"واشنطن بوست": السيسي برهن على أهميته رغم فتور العلاقة مع بايدن
راهن كثيرون على مواقف إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، معتقدين أنها قد تتعمد وضع العقبات أمام السياسة الخارجية للحكومة المصرية، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي لعب دورًا يعزز مكانته ويلفت الانتباه إلى أهميته وثقله بعد نجاح وساطته في فرض وقف إطلاق النار في غزة.
وقال سودارسان راجافان، رئيس مكتب واشنطن بوست في القاهرة، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تمكن من إدارة ملف القتال الإسرائيلي الفلسطيني الأخير بمهارة من يتمكن من السيطرة على كثبان هائلة من الرمال الدبلوماسية المتحركة.
وعلى خلاف علاقاته القوية بالرئيس السابق دونالد ترامب الذي انتهت ولايته، تعهد الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، بأنه لن يكون هناك المزيد من "الشيكات على بياض" للقاهرة، وذلك قبل اندلاع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى ليتغير كل شيء بما في ذلك موقف إدارة بايدن من مصر.
وأكد سودارسان راجافان أن مصر هي إحدى القوى الإقليمية الوحيدة التي لديها اتصالات وثيقة مع كل من الإسرائيليين وحركة حماس، وقد نمت تلك العلاقات بعناية أولتها القاهرة أهمية كبيرة على مر السنين.
ويوم الخميس، اتفقت إسرائيل وحماس على وقف لإطلاق النار لينتبه المراقبون إلى أن الدور الرئيسي الذي يمكن أن تلعبه مصر أمر مؤكد بحكم المعطيات السياسية والجغرافية على الأرض.
وبالنسبة للعديد من المحللين والدبلوماسيين، كان الرابح الوحيد الواضح في القتال الأخير بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ونقلت واشنطن بوست عن مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله: "في مواجهة تصريحات حول تراجع أهمية مصر في سياسات الشرق الأوسط، أظهر الرئيس السيسي أن مصر هي الدولة الأهم وأنه هو نفسه الزعيم الأهم، فقد أظهر للولايات المتحدة أنه يمكن أن يكون فاعلا وفعالا على المشهد الأوسع في الشرق الأوسط خارج الحدود المصرية".
ودعا بعض المشرعين الأمريكيين إلى إجراء تخفيضات على 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية لمصر، سعيا لمزيد من الضغوط التي تحركها بالأساس قوى معادية لمصر.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار، أعرب بايدن عن "امتنانه الصادق" للسيسي وفريق الوساطة الخاص به للعب "مثل هذا الدور الحاسم في هذه الجهود الدبلوماسية".
وقبل ساعات، خلال مكالمة هاتفية، وافق بايدن والسيسي على "البقاء على اتصال وثيق"، وفقًا لبيان البيت الأبيض، في انتصار مؤكد لأمريكا المؤسسات على أمريكا الأهواء والتوجهات. ولم يرد في البيان ذكر لأي نقاش حول أي من الملفات الخلافية بين القاهرة وواشنطن.
وعبر السيسي في سلسلة تغريداته يوم الجمعة الماضية عن سعادته بتلقي اتصال بايدن وشكره على دوره “في إنجاح مبادرة وقف إطلاق النار المصرية”.
وكتب السيسي على تويتر: "هذا يؤكد عمق وقوة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة"، معرباً عن أمله في مزيد من التعاون.
كما وصف زعماء أوروبيون وإقليميون آخرون السيسي بكل تقدير - في إشارة إلى مكانة مصر منذ عقود كقوة استقرار في الشرق الأوسط.
واهتمت واشنطن بوست بتغريدة محمد المنشاوي، كاتب العمود في صحيفة الشروق نيوز المصرية، على تويتر، في إشارة إلى المحادثة مع بايدن، "أعتقد أن الفائز الحقيقي الوحيد في هذه الجولة من العنف كان مصر ورئيسها السيسي، إلا أن كافة الأطراف الأخرى انتهى بها الأمر بالفوز بلا شيء".
وإقليميًا، عززت الوساطة الناجحة مكانة مصر في وقت تشتد فيه المنافسة بين إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا وحتى روسيا.
وفي الداخل، أسرع محبو السيسي إلى وسائل التواصل الاجتماعي للإشادة به لقيادته ودفاعه عن قضية الشعب الفلسطيني مجددين دعمهم الحاسم للرئيس. فغردت سارة عتلم، المرشدة السياحية في القاهرة: "نحن فخورون برئيسنا".