الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء يرسمون السيناريوهات المحتملة.. كيف تواجه مصر عقبات الأمن المائي؟

الرئيس نيوز

تشهد مصر فجوة بين الموارد المائية المتاحة وزيادة الاستخدامات في ظل ثبات الحصة المتاحة سنوياً التى تبلغ 55.5 مليار متر مكعب من المياه، بينما يستهلك قطاع الزراعة أكثر من  80% من المياه، لذلك بدأت وزارة الموارد المائية والري، فى تنفيذ عدة مشروعات كبرى لمواجهة التحديات الحالية منها تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الزراعى والصحى والمياه الجوفية الضحلة، وتحديث نظم الري الحديث، وتبطين الترع المتعبة لترشيد إستهلاك المياه المستخدمة.
كما تستمر أزمة عدم التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مستمرة بدون ملامح لحلول قريبة تضيق هوة الخلاف بين الدول الثلاث " مصر والسودان وإثيوبيا "، وفى ظل وجود رغبة إثيوبية في إتمام عملية الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل.

تأتى الأزمة في ظل وجود تأثيرات سلبية على الأمن المائي المصرى، وزيادة معدلات الفقر المائى الشديد نتيجة لنمط الاستخدامات وزيادة الإحتياجات مع ثبات الحصة المائية المتاحة سنوياً، مما دعا للبحث عن بدائل لتعويض نقص موارد المياه وتاثيرات سد النهضة.
سيناريوهات محتملة لمصر 
وكشف الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية، عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لمصر خلال الفترة المقبلة في حالة حدوث الملء الثاني لسد النهضة، الأول منها يتمثل في حدوث فيضان عالي مع وجود مناسيب آمنة في بحيرة السد العالي كافية لاستيعاب صدمة الملء الثاني لسد النهضة.

بينما السيناريو الثاني يأتى من خلال حدوث فيضان متوسط والذي سيتم انتقاص منه كمية المياه التي ستخزنها إثيوبيا للسد، بينما السيناريو الثالث وهو الأسوأ بينها يتمثل في تزامن حدوث الجفاف مع ملء سد النهضة.

وأكد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والرى، إنه يتم إتخاذ عدة إجراءات لمواجهة النقص في المياه، كتقليل مساحات الأراضي التي يتم زراعتها بالمحاصيل الشرهة للمياه، بجانب إقامة محطات لمعالجة الصرف الزراعي ومحطات خفض وسدود حصاد أمطار، بجانب مشروع تبطين الترع.

كما أشار وزير الموارد المائية والرى، إلى الآثار السلبية التي تعرضت لها السودان بسبب التصرفات الأحادية لإثيوبيا خلال الملء الأول وما بعده، مضيفا أن إثيوبيا تعتزم تخزين ما يقرب من 13.5 مليار متر مكعب مياه خلال الملء الثاني، مؤكداً أن ملء سد النهضة يعتبر صدمة لأنه سينتقص من كمية المياه التي تأتي إلى مصر، خاصة إذا تزامن ذلك مع حدوث جفاف.
بدائل مواجهة أزمة موارد المياه 

من جهته أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إنه يتم وضع سيناريوهات وبدائل للموارد المائية لتعويض هذا النقص، منها ضرورة ترشيد استخدام المياه، واستخدام التقنيات الحديثة في تطوير الري الحقلي وتحديث النظم ،بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة لتحلية مياه البحر والمياه الجوفية باستخدام تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة وتفعيل مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية والتوسع في استخدام نظم الري الحديث وحصاد مياه الأمطار وتعظيم العائد المستدام من الزراعة المطرية، وتعديل التركيب المحصولي وزراعة المحاصيل الموفر للمياه وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي مع معالجة مياه الصرف الصحي.
وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية  لـ"الرئيس نيوز "، إن المدة التي سيستغرقها ملء بحيرة السد كانت أحد أهم محاور التفاوض. تأثير الملء يعتبر تأثير وقتي يمكن حدوثه نتيجة لعدد من الفيضانات المنخفضة، ويمكن للسد العالي معالجة تأثيره مع تأثير تشبع قاع وجوانب بحيرة سد النهضة الاثيوبي بالمياه.

وأشار الصادق، إلى أن  المحور الثاني هو تشغيل السد، أى  هو كمية المياه التي سيتم تصريفها من السد يومياً لتصل للسودان ثم مصر، حيث ستقوم اثيوبيا بحجز كل السعة الحية من فيضان النيل الازرق ثم تصريفها تدريجيا لتوليد الكهرباء على مدار العام مع الحرص على تفريغ 95% من السعة الحية قبل بداية الفيضان تحسباً لحدوث فيضان مرتفع. في حال وجود كميات كافية مخزونة في السد العالي فلن تكون هناك مشكلة لأنه سيتم السحب من بحيرة السد العالي واستعاضة ذلك من الوراد تدريجيا من مياه تصريف سد النهضة الاثيوبي.
حدوث جفاف ممتد
وأكد إن المشكلة الأساسية هي في حالة حدوث جفاف ممتد لعدة سنوات كما هي عادة نهر النيل اى السنوات السبع العجاف والذي حدثت أخر موجة منه في ثمانينات القرن العشرين حيث توالت

من جانبه قال الدكتور عباس شراقى أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن الضرر من التخزين الثانى لسد النهضة ليس شرطاً أن يكون مائياً فقط ولكن هناك أضرار أخرى عديدة وخطيرة منها الهيمنة الاثيوبية على أنهار النيل التى تأتى من اثيوبيا وهى النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، وعلى الانفراد بتكملة الملء السنوات القادمة، وقد ذكر متحدث الخارجية الاثيوبية دينا مفتى بان الملء 74 مليار متر مكعب يمكن أن يكون فى سنتين،  ولايوجد اتفاق يلزم اثيوبيا بحد أقصى ولا توجد أى قواعد هيدرولوجية.