الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أبعاد دينية.. لماذا يحرص المستوطنون اليهود على الاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى؟

الرئيس نيوز

بعد فترة هدوء نسبية، عاد التوتر من جديد إلى فلسطين وتحديدًا في الضفة الغربية؛ بعدما اقتحم عشرات المستوطنين اليهود المسجد الأقصى، صباح اليوم الأحد، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، وذلك حسبما أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، وقالت الأوقاف في بيان تم نشره على موقعها "فيسبوك"، إن الشرطة الإسرائيلية عاودت السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بعد نحو 3 أسابيع على إغلاقه أمامهم.
ووفق تقارير صحفية فإن نحو 253 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى، وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية منعت الشباب المقدسيين من الدخول الى المسجد الأقصى فجر الأحد، ولاحقا فرضت قيودا على دخول المصلين بما فيها حجز هوياتهم على أبواب المسجد.
وقالت دائرة الأوقاف، إن الشرطة الإسرائيلية، اعتقلت حارس المسجد الأقصى فادي عليان، وأحد المصلين الذين لم تعرف هويته، وأشارت إلى أنه سبق الاقتحامات إبعاد الشرطة الإسرائيلية للمصلين من منطقة المصلى القبلي المسقوف.

الحرم القدسي
من جانبها، قالت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، الأحد، إنه بعد 3 أسابيع، فتح الحرم القدسي صباح اليوم (الأحد) لغير المسلمين وبضمنهم مواطنين يهود، وكان المكان مغلقًا أمام غير المسلمين خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وفي أيام التصعيد التسعة.
تكرار عمليات الاقتحام فتحت العديد من التساؤلات حول دوافع المستوطنين اليهود في القيام بمثل هذه الممارسات. الباحث في الدراسات الإسرائيلية واليهودية، رئيس تحرير الأخبار في التليفزيون المصري، الدكتور أحمد عبد المقصود، قال لـ"الرئيس نيوز": "عمليات الاقتحام دوافعها دينية في المقام الأول، ولك أن تلاحظ أن التغريدة التي أصدرها التليفزيون الرسمي الإسرائيلي تتحدث عن المسجد الأقصى بوصفه (الحرم القدسي الشريف)، إنهم يعتبرون المسجد الأقصى هو جبل الهيكل، الذي له أبعاد دينية تتعلق بتحقيق الخلاص لهم"، ولفت إلى أنهم يصلون عند حائط البراق، ويطلقون عليه حائط المبكى.
تابع عبد المقصود قائلًا: "كلمة السر لما حدث مؤخرا من صدامات بين الاحتلال والفلسطينيين، هي (التزامن) أو فلنقل (التصادم)، التصادم بين "الأوقات المقدسة" و"الأراضي المقدسة"، حسب تعبير موشيه هالبيرتال، أستاذ الفلسفة الدينية في الجامعة العبرية بالقدس".

أوقات دينية
يضيف الباحث الدكتور قائلًا: "كيف حدث هذا التصادم ؟ يوم الإثنين الأخير من شهر رمضان، والذي وافق اليوم العاشر من شهر مايو احتفل الكيان الصهيوني بما يسمى بيوم القدس، وهو اليوم الذي يحتفل فيه اليهود بإحياء ذكرى بسط سيطرتهم على القدس الشرقية والمدينة القديمة وجبل الهيكل سنة 1967. وخلال تلك الاحتفالات يتجمع الآلاف من اليهود في هذا اليوم ويتلون صلوات توراتية وتلمودية عند الحائط الغربي الذي يطلقون عليه حائط المبكى، والذي يعتبر جزءا من الحائط الغربي لحرم المسجد الأقصى".
يستطرد عبد المقصود قائلًا: "مع قدوم أصحاب الأرض لإقامة شعائر ليلة القدر في المسجد الأقصى، وقدوم المتطرفين اليهود لحائط البراق لصلواتهم التلمودية .. أصبحت النار بالفعل أقرب ما يكون إلى البنزين وهو ما تترجم بالفعل إلى مواجهات واشتباكات في أزقة القدس الشرقية بلغت ذروتها بمداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى حيث أصيب مئات الفلسطينيين بجروح فيما أصيب أكثر من 20 شرطياً إسرائيلياً". 
يقول الباحث في العلوم الإسرائيلية، إن الأحداث في المسجد الأقصى تزامنت أيضا مع تصاعد مواجهة أخرى قريبة، وبالتحديد في حي الشيخ جراح حيث انتشر مئات من رجال شرطة وجيش الاحتلال برفقة مستوطنين يهود متطرفين يحاولون طرد 28 عائلة الفلسطينية من بيوتهم وبناء حي استيطاني مكانهم، ليضاف هؤلاء إللى نحو 218 أسرة فلسطينية قالت الأمم المتحدة إن الكيان الصهيوني يحاول طردهم من القدس الشرقية.  أضف إلى هذه الصدف أن هذه الأحداث وقعت في وقت يبحث فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن طوق نجاه لينقذه، بعد فشله في الحصول في الانتخابات للمرة الرابعة على التوالي على أغلبية تؤهله للبقاء في رئاسة الحكومة، خصوصا أن القضاء بدأ بالفعل في محاكمته في قضايا الفساد والرشوة المتهم فيها.

ورقة نتنياهو
رجح عبد المقصود أن يكون نتنياهو افتعل حرب ضد غزة للتغطية على تلك المحاكمات، وهي ربما الورقة الأخيرة في جيب نتنياهو لاقناع خصومه السياسيين وحلفاءه من اليمين المتشدد أن الوقت ليس مناسبا لإحداث تغيير سياسي. 
يختتم عبد المقصود حديثه بالقول: "الاحتلال يرى في فلسطين أرضه المقدسة، وبالتالي علاقته بالأرض ليست علاقة محتل وإنما علاقة كيان يرى أن له كل الشرعية فيما يقوم به على أرضه المقدسة لتحقيق خلاصه، ومن بين هذه الإجراءات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى".