بالدبلوماسية الحذرة.. بايدن يتحسس مسدسه تجاه الشرق الأوسط
"حافظ على تماسك أعصابك.. لا تتراجع أبدًا عن استراتيجيتك.. ولتتسم تصرفاتك بالهدوء وبعض البرود.. حتى إذا استمر الفلسطينيون في دفن أبنائهم وضحاياهم بالمئات"، بهذه الكلمات استهلت شبكة ABC الإخبارية تحليلها لحض الرئيس الأمريكي على عدم التدخل بشكل مباشر في إنهاء المصادمات الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة.
وتابع التحليل: "طوال فترة العودة إلى العنف العسكري في الشرق الأوسط خلال الأسبوعين الماضيين، حافظ جو بايدن على قدر مدهش، بل صادم، من الهدوء في هذه الأزمة الأمنية الأولى والأكثر خطورة التي تواجهه كرئيس.
وعزز بايدن بصمته الدبلوماسية الشخصية، التي تم صقلها على مدى عقود، والتي تأسست على صبر عميق مدعومًا باعتقاد لا يتزعزع بأن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بقوة كافية في هذا الصراع لكسر إرادة أي طرف آخر، ولو كان ذلك الطرف إسرائيل.
في كل دقيقة من أسلوب الحكم "الهادئ والمكثف" الذي أعلن عنه بايدن والنهج الذي يتبعه عن عمد، قامت إدارته بمغامرة محسوبة ضد قيادة أمريكية أكثر جرأة مثيرة غضب الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
سيتم اعتبار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس كمعيار للنجاح المؤكد لاستراتيجية بايدن، لكن هذا لا يعني أن النجاح كان مؤكدًا أو أن القيادة الأمريكية قد خرجت سالمة من الأحداث الأخيرة.
نقاط الخلاف جاءت من جميع الجهات
كانت مشاهدة فريق البيت الأبيض وهو يتحرك بهدوء وصبر من خلال تطبيق كتاب قواعد اللعبة الذي أرساه بايدن في الشرق الأوسط بمثابة دراسة في التقاعس المؤلم للحلفاء السياسيين في الداخل والدول الأخرى التي تتوق إلى وضع حد لإراقة الدماء.
تساءل العديد من الديمقراطيين بصوت عالٍ: هل استغرق الأمر أكثر من أسبوع حتى تنطق الإدارة علنًا بكلمة "وقف إطلاق النار"؟
وتساءل وزير الخارجية الصيني "وانج يي" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لماذا لن "تتحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها" وتوقع على بيان يطالب بوقف تبادل الصواريخ؟
وبشكل أوضح، لماذا تستمر الولايات المتحدة في مبادلة مليار دولار من مبيعات القنابل العسكرية لإسرائيل؟ كما تساءل بيرني ساندرز وألكسندر أوكاسيو كورتيز وغيرهما من الديمقراطيين التقدميين.
وقال السناتور ساندرز في بيان "أعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تساعد في تمهيد الطريق نحو مستقبل سلمي ومزدهر لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، فنحن بحاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة على ما إذا كان بيع هذه الأسلحة يساعد بالفعل في التهدئة والسير نحو مستقبل أفضل أو ما إذا كان مجرد مساهمة إضافية لتأجيج الصراع."
لكن أذن بايدن أكثر استعدادًا لالتقاط أي إشارة على الاضطرابات على الجبهة الداخلية، وهناك بعض الأدلة على أن أي رد فعل متأخر من قبل البيت الأبيض سيكون حصريًا تجاه القضايا الخارجية.
في ما قيل لنا إنه إحصاء مستمر لأكثر من 80 مكالمة هاتفية رفيعة المستوى من قبل الإدارة خلال هذه الأزمة، أظهرت محادثة الرئيس الرابعة مع بنيامين نتنياهو أخيرًا أن هناك حدودًا لصبر الجميع وأن الدبلوماسية "الهادئة" تحتاج أحيانًا إلى صوت مرتفع.
وجاء في البيان الرسمي للبيت الأبيض للمحادثة صباح الأربعاء بالتوقيت الأمريكي أن "الرئيس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه يتوقع تهدئة كبيرة اليوم في طريق وقف إطلاق النار". وذكر البيان أن بايدن ذكر في مكالمته لنتنياهو مطلبين أساسيين "موعد نهائي" ومطالبة بـ"وقف إطلاق النار" في جملة واحدة.