يظل استمرار أزمة فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة، وعدم التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول قواعد الملء والتشغيل، تستمر إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل دون توافق بين الدول الثلاث، مع ظهور تصريحات سودانية ببدء الملء الثاني.
وقال مصطفى حسين الزبير رئيس وفد التفاوض السوداني في ملف سد النهضة الإثيوبي، إن إثيوبيا بدأت في الملء الثاني، مما يشكل أول مخالفة، متوقعاً أن يكتمل الملء الثاني نهائياً في يوليو وأغسطس المقبلين، كما كشف عن تحركات أفريقية وعربية ودولية لإرسال رسائل بأن الملء الثاني بدأ فعليا دون وجود إشارات لمنع إثيوبيا من الملء الثاني دون اتفاق.
قلق من بدء إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة
وتوقع رئيس وفد التفاوض السوداني، إن إثيوبيا لن توقع على أي اتفاق حول الملء الثاني، نسبة لأوضاعها الداخلية المتعلقة بالانتخابات والحرب في إقليم تيجراي، ولابد من وجود ضمانات دولية في التفاوض بسبب التعنت الإثيوبي.
فيما أكدت الخارجية الإثيوبية ، أن الملء الثاني لسد النهضة سيكون في موعده المقرر، أى شهر يوليو المقبل دون إتفاق مع مصر والسودان ، مع توقعات باستئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة مستقبلا رغم التعثر الحالى.
يأتى ذلك فى ظل إستمرار تشغيل ممرين الاستخدامات، وثبات نوعي فى منسوب بحيرة السد عند منسوب 561 متر بسبب تراجع معدلات الوارد الى البحيرة مقارنة بالايام الماضية، وتمدد الطمى فى اجزاء البحيرة مازال مستمر بصورة بطيئة، بالإضافة إلى استمرار أعمال التعلية بالممر الاوسط بصورة بطيئة قد تصل إلى 4 متر فقط، بجانب أن موسم الامطار أوشك علي البدء.
كما أن أقصي ما هو محتمل هو إضافة مترين إضافيين فقط، ولكي تبدأ إثيوبيا الملء لابد من غلق الفتحات وهو ما لم يحدث حتي الان كما تبين صور الأقمار الصناعية، وهو ما يدحض تصريحات رئيس الوفد السودانى.
من جانبه أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، ثبات تخزين المياه فى بحيرة سد النهضة دون تغيير ، مشيرًا إلى أن تصريحات المسئول السودانى بأن إثيوبيا بدأت في التخزين الثانى مائياً بدء من مايو، قد تكون متعلقة بتصريف المياه وتجفيف الممر الأوسط وبدء الخرسانه كلها أعمال لاتتجزأ عن عملية التخزين الثانى.
وأوضح أستاذ الموارد المائية، إن صور الأقمار الصناعية مدى تطور سد النهضة أولاً بأول، حيث أظهرت آخر الصور بأن حجم التخزين يماثل تماماً حجم البحيرة قبل فتح البوابتين فى ابريل الماضي، وهو حوالى 5 مليار متر مكعب، وماحدث خلال تلك المدة أن إنخفضت البحيرة قليلاً ثم استعادتها مرة أخرى مع زيادة الأمطار بمنتصف مايو تدريجيا حتى تصل إلى ذروتها فى أغسطس.
قدرة التخزين بسد النهضة تتضح خلال الفترة المقبلة
وتوقع شراقى، أن تكون الأمطار أكثر من قدرة الفتحتين على إمرارها، وأى زيادة الأيام القادمة سوف تكون من كمية المياه المراد تخزينها هذا العام حتى منسوب 595 متر فوق سطح البحبر وهو يعادل 18.5 مليار متر مكعب شاملاً 5 مليار متر مكعب من العام الماضى، مشيرًا إلى أن الانجاز مازال ضعيفاً رغم فتح البوابتين منذ حوالى أكثر من 40 يوم، ولكن من المتوقع زيادة التخزين فى بحيرة السد قليلاً قبل يوليو، وقد تخزن إثيوبيا هذا العام كمية أقل من 5 مليار متر مكعب.
وقال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، لـ"الرئيس نيوز" إن التصريحات الإثيوبية الأخيرة تشير لبداية الملء والتشغيل يوليو القادم رغم عدم الاتفاق، مؤكداً أن أعمال التشييد الجارية في سد النهضة يصعب معها بدء الملء لأن المنسوب لم يصل إلى 595 مترا كباقي الجانبين المشيدين من السد، مما يوضح أن التخزين عند هذا الارتفاع محدود، أما التخزين عند منسوب 595م فيقدر في حدود 17 مليار متر مكعب، إذا تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له.