«ميثاق شرف فني».. بيان «المؤلفين» يثير الجدل بشأن الوصاية على الدراما
لا تزال أصداء بيان جمعية مؤلفي الدراما مستمرة، وتتزايد ردود الفعل والتعقيبات على البيان سواء من داخل أعضاء الجمعية نفسها أو من خارجها، خاصة لما أثاره البيان من نقاط أثارت غضب الكثيرين، أبرزها ما أشار له البيان حول ضرورة تشكيل لجنة تضع أبرز الموضوعات التي يجب أن تتناولها الدراما، ما اعتبره البعض وصاية على حرية الفن والإبداع بلا داعي، خاصة في ظل وجود الرقابة على المصنفات الفنية، كما اصدر مجموعة من الكتاب بيانا يعلنوا خلاله رفض ما جاء في بيان جمعية مؤلفي الدراما.
أبوالعلا
السلاموني : حركنا المياه الراكدة لمواجهة الإقصاء والإحتكار والفوضى
وعقب
الكاتب الكبير أبوالعلا السلاموني عن البيان في عدة نقاط أسماها ملاحظات وتتلخص في 7 نقاط هي :
1-
أن من حق الجمعية أن تعبرعن رأيها ايا كان هذا الرأى مادام يدخل فى اختصاصها كمجلس
إدارة
٢-
أن من حق الأعضاء ابداء أرائهم فى حدود الاحترام وليس التطاول وسوء الظن
٣-
أن اقتراح الجمعيه يهدف فى الأساس لتحريك الماء الثقافى الراكد للوصول إلى ترقية فن
الدراما وليس الفوضى بحجة حرية التعبيرالتى يساء فهمها
٤-
أن مهنة الكتابة وخصوصا الدراما تقوم فى الأساس على الالتزام بالضمير الوطنى والمهنى
وليس الكتابة فى المطلق كما يظن البعض
٥- لا
يجب أن يحصرالبعض هدف الجمعية فى قضية حقوق المؤلف وحق الأداء العلنى فقط، لأن هذا
فى الأساس دور نقابى والجمعية ليست نقابة والأهم دورها الفكرى والثقافى تعبيرا عن الهوية
الوطنية بأبعادها الإجتماعية والسياسية
٦- من
الخطأ والخطيئة والخطورة الدخول فى لعبة صراع الأجيال التى أدت إلى الإقصاء احيانا
والاحتكاراحيانا أخرى والفوضى الفكرية احيانا ثالثة، وتلك هى الظواهر السائدة الأن
فى ميدان الدراما (الاقصاء-الاحتكار-الفوضى) وكلها ظواهر مؤسفة تشوه صورة الدراما المصرية
خصوصا كتابها ومؤلفيها وهم عقل الأمة وضميرالوطن
٧- للتذكرة
فإن عصر النهضة فى أوربا بدأ على أيدى نخبة الفنون والأداب ضد ظلمات العصورالوسطى وهذا
هو الدورالذى يجب أن نقوم به نحن الأن، فى مواجهة ظلمات التخلف والتطرف والارهاب، وتذكروا
دائما أن عصور التقدم أبرزها عصورالدراما كعصرالاغريق وعصر شكسبير وعصر موليير.
محمد الغيطي : نؤيد
حرية الإبداع ولكن ندعم الحرية المسؤلة
فيما
تحدث الكاتب والسيناريست محمد الغيطي عضو مجلس إدارة الجمعية والمتحدث الإعلامي
بإسمها، وقال : "يبدو حدوث شرخ وبروز جبهتين تقفان على النقيض من بعضهما وصدور
بيانين بما يوحي بإنقسام في الصف وهو غير مطلوب الأن اطلاقا لأننا نحتاج للاصطفاف لا
الخلاف حاليا لأسباب عديدة ترتبط بأهداف الجمعية وهويتها ومصلحة المبدع والإبداع والوطن
أيضا".
وأضاف
الغيطي : "الجمعية لم تنشأ فقط لحق الأداء
العلني وهو هدف شرعي ومطلوب وأولوية مطلقة، لكنها أيضا للدفاع عن وجود الكاتب واستمرار
إبداعه وقوة هذا الابداع وتأثيره وارتباطه بوطن وناس وهوية، أي مسؤلية اجتماعية ونحن
هنا عندما نتكلم عن المسؤلية لا نقترب من حرية الكاتب فهي فرض عين مقدس ولكن متى انفصلت
حرية الكاتب الحقيقي عن وطنه ومجتمعه".، وأضاف : "هناك أمثلة عديدة في تاريخنا
وفي تا ريخ غيرنا عن ارتباط مفهوم الحرية بالمسؤولية راجعوا موقف نقابة كتاب السيناريو
في أمريكا من حرب فيتنام مثلا وقفوا مع الثوار ضد الحرب الأمريكية انتصارا للحرية،
ونحن في قانون ١٠٣ وقف المبدع المصري مع الحرية ضد بيروقراطية الحكومة وقتها وانتصر".
وطالب الغيطي بأخذ العوامل المشتركة بين
الفريقين وترك بذور الشقاق حتى لا يحدث خلل في الجمعية وبين أعضائها، وقال : "البيان
الأول ربما تكون صياغته استفزت الطرف الثاني لأنها صدرت الوصاية على المبدع وهو ما
يرفضه أي مبدع حقيقي، لكن منطلق البيان وهدفه ليس أبدا الوصايه أو الحجر أو التقييد
أو فرض الإفراط في التفتيش وتوجيه الكاتب، بل هو طالب بوجود بوصلة استرشادية كما كان
موجودا في العقد السابق، مجرد عقول يتفق عليها ترشد الجميع وهذه تكون بلا أجر، لأن
ما حدث ويحدث ويبرز من منتج درامي لا نعلم من مسؤل عنه أو من تخاطبه وقد رأينا ما حدث
مع نماذج لا داعي لذكرها أهدرت فيها ملايين الجنيهات من مال الشعب و كانت ثمارها كارثية".
وأضاف
الغيطي قائلا : "اما عن مدح بعض الأعمال الوطنية، أعلم جيدا أنها لم تأت بتوجيه
كما ادعى البعض، ولماذا الرفض أن نقول أن هناك دراما جيدة وثقت لما حدث بوعي وطني في
وقت حرج ومفصلي، وتوضح لنا كم المؤامرة على وجودنا "، وتسائل الغيطي : "الم
يكتبها وينفذها زملاء لنا يجب أن نوجه لهم الشكر والتحية !"، أما عن البيان
الثاني قال الغيطي أن مضمونه ممتاز ولا يختلف عما ينادي به أي مبدع من ممارسة حرية
الإبداع بلا وصاية، فقط نضيف أنها حرية مسؤلة بما يتفق مع أهداف الدراما الحق والخير
والجمال.
بشير الديك : لم
نستهدف محمد سامي والبيان حقق المرجو منه بإثارة الجدل لفتح نقاش حول مستقبل
الدراما
فيما
كشف الكاتب بشير الديك أن البعض فسر البيان بصورة خاطئة، وقال : "الهدف من البيان
الذي أصدرناه، كان تعليقا من جانبنا على المستوى المتدني الذي ظهرت به بعض الأعمال
الدرامية في الموسم الرمضاني الأخير، ولم يكن يهدف على الإطلاق لفرض أي نوع من الوصاية
على الكتاب والمؤلفين، في محاولة منا لفتح باب النقاش لإيجاد حلول، ووضع خارطة للطريق
أمام الدراما المصرية لتحسين مستواها، بالشكل الذي يتفق عليه المؤلفين أنفسهم، ففي
النهاية نحن لسنا جهة حكومية وقراراتنا ليست واجبة النفاذ".
وأضاف االكاتب الكبير
ورئيس الجمعية : "نحن أمام مسئولية إجتماعية يفرضها علينا ضميرنا ككتاب أصحاب رأي، فالدراما
التليفزيونية تلعب دورا خطيرا للغاية، فهي تقتحم البيوت ويتم توجيهها للأسرة كلها،
ولا بد من التدقيق الشديد في اللغة والرسائل التي يحملها العمل الدرامي، ربما أخطات،
حينما اكتفيت بمعرفة محتوى البيان عن طريق الهاتف، ولم أقرأ بنفسي بنوده التي شابهها
بعض الأخطاء، وربما كان هناك تسرع في إصداره، والاكتفاء بنموذج واحد من الأعمال جعل
البعض يتصور أننا نستهدف صاحبه، لكن أؤكد أن كل ما تم تفسيره من البعض، لم يدر في بالي
على الإطلاق، وعليه لا بد أن اعتذر، لأننا لم نوضح الهدف الحقيقي من وراء هذا البيان".
واشار الديك أن البعض ادعى أن البيان استهدف المخرج محمد سامي، مؤكدا أن هذا غير صحيح بالمره، وأضاف أن البعض الأخر اعتبر بيان الجمعية يجعل منها رقيبا ووصيا على الكتاب، موضحا أنه لا يجوز مع رجل مثله ظل طوال حياته يدافع عن حرية التعبير ويرفض كل الوصاية بأشكالها، أن يقع في هذا الفخ، ولكن في ظل غياب وزارة للإعلام، وفي ظل ما نشاهده من أعمال درامية متدنية، تهدم ولا تبني "على حد وصفه"، اقترحنا وضع استراتيجية، أومباديء عامة، وبما إن هناك صعوبة في حشد جموع المؤلفين، رأينا ضرورة إصدار بيان حتى نثير الجدل، واكد أنه لم يغضب من البيان الذي أصدره بعض المؤلفين اعتراضا منهم على بيان الجمعية ورفض ما جاء به، وقال : "شعرت أن البيان حقق هدفه، وآثار الجدل المرجو منه، ومرحبا بالنقاش المثمر".