الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فؤاد المهندس.. كلمة السر في استمرار ثلاثي أضواء المسرح

الفنان الكبير فؤاد
الفنان الكبير "فؤاد المهندس"

في يوم السادس من أبريل من العام 1970، كانت الصدمة الكبرى لفرقة ثلاثي أضواء المسرح المسرحية برحيل ضلعها الفعال، الفنان الضيف أحمد الذي رحل عن عالمنا بشكل فجائي دون سابق إنذار، تاركًا فراغًا كبيرًا لرفيقيه سمير غانم وجورج سيدهم، واضعًا حالةً استفهامية كبرى للفرقة حول مسألة الاستمرار أو الانتهاء.


(ثلاثي أضواء المسرح)

رحل الضيف أحمد وقت وضعه اللمسات الأخيرة كمخرج، لمسرحية "الراجل اللي جوز مراته" عقب عودته من الأردن أثناء العرض الخاص لفيلم الثلاثي "المجانين الثلاثة"، وأصبحت مسألة استمرار الفرقة تعاني من ضبابية المشهد، وهو ما أثر على استمرار الإعداد للعرض المسرحي الجديد.


(جورج سيدهم وأحمد نبيل في الراجل اللي جوز مراته)

ظلت الفرقة في تيهها العميق، جراء هبوب هادم اللذات على عقلها المفكر إلى أن جاء من عالم الكوميديا المخضرمة من ينتشل الفرقة الواعدة من الإغلاق، هو الفنان الكبير فؤاد المهندس مكتشف الضيف أحمد من المسرح الجامعي ومسلمه جائزته الأولى في عالم التمثيل في العام 1958 عن مسرحية "الإخوة كرامازوف" لديستوفسكي في مسابقة المسرح الجامعي.


(الكوميديان الكبير سمير غانم)

جلس المهندس مع النجم الكبير سمير غانم، وأقنعه بضرورة استمرار الفرقة الُمنافِسة لأقرانها في الساحة المسرحية كالمسرح الكوميدي وفرقة الريحاني والفنانين المتحدين، وفاءً لروح الضيف ليستريح في ضريحه، وذلك باستكمال اللمسات النهائية للمسرحية الأخيرة في مشواره الفني القصير.


(الفنان الكبير الضيف أحمد)

استكمل الفنان الكبير فؤاد المهندس، إخراج مسرحية "الراجل اللي جوز مراته"، تأليف ألدو بندتي، إعداد مسرحي فهيم القاضي، وبطولة : سمير غانم، جورج سيدهم، هالة فاخر، سهير فخري، زكريا موافي، أحمد نبيل، عادل نصيف.


(الفنان الكبير جورج سيدهم)

أصر فؤاد المهندس على كتابة اسم الضيف أحمد كمخرج للعمل في الإعلانات، وفاءً لروح تلميذه النجيب الذي ساهم في ظهوره بمسرحية "أنا وهو وهي" في العام 1963، وتقديرًا لدوره القصير عمرًا والطويل فنًا في إثراء الحركة المسرحية المصرية.


(الفنانة الكبير هالة فاخر)

سيذكر التاريخ على الدوام اسم فؤاد المهندس، كفنان وإنسان أفاد بقريحته الفنية ورؤيته الإنسانية الجياشة لشباب واعد في عالم الكوميديا، بضرورة التواجد والاستمرار رغم فجائيات الأقدار التي جمحت على مصائرهم تجاه سيرورتهم كفرقة وكيان كوميدي مستقل.

ولولا فؤاد المهندس، لحرمنا من صاروخ الكوميديا الكبير سمير غانم، ورفيقه القدير جورج سيدهم اللذان أمتعانا بأجمل الأعمال وأفضل الأدوار في تاريخ الفن المصري خاصةً على مستوى المسرح، وهو ما أكد على جدارة الفنان الكبير بلقب "الأستاذ" مطبقًا إياه بشكل عملي وفعلي، نرجو أن تتعلمه الأجيال القادمة في المستقبلين، القريب والبعيد.