"فشل عسكري خطير".. "هاآرتس" تنتقد إدارة نتنياهو لصراع غزة
في يومها التاسع، تحولت عملية حارس الأسوار الإسرائيلية في غزة إلى حرب إسرائيل الحدودية الأكثر فشلاً والأكثر خلوًا من أي مغزى أو جدوى على الإطلاق، حتى عند مقارنتها مع مواجهات إسرائيل السابقة وإن تنوعت أسماؤها ولم تختلف في إجرامها مثل عملية الرصاص المصبوب والجرف الصامد في غزة.
وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية: "نشهد اليوم فشلاً عسكريًا ودبلوماسيًا خطيرا كشف النقائص الكبيرة في استعدادات الجيش وأدائه وفي قيادة حكومة مشوشة وعاجزة".
وقال ألوف بن، رئيس تحرير هاآرتس، إن تزايد عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة الضربات الإسرائيلية يخفي أزمات أعمق في القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
ووفقًا لرئيس التحرير الإسرائيلي كشفت الحرب عن "إخفاقات عسكرية ودبلوماسية خطيرة" في إسرائيل، التي وصلت إلى طريق مسدود سياسيًا لمدة عامين بعد أربع انتخابات غير حاسمة أدت إلى رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التنحي عن السلطة على الغم من فشله في حسم ملف تشكيل الحكومة.
ومضى ألوف بن ليقول في مقالته في صحيفة هاآرتس إن الهجوم الإسرائيلي على غزة "كشف أيضا عن أوجه قصور كبيرة في استعدادات الجيش"، فضلا عن قيادة "مشوشة" و"حكومة عاجزة".
أزمتان توأم
يكشف التحليل الذي أجراه بن عن الأزمتين التوأم اللتين تعاني منهما إسرائيل، وهما: أزمة الفراغ السياسي وثانيًا: أزمة الاستراتيجية العسكرية التي باتت مجردة بشكل متزايد من الأهداف الملموسة.
تصاعد الهجمات على المدنيين
وأضاف بن: "ليس لدى الجيش أي فكرة عن كيفية شل حركة المقاومة إو إفشال توازنها" حيث تكشف المزيد والمزيد من الأدلة أن الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل متزايد وبشكل متعمد عائلات فلسطينية بأكملها.
وكان مسؤولون إسرائيليون في تصريحات لحفظ ماء الوجه يطلعون الصحف الإسرائيلية على أن العملية الأخيرة قد تؤدي إلى "خمس سنوات" من الهدوء.
لكن المحللين يعتقدون أن مثل هذه التصريحات تهدف بشكل أساسي إلى إظهار أن جيش الاحتلال لا يزال مسيطرًا على الأحداث.
ولفت رئيس التحير الإسرائيلي إلى أن صمود غزة واستعدادها للدفاع عن نفسها ضد الاحتلال الإسرائيلي كان مفاجأة مروعة حمت الإسرائيليين من النوم الهادئ على مدا أيام متتالية.
تأجيج لهيب الحرب
اتهم يائير لابيد، أحد السياسيين البارزين في إسرائيل، نتنياهو بإشعال نيران الحرب، ناهيك عن التكلفة الباهظة للغارات، في محاولة لإنقاذ ثروته السياسية.
وقال لبيد للعديد من وسائل الإعلام الإخبارية الإسرائيلية "النار تندلع دائما على وجه التحديد عندما يكون الأمر أكثر ملائمة"، مشيرا إلى أن نتنياهو هو الأكثر استفادة من الحرب الأخيرة. تجدر الإشارة إلى أن لبيد يحاول تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل نتنياهو.
يرى البعض أن التصعيد العسكري الأخير هو من نسق نتنياهو (71 عامًا)، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يتهم أثناء الخدمة ويحاكم ويتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة. إذا كان بإمكانه التمسك بالسلطة، فقد يتمكن من الهروب من السجن.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد ضحايا القصف الإسرائيلي 227 فلسطينيًا، بينهم 64 طفلاً و38 امرأة، وأصيب 1620 آخرون في الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 10 مايو الجاري. كما قتل 12 إسرائيليا في إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل.