الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد تدريب "حماة النيل" مع مصر.. الجيش السوداني يناور مع قطر في البحر الأحمر

الرئيس نيوز

بدا أن الإدارة السودانية تستهدف تعزيز قدراتها العسكرية بأكثر من طريق، فبينما تم الإعلان عن بدء مناورات "حماة النيل 3" العسكرية مع الجيش المصري الأقوى على الساحتين العربية من جهة، والأفريقية والإقليمية من جهة أخرى، قال المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الطاهر أبوهاجة، إنه سيتم تنفيذ مشروع تدريبي مختلط مع القوات القطرية بمنطقة جبيت بالبحر الأحمر تشارك فيه بعض وحدات المنطقة.
واستطرد أبوهاجة، قائلًا: "إن مناورة (حماة النيل) سيعقبها تدريب آخر بحري مختلط بين القوات البحرية السودانية والمصرية بالبحر الأحمر"، لافتًا إلى أن المناورة المختلطة المشتركة بين القوات السودانية والمصرية تشارك فيها كل من القوات البرية، الجوية وقوات الدفاع الجوي من الجانبين، وستنفذ بمناطق أم سيالة، الأبيض ومروي.
مؤكدًا أن التدريبات تأتي امتداداً لتمارين سابقة تم تنفيذها كتمرين (نسور النيل 1و2) بمروي وتمرين (سيف العرب 2) بالإسكندرية وبمشاركة القوات السودانية، وأشار أبو هاجة، إلى أن التدريب يُدار بواسطة غرفة قيادة مشتركة من قوات البلدين، ورأى أن المشروع التدريبي يعبر عن قناعة البلدين الراسخة بضرورة العمل الاستراتيجي المشترك لمواجهة التهديدات المحتملة وضرورة التنسيق المحكم للدفاع عن المصالح الحيوية الاستراتيجية في البلدين.

بيان الجيش 
وخلال وقت سابق، قال الجيش السوداني إنه سيجري تدريبات مختلطة مع قوات مصرية وأخرى قطرية في سياق انفاذ بروتوكولات جرى توقيعها مسبقا لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
ووصلت السودان خلال الساعات الماضية قوات مصرية كبيرة للمشاركة في تدريبات عسكرية برية وجوية خلال الفترة من 26 - 31 مايو الجاري، وقال بيان صادر عن القوات المسلحة السودانية السبت إن جميع التدريبات تجئ ضمن بروتوكولات موقعة مسبقا دعما لأواصر التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم العسكرية وصولا لاحترافية العمل العسكري.
كما تصب التدريبات التي ستجرى خلال الأيام المقبلة في اتجاه تنفيذ السياسة التدريبية للقوات المسلحة وتمشيا مع البروتوكولات الموقعة واتفاقيات التدريب المشترك بين القوات المسلحة السودانية ونظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة ورفعا للقدرات واكتساب المهارات وصولا للكفاءة القتالية.

تعنت أثيوبي 
وتأتي التدريبات المشتكرة بين مصر والسودان في وقت تشهد المنطقة توترًا على وقع تعنت أثيوبي، ورفض لأي مقترحات مصرية وسودانية بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم يخص ملء وتشغيل "سد النهضة"، بما يضمن حقوق دولتي المصب في مياه النيل الأزرق.
ومؤخرًا أكد الرئيس السيسي أن بلاده لن تفرط في نقطة واحدة من حصتها في مياه النيل، مؤكدًا: "أنه ليس بإمكان أحد أخذ نقطة واحدة من حصتنا في مياه النيل ومن يريد أن يجرب فليجرب"، فيما أوضح وزير الخارجية في تصريح متلفز له أن ردود الفعل المصرية سيتم ربطها بتقييم مدى الضرر الواقع عليها جراء التصرفات الأحادية لأثيوبيا.

وأمس الأول الاثنين، أكد الرئيس الأمريكي جون بايدين، للرئيس السيسي أن بلاده ملتزمة بحفظ حقوق مصر المائية، فيما جاء تصريح الرئيس الأمريكي في أعقاب جولة قام بها المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان، للمنطقة وزار خلالها مصر والسودان وأثيوبيا.
لا تمانع 
الباحث في الشؤون الأفريقية، رامي إبراهيم، قال لـ"الرئيس نيوز": "السودان أدرك أن امتلاكه جيش قوي يواكب أحدث نظم التدريب والتسليح، سيعزز من قوته في منطقة ملتهبة، تشهد تطورات متلاحقة تهدد الأمن القومي السوداني بمفهومه الأوسع، ليشمل الأمن القومي المائي؛ لذلك توجه إلى مصر وأجرى معها شراكات ومناورات عسكرية، وحاليًا الجيش السوداني يقول إنه يجهز لمناورة مع القوات القطرية".
لفت إبراهيم إلى أن السودان يدرك أن مصر هي صمام أمان المنطقة، لذلك قرر التحالف معها، بعدما عرقل الرئيس الأخواني عمر البشير، جميع الجهود المصرية لفعل ذلك خلال الفترة الماضية، وتابع: "تحالف السودان مع مصر لا يمنعه من توسيع شراكته العسكرية، فالقاهرة تسعى لمصلحة الخرطوم ولن تمانع من إجراء أي خطوة تعزز من مكانة السودان، فالسوان دولة ذات سيادة والقاهرة تحترم سيادة الأخرين وقراراتهم، كما أن الخطوة لا تؤثر على القاهرة بأي شكل من الأشكال".

وأنهت مصر وقطر قطيعة بينهما بعدما وقع الطرفان اتفاق "العلا"، وزار وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني القاهرة، أمس، والتقى مع نظيره سامح شكري، وبحثا التطورات في المنطقة، وسط أجواء تنذر بعودة العلاقات وتحسنها بين الدولتين بما يخدم مصالح الشعبين وأمن واستقرار المنطقة.