"أرض الأبطال".. فيلم ملحمي عن الحرب الفلسطينية
في العام 1953 عقب ثورة 23 يوليو في العام
1952، أراد شباب الثورة أن يؤرخوا لأحد أسباب قيام الثورة، وهي حرب فلسطين في
العام 1948 كنوع توثيقي للأسباب التي أدت إلى الإطاحة بالملكية وقيام الجمهورية من
أجل مصر جديدة بدماء جديدة، وهو ما ورد بفيلم "أرض الأبطال".
قام المخرج نيازي مصطفى، بعمل فيلم "أرض
الرجال" الذي عرض في يوم 20 أبريل من العام 1953، والثورة الجديدة في مهدها،
كنوع من التدعيم لشباب الضباط بحركتهم المباركة، ولتوعية شباب الغد بقضية فلسطين
المصيرية، وتوصيتهم بإزاحة الذئب الصهيوني من الأرض المقدسة.
شارك ببطولة الفيلم : كوكا، جمال فارس، عباس
فارس، صلاح نظمي، عزيزة حلمي، عمر الجيزاوي، لولا صدقي، عبد الغني النجدي.
تدور أحداث الفيلم في أجواء حرب فلسطين 1948، يُصدم أحد الشباب
عندما يعلم أن والده الثري قرر أن يتزوج الفتاة التي يُغرم بها، فيتطوع في الجيش،
ويشترك في الحرب. وفي مدينة غزة يلتقي بفتاةٍ فلسطينية، ويتحابان ويقرران الزواج، فيقوم الأب بتوريد أسلحة فاسدة إلى الجيش، تكون سببًا في فقدان
الابن لبصره في خلال إحدى العمليات.
(بوستر أرض الأبطال)
ركز الفيلم على القضية الملتهبة التي أثارها،
الصحفي الشاب إحسان عبد القدوس، وهي قضية الأسلحة الفاسدة التي تسببت في الهزيمة
النكراء أمام جيش العصابات الصهيونية والتي بسبب إثارتها كاد الصحفي الشاب أن يفقد
حياته مبكرًا.
أظهر الفيلم في أحداثه، عادات وتقاليد البيئة
البدوية في الأراضي الفلسطينية، وهي ما عرفت به الفنانة كوكا في السينما المصرية،
ومدى جسارة الفتاة البدوية أثناء مؤازرة حبيبها الضابط المصري، وفقده لبصره وقت
اشتداد المعارك، مبرزًا صلابة البدو في خضم الأحداث الجسام.
جمع الفيلم بين الأب عباس فارس، والابن جمال
فارس بشريط السينما كما هو في الواقع، وخرجت المشاعر بين الأب والابن بمصداقية
شديدة، أبرزت كافة المواقف المختلفة في دراما الفيلم بشفافية عالية.
أراد الفيلم توثيق بطولات أبناء مصر في الزود
عن أرض الأنبياء، كي لا يزايد أحد على دور مصر المحوري في القضية الفلسطينية التي
ضحى من أجلها الجميع، كي لا تقضم نهائيًا في بطن الذئب البغيض.