الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

على حساب تيجراي.. "صوت أمريكا" متهمة بالتحيز لحكومة آبي أحمد

الرئيس نيوز

اشتعلت معركة صحفية جديدة في إثيوبيا في أعقاب اتهام موقع The Intercept المتخصص في الصحافة الاستقصائية لصحيفة Voice of America بالتورط في الدعاية لصالح أديس أبابا والتغطية المنحازة لملف الانتهاكات الإثيوبية في إقليم تيجراي.

وذكر موقع Intercept أن المحرر أسون باتينكين أمضى عقد من الزمن كمراسل مستقل، حيث قام بتغطية النزاعات والتطرف في شرق إفريقيا لصالح وسائل إعلام إخبارية رئيسية بما في ذلك واشنطن بوست ورويترز وأسوشيتد برس، ونال الثناء على التقارير التي أعدها من جنوب السودان وكتب قصصًا عن جرائم حرب أثارت غضبًا عالميًا. 

ولكن بينما كان باتينكين يشاهد حربًا أهلية وحشية تتكشف ويلاتها في إثيوبيا هذا الشتاء والربيع، وتحديدًا منذ نوفمبر 2020، صدمته التغطية التي قدمتها إذاعة صوت أمريكا الممولة من الحكومة الأمريكية، وأثارت أعصابه وسط المذابح التي نفذتها القوات والميليشيات الموالية لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وقتل وطرد المدنيين وارتكاب اغتصاب جماعي، لكن تغطية صوت أمريكا جاءت لصالح حكومة أبي إلى حد كبير، من وجهة نظر باتينكين، مع تجاهل جرائم الحرب المحتملة.

وعلى مدار أشهر، اشتكى باتينكين إلى كبار المحررين من التحيز في تغطية صوت أمريكا للأنباء القادمة من إقليم تيجراي الإثيوبي. 

وفي رسالة البريد الإلكتروني الخاصة باستقالته الشهر الماضي، دعا إلى وقف الدعاية التي تتطوع بها إذاعة صوت أمريكا لصالح آبي أحمد، وانتقد فشلها في إصدار تصحيح "لتقاريرها الكاذبة والمتحيزة"، وبثها "للدعاية الموالية للحكومة مع تجاهل الفظائع التي يُلقى باللوم فيها على القوات الموالية للحكومة. 

وقال 21 من رؤساء الخدمات والمراسلين والموظفين الحاليين والسابقين الآخرين، بالإضافة إلى الخبراء الخارجيين، إن انتهاكات المعايير الصحفية الأساسية في تغطية إذاعة صوت أمريكا لإثيوبيا تمتد إلى عقود ماضية. 

واستخدمت الفصائل العرقية، لا سيما في قسم اللغة الأمهرية في إذاعة صوت أمريكا، وكالة الأنباء لدفع الأجندات الحزبية وتصفية الحسابات، وفقًا لما قاله موظفو صوت أمريكا الحاليون والسابقون، بما في ذلك رئيسان سابقان لخدمة القرن الأفريقي بالوكالة، لموقع The Intercept.

وكتب باتينكين في رسالة الاستقالة بالبريد الإلكتروني: "تسامح صوت أمريكا المستمر مع البروباجندا في زمن الحرب مبالغ فيه. لا يمكنني أن أظل مرتبطًا بهذه الإذاعة طالما لا زال لديّ ضمير حي".

تأسست صوت أمريكا في عام 1942 بمهمة وطنية لتكون "مصدرًا موثوقًا للأخبار"، توفر منصات صوت أمريكا الرقمية والتلفزيونية والإذاعية الأخبار بأكثر من 45 لغة لجمهور أسبوعي يقدر بأكثر من 278 مليون شخص. بميزانية سنوية تبلغ 252 مليون دولار، تقول الإذاعة إنها ملتزمة بـ "إخبار الجمهور بالحقيقة".

وقال الموظفون الحاليون والسابقون في صوت أمريكا إن خدمة القرن الأفريقي التابعة للوكالة، وخاصة إذاعة صوت أمريكا الأمهرية - التي تبث بلغة قادة وميليشيات الأمهرة العرقية التي يعتمد عليها أبي وحكومته - فشلت في الالتزام بهذه المهمة.

وقال المراسل: "هذه حرب، وربما إبادة جماعية في إثيوبيا". "لدينا إمكانية الوصول إلى الكثير من المعلومات - على الأرض - التي يمكن الإبلاغ عنها، لكننا نواجه عقبات في كل منعطف. إنها مسألة حياة أو موت".

ونقل الموقع عن بعض العاملين في إذاعة صوت أمريكا قولهم إنه منذ أن أرسل أبي قوات إلى منطقة تيجراي الإثيوبية في نوفمبر الماضي لسحق ما وصفه بالتمرد، أصبحت الإخفاقات الصحفية لإذاعة صوت أمريكا أكثر وضوحًا. 

وقال مراسل يعمل بقسم أفريقيا: "لم يخطر لي على بال أن أتعرض لهذه الضغوط هنا في الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق لكي أكتب ما تمليه عليّ إدارة الإذاعة، في الحقيقة نحن نأتي من بلدان لم نتمتع فيها مطلقًا بحرية الصحافة، وتعرضي لتجربة كهذه في الولايات المتحدة أمر مروع ".