«الفن في خدمة المساجين».. تحركات تشريعية بعد مسرحية «فندق الأشغال الشاقة»
ستظل فرقة ثلاثي أضواء المسرح، أيقونة فنية
مميزة لجمعها بين الفن المسرحي والاستعراضي تحت لواء الكوميديا، بحرفية عالية لن
يمحوها الزمن، مختزلةً تجارب فطاحل المسرح عبر عقود مديدة في "فرقة ثلاثي
أضواء المسرح" المسرحية، التي أعادت البسمة المفقودة لوجوه المصريين جراء
هزيمة حرب الأيام الست.
(مسرحية فندق الأشغال الشاقة)
في العام 1970 كان لرحيل الضيف أحمد، الصدمة
المدَّوية لأعضاء الفرقة المسرحية مما أدى إلى التخبط المؤقت لسمير غانم وجورج
سيدهم، ومحاولاتهما الدءوبة لاجتياز المتغير المفاجئ لمسيرة الفرقة الكوميدية
الواعدة، وذلك بعرض مسرحيات لم تنل النجاح المطلوب مثل : "أنت اللي قتلت
عليوة"، "فندق الثلاث ورقات" وذلك لغياب عنصر الاسكتش الشهير
الملازم للثلاثي منذ بداياتهم الأولى.
(نورا وسمير غانم في فندق الأشغال الشاقة 1974)
ظل التخبط ملازمًا للفرقة على مدار عام، إلى
أن جاء العام 1971 ببشرى العودة للتألق والتميز المعهود من خلال مسرحية "فندق
الأشغال الشاقة"، تأليف فهيم القاضي، إخراج نور الدمرداش، وبطولة كلاً من :
سمير غانم، جورج سيدهم، صفاء أبو السعود، بدر نوفل، زكريا موافي، وحيد سيف، كامل
أنور.
(الفنانة صفاء أبو السعود بطلة عرض 1971)
إستعادت فرقة الثلاثي المسرحية، بريقها مرةً
أخرى بعرض كوميدي إستعراضي ذكَّر الجمهور بأمجاد الماضي في أوقات الضيف أحمد،
دينامو الفرقة الذي رحل عن العالم دون سابق إنذار، وعادت الإيرادات تعانق شباك
تذاكر الفرقة لاستعادة روح الراحل الإدارية الفذة من خلال الفنان جورج سيدهم.
(ملك الترسو فريد شوقي)
لم يكتفي أعضاء فرقة الثلاثي بالنجاح
الجماهيري، بل أرادوا تنفيذ ما تمناه الراحل بعمل "الفارس الفكري" وجعل
المتفرج يضحك وهو يفكر، وهو ما قاموا به في نفس العام بعرض مسرحية "فندق
الأشغال الشاقة" بسجن القناطر في مايو 1971، بمساعدة وزير الداخلية شعراوي
جمعة.
(وزير الداخلية شعراوي جمعة في العام 1971)
توالت عروض المسرحية بمختلف السجون، وهو ما
وضع اسم الثلاثي في خانة الخلود وصفحات التاريخ العريقة لإشراك من حُرموا من المتعة
والتثقيف وتذوق الفن، تزامنًا مع ما أحدثه فيلم "كلمة شرف" لملك الترسو فريد
شوقي، بعمل قانون جديد يسمح للمساجين بالحصول على أجازة لمدة 12 ساعة يطمئنوا من
خلالها على أحبائهم وأسرهم.
صورت المسرحية في العام 1971، وأعيد تصويرها مرةً
أخرى في العام 1974 ولكن بوجود الفنانة نورا بدلاً من صفاء أبو السعود، ونجاح
الموجي بدلاً من وحيد سيف، وأسامة عباس بدلاً من كامل أنور، وهو ما أكد على النجاح
المدَّوي للمسرحية التي استحقت أن تشاهد مرتين بأبطال مختلفين.