الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«أرض السلام».. وثيقة أمل سينمائية لتحرير الأراضي الفلسطينية

بوستر فيلم أرض السلام
بوستر فيلم "أرض السلام" 1957

لم تنس السينما المصرية بتاريخها الحافل، في أن تعبر عن قضية فلسطين المصيرية بأفلام وطنية، مؤكدةً بمنتهى الوعي والشفافية بإعتبارها مسألة بقاء ووجود وهوية للمنطقة والثقافة العربية.


(عمر الشريف وعادل ثابت في لقطة من الفيلم)

في العام 1957 قام "هيتشكوك السينما المصرية"، المخرج كمال الشيخ بالتحول من النوعية البوليسية إلى النوعية الوطنية، بإخراجه فيلمًا توعويًا ووطنيًا عن القضية الفلسطينية بعنوان "أرض السلام"، مُركزًا على مركزية القضية، في القدس مكمن الروح والدين.


(توفيق الدقن في لقطة من الفيلم)

قام المنتج والمخرج، حلمي حليم بكتابة قصة الفيلم، وكتب السيناريو والحوار علي الزرقاني مضيئين وميض الأمل على قتامة المشهد العربي، بحتمية انتصار الحق وحلول النور المبين مهما طال أمد ظلام الشر الدامس.


(عمر الشريف وفاتن حمامة مع الطفل عادل ثابت في لقطة من الفيلم)

تدور أحداث الفيلم حول أحمد فدائي مصري، يختفي داخل قرية فلسطينية أثناء حرب 1948، تتعاون معه سلمى، وهي إحدى فتيات القرية، يصور الفيلم معارك الفدائيين من أجل تحرير فلسطين والصعوبات العديدة التي يلاقونها من نسف خزانات الوقود، وبعد انتهاء أي عملية يعود أحمد مع سلمى دون أن يتمكن الإسرائيليون منهما، وتنمو بينهما علاقة صداقة ثم حب.


(توفيق الدقن مع فاخر فاخر وعبد الوارث عسر في لقطة من الفيلم)

قام ببطولة الفيلم : عمر الشريف، فاتن حمامة، توفيق الدقن، فايدة كامل، عبد السلام النابلسي، عبد الوارث عسر، فاخر فاخر، إحسان الشريف، حسن حامد، سليمان الجندي.


(عمر الشريف مع عبد الوارث عسر في لقطة من الفيلم)

قدم طاقم الفيلم رؤية بعيدة المدى، وكأنهم يستشفون حَمِّية التفاصيل المستقبلية من خلال جهاد الأطفال ضد الصهاينة، ومعاناة الأهالي من تسلط الرعاع الجدد في حياتهم واحتياجاتهم مع التركيز الجميل على دور مصر من خلال أبطالها بالزود عن أرض الأنبياء من دنس الصهاينة.


(بوستر فيلم أرض السلام)

إستخدمت اللهجة الفلسطينية في حوار الفيلم، وهو ما يحسب لطاقم العمل لموائمتهم الواقع، إلى جانب قيام الفنانة الكبيرة فايدة كامل بغناء الأغاني الفلسطينية من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان محمد الموجي ليسجل اسمها بحروف ذهبية على شريط السينما المصرية في عالم الأغنية الوطنية.

بشرت نهاية الفيلم بحتمية تحرير الأراضي الفلسطينية من أنياب الذئب الصهيوني، عقب تدمير إحدى مخازن أسلحتهم وزواج أحمد المصري من سلمى الفلسطينية، كنايةً عن اقتراب حلم الوحدة العربية لتحقيق الحلم المنتظر إن آجلاً أو عاجلاً.