وسط بطء الإنشاءات.. هل تنجح إثيوبيا فى إتمام الملء الثاني للسد؟
فى ظل استمرار الخلاف بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى حول أزمة ملء وتشغيل سد النهضة، استمرت إثيوبيا فى تشغيل ممري الاستخدامات مع استمرار أعمال تعلية الممر الأوسط بالسد، مع بدء رفع جزء من الركام أمام مخارج مياه التوربين المنخفض.
الإجراءات الإثيوبية تعطي إشارة لإصرارها على تشغيل أول توربين منخفض فى حال إتمام الملء بتوفير مسار للمياه، وذلك رغم وجود عقبة تتعلق بركام كميات كبيرة أمام الممر الاوسط تستلزم وقف تشغيل ممري الاستخدامات على الأقل.
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، يقول إن هناك تباطؤ في الأعمال الخرسانية لتعلية الممر الأوسط لسد النهضة لإتمام مرحلة الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، خاصة مع ثبات حجم بحيرة السد عند 5 مليارات متر مكعب من المياه وقبل أسابيع قليلة من الفيضان، وكل ذلك رغم التصريحات الإثيوبية المتتالية بأن التخزين الثانى فى موعده وتجفيف الممر الأوسط.
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، يقول إن هناك تباطؤ في الأعمال الخرسانية لتعلية الممر الأوسط لسد النهضة لإتمام مرحلة الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، خاصة مع ثبات حجم بحيرة السد عند 5 مليارات متر مكعب من المياه وقبل أسابيع قليلة من الفيضان، وكل ذلك رغم التصريحات الإثيوبية المتتالية بأن التخزين الثانى فى موعده وتجفيف الممر الأوسط.
تراجع معدل إنجاز الأعمال الخرسانية
وأشار أستاذ الموارد المائية لاحتمالية عدم تنفيذ التخزين الثانى بكامله، 13.5 مليار متر مكعب، وقد تكون التعلية أقل من 10 أمتار بدلا من 30 مترا، وتخزين عدة مليارات من الأمتار المكعبة بدلا من 13.5 مليار متر مكعب، ولكنها كفيلة لتشغيل التوربينين المنخفضين بعض الوقت فى حالة جاهزيتهما، وهذا يحقق للحكومة هدفها السياسى أمام الشعب الإثيوبى.
وأكد شراقى أن مصر استعدت للملء الثاني رغم رفضها الشديد له، والاستعداد لا يعنى التسليم بالأمر الواقع ولكن الدولة من خلال مشروعاتها المتعددة وعلى رأسها السد العالى تؤمن وصول المياه للمواطنين، وفى نفس الوقت تسلك شتى الطرق للمحافظة على الحقوق المائية والسياسية والقانونية، مشيرًا إلى أنه خلال أسابيع قليلة تبدأ الأمطار الغزيرة التى سوف تعلو الممر الأوسط مرة ثانية، وتحاول إثيوبيا فى الوقت المتبقى التعلية بأعلى ارتفاع ممكن قبل هجوم الفيضان.
وأكد أستاذ الموارد المائية أن العامل المحدد للتخزين فى سد النهضة، هو مدى التقدم فى الانشاءات الهندسية بمعنى أن إثيوبيا لو أنجزت هندسياً وتستطيع تخزين 30 مليار متر مكعب العام القادم لسوف تفعل، وكذلك الانفراد فى التشغيل دون النظر إلى التأثيرات السلبية على كل من مصر والسودان، كما أنه إذا قامت إثيوبيا بتخزين عدة مليارات فى يوليو القادم بدون اتفاق، فعلام سيكون التفاوض فى المستقبل، خاصة أن قبول التخزين الثانى بدون اتفاق كان الأهون منه الاتفاق على الملء الثانى فقط كما أرادت إثيوبيا، وكلاهما مرفوضان.
من جهته، قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، لـ"الرئيس نيوز" إن التصريحات الإثيوبية الأخيرة تشير لبداية الملء والتشغيل يوليو القادم رغم عدم الاتفاق، كما أن السودان تحاول العودة إلى المشهد وإعادة الثقة، مشيرًا إلى أن أعمال التشييد الجارية في سد النهضة يصعب معها بدء الملء لأن المنسوب لم يصل إلى 595 مترا كباقي الجانبين المشيدين من السد، مما يوضح أن التخزين عند هذا الارتفاع محدود، أما التخزين عند منسوب 595م فيقدر في حدود 17 مليار متر مكعب، إذا تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له.